إلى المنار والإخبارية السورية: لا تنقلوا بروباغاندا الصهاينة
الجمل ـ الأيهم صالح:
خلال اليومين الماضيين خضت بضعة نقاشات مع أشخاص يدافعون عن فكرة نقل بروباغاندا العدو الصهيوني إلى مجتمعنا. أنا طبعا ضد الفكرة ولكن يبدو أن هناك من يتقبلها برحابة صدر، ومنهم مثلا محرر في قناة المنار التي نقلت كلام الناطق العسكري الإسرائيلي بحرفيته تقريبا دون أن تذكر أي مصدر آخر أو تكلف نفسها الاتصال بأحد في دمشق لتأكيد أو نفي الخبر، أو القول أن الجانب السوري رفض التعليق.
تذكرت أمس واليوم آخر مرة فتحت فيها التلفزيون لأجد بوجهي تقريرا على الإخبارية السورية عنوانه "فلسطين المحتلة || حملة اعتقالات واغلاق شامل للضفة" لن أضع رابطه هنا للسبب الذي سيرد أدناه.
هذا التقرير من إنتاج التلفزيون الإسرائيلي بالكامل، ليس فيه أية لقطة من إنتاج الإخبارية السورية، وما فعله منتج الإخبارية هو أنه أخذ الصور المعدة للمشاهد الإسرائيلي والتي تصور جيش الاحتلال الإسرائيلي كحمامات سلام أثناء اقتحامهم بيوت فلسطين بيتا بيتا وتدمير محتوياتها، وتصور نتنياهو كقائد محترم، وبثه لنا بتعليق مختلف، بل إنه نقل إلينا صوت نتنياهو في مؤتمره الصحفي وهو يتكلم بالعبرية، وهو الصوت الوحيد الذي تم نقله من التقرير الأصلي. وقتها أردت الكتابة عن الموضوع، ولكنني سكت وقلت لا بأس هذا مجرد خطأ عابر لن يتكرر، ولندعه يمر.
نقاشات اليومين الماضيين وضحت لي أن هذا النوع من "الأخطاء" يتكرر أحيانا، وأن في معسكر المقاومة أشخاصا معدودين يدافعون عن نقل بروباغاندا الصهاينة إلى جمهورنا، بل يعتبرون الجيش الإسرائيلي وإعلامه مصدرا إضافيا موثوقا وقد يكون وحيدا للمعلومات عن سوريا.
أيها السادة، هل تحتاجون إلى تذكير أننا في حرب مع إسرائيل وجيشها وإعلامها، وأن جزءا من هذه الحرب يتم عبر القصف الإعلامي، أي الاستحمار، وأن الضرر الذي تسببونه لنا بقصف معسكرنا بأسلحة الأعداء أكبر بكثير من أي ضرر يستطيع أي عدو أن يسببه لنا.
أتساءل وأسأل من ينقلون كلام الإسرائيلي، هل كان آباؤكم يسمعون إذاعة إسرائيل في بيوتكم؟ هل كان آباؤكم ينقلون كلام الإسرائيلي إلى أصدقائهم؟ هل صرتم تثقون بالإسرائيلي لدرجة تبني كلامه ومواقفه من الأحداث، ودعوة أصدقائكم لتبنيها؟ أنتم تعلنون أنكم مع الجيش السوري والمقاومة، فلماذا تضربوننا بسلاح الصهاينة الإعلامي؟ ألا تلاحظون الأضرار التي تسببونها في معسكرنا، ألا تلاحظون أنكم تشاركون في استحمار بعض الناس وتجييشهم في بروباغاندا الصهاينة؟
أنا وأغلبية أصدقائي لا نكترث بكلام الإسرائيلي كائنا من كان البروباغانديست الذي ينقله، ولذلك لا أضع رابط تقرير الإخبارية السورية الذي أنتجه التلفزيون الإسرائيلي لهم، ولذلك أيضا لا أضع رابط صفحة المنار التي نقلت كلام الإسرائيلي حرفيا. أنا أيضا ألتزم بدليل أفضل الممارسات لناشطي محور المقاومة، وأدعوكم جميعا، بمن فيكم جميع محرري المنار والإخبارية السورية، للالتزام به، والمشاركة في تطويره.
التعليقات
ولكن!
إضافة تعليق جديد