«استدعاء للمساءلة» مسرحية تحاكم بلير
تعرض في لندن مسرحية بعنوان "استدعاء للمساءلة" (Called to Account) وفيها يوجه ممثلو الادعاء العام والدفاع الأسئلة للشهود الرئيسيين في قضية تلاعب رئيس الوزراء توني بلير بمعلومات استخباراتية لتبرير غزو العراق.
ويدخل بلير في هذه المسرحية قفص الاتهام لمواجهة محاكمة ساخرة تسلط الضوء على إرثه السياسي، والأحداث التي قادت إلى تورط بريطانيا بالغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003. وتثير المحاكمة الدرامية سؤالا طرح أكثر من مرة في السابق، وهو هل تلاعب بلير ومسؤولوه عمدا في معلومات المخابرات لتبرير غزو العراق؟
كما تركز على مدى الضغوط التي مورست على المدعي العام عندما قدم نصيحة قانونية بشأن الحرب، وعند أي مرحلة أيد بلير استخدام القوة في العراق وما إذا كان الهدف هو تغيير النظام وليس أسلحة الدمار الشامل المزعومة؟
وتمت تغطية بعض أرضية المسرح بصفحات حقيقية من تحقيقات باتلر وهاتون عام 2003 والتي برأت ساحة بلير وحكومته من تعمد تشويه معلومات المخابرات، وتضليل البريطانيين.
غير أن ريتشارد نورتون تايلور صحفي الغارديان الذي كتب نص المسرحية استنادا إلى نصوص الجدل القانوني الساخر, يعتقد أن الحجج كانت متقاربة وأن أدلة ظهرت بعد ذلك قد تثير الشبهات حول بلير. وقال عقب العرض الأول على مسرح ترايسايكل "ما زالت هناك قضية تحتاج إجابة, لم نحصل على القصة الكاملة".
كما اقتبس تايلور ومخرج المسرحية نيكولاس كنت عبارة من تقرير باتلر تقول "أثناء البحث عن أسلحة في العراق لا يستطيع المرء أبدا المضي بعيدا في البحث".
ومن بين من أدلوا بشهادتهم بالعرض الوزيرة السابقة كلير شورت التي وجهت انتقادات لاذعة لبلير والحرب، ومفتشا الأسلحة بالأمم المتحدة سكوت ريتر وريتشارد باتلر. وتأتي المسرحية بعد وقت قصير من عرض القناة الرابعة فيلم "محاكمة توني بلير" التي يمثل فيها الزعيم البريطاني للمحاكمة عن جرائم حرب.
ولم تجد المسرحية قبولا لدى البعض, حيث يقول الناقد المسرحي ديفيد أرونوفيتش إن تايلور وكنت يسعيان لإعادة الزمن للوراء، وإثارة القلق بشأن قضية حظيت بنصيب مطول من النقاش. فيما ذكرت صحيفة تايمز أن "هناك مشكلات أكبر وأحدث يمكن للمسرح أن يتصدى لها".
وتراجع مسرح ترايسايكل عن اقتراح سابق يطلب بموجبه من الجمهور القيام بدور المحلفين كل ليلة من خلال الاشارة بالأيدي، على اعتبار أن هذا سيبدو وكأنه حملة ضد بلير. ويعتقد تيلور أن الجمهور الذي يدفع لمشاهدة المسرحية يتألف بصفة رئيسية من معارضي الحرب رغم أن ذلك لا يعني بالضرورة نصرا للمحاكمة.
ويحجم العديد من الشهود عن اتهام بلير بتضليل البرلمان أو بلاده عمدا. وفي ختام المحاكمة يكرر الممثل الذي يلعب دور محامي الدفاع جوليان نويلز العبارة المنسوبة لفيدل كاسترو نهاية محاكمة جرت عام 1953 "التاريخ سيغفر لي". ويضيف "توني بلير ليس بحاجة إلى من يحله من المسؤولية.. بلير لم يفعل ما يبرر إدانته".
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد