يوسف الخطيب ..فلسطين بوصلة العرب فإذا تعطلت ضاعو

17-01-2014

يوسف الخطيب ..فلسطين بوصلة العرب فإذا تعطلت ضاعو

أن تكتب اسمك على وجه (فلسطين).. أن تكتب الحلم عبر قصيدة باسم (فلسطين).. أن تكون أنت-أنت حيثما تشاء، في بلد الغربة وفي الشتات؛ فهذا يعني أن حياتك لم تمض عبثاً، فالمنى رهن لقاء..
وهكذا كان الشاعر والمفكر يوسف الخطيب، الذي أمضى سني عمره في هاجس جسده حياً، ليؤكد أن الهوية لا تموت، وتراب الوطن هو قدس الأقداس، وفلسطين بوصلة الإنسان إن أراد للروح البقاء، أما الشام الكبير فلم يكن لفلسطين الشتات ملجأ بل دار قرار. فكان في مسيرته وعبر أشعاره فلسطيني الهوى- عروبي الانتماء، قائلاً في مصب انتمائه: «هذه أمتكم، أمُّ يسوع ومحمد؛ في جناحيها انطوى الكون وسر عالميه»...
خائضاً حربه ضد النسيان، الرحيل والاغتصاب والهجران، عبر سلاح وحيد أساسه (الكلمة)... متبعاً في خطا مسيره  «سيده في المواطنة الفلسطينية كلمة الله (عيسى بن مريم) الذي تحدى في الحق روما كلها، ومنه تعلم كيف يتحدى الظلم القبيح في وثنية هذا العصر الأميركي اللعين»، وكان المتنبئ عما سيؤول إليه وطنه الكبير والصغير، فلكل فعل مصب...  «ويكونُ في أيلول.. دجالٌ... مسيلمةٌ.. فيرضعُ ثديَ خفّاش من الصحراء..
ثم يكونُ طاعونٌ، ويولدُ في المواخير القصيد..
وتحزقُ التيجانُ من جلدٍ ويمضغها الملوك!!..» من قصيدة (دمشق والزمن الرديء)
عن حياة المفكر- الشاعر  سطرت (دار فلسطين) في كتيب طبع حديثا،  أهم مراحل حياة الخطيب في سيرة لا تختزل بسطور، وفيه جاء:
ولد يوسف الخطيب في بلدة “دورا” بجبل الخليل  في فلسطين عام 1931 وتعلم في مدرستها الابتدائية أربع سنوات، ثم أتم دراسته الابتدائية والثانوية في  مدارس الخليل ومنذ مرحلة الدراسة الإعدادية انكب على كل ما يقع بين يديه من كتب أدبية، وقصص وأشعار تراثية ومعاصرة... مارس العمل الصحفي والإذاعي معاً في كل من إذاعة دمشق، وإذاعة القدس في (رام الله)، وفي الوقت نفسه التحق بكلية الحقوق في الجامعة السورية عام 1951 وتخرج فيها بإجازة في الحقوق، ودبلوم اختصاص في «الحقوق العامة» سنة 1955.
ابتدأ يكتب الشعر موزوناً وبكامل عافيته اللغوية منذ كان في سن الثانية عشرة، وفي سنة 1955 قام طلبة الجامعة السورية بإصدار أول ديوان من شعره بعنوان: (العيون الظماء للنور) وهو عنوان القصيدة التي فاز بها بالجائزة الأولى على جميع شعراء الخمسينيات من القرن الماضي الذين شاركوا في مسابقة مجلة (الآداب) القومية الشاملة في ذلك الحين.
إلى جانب إنتاجه الشعري والقصصي المبكر، وإسهاماته الصحفية المتعددة، واصل عمله الإذاعي متنقلاً بين سبع إذاعات عربية، هي السورية والأردنية والسعودية والمصرية وصوت العرب والكويتية والعراقية إلى أن انتهى به الأمر مديراً عاماً لهيئة الإذاعة والتلفزيون في سورية عام 1965 (إضافة إلى سنتين قضاهما في إذاعة هولندا العالمية، بسبب ملاحقته سياسياً في ستة أقطار عربية).
عام 1966 هجر الوظيفة الحكومية نهائياً وقام بتأسيس «دار فلسطين للثقافة والإعلام والفنون» في دمشق ونذر نشاط مؤسسته بالكامل لخدمة القضية الفلسطينية إعلاميا وثقافياً وفنياً. وفي العام نفسه  كان أحد أعضاء الهيئة التأسيسية (لاتحاد الكتاب العرب) في سورية، وأسهم في وضع نظامه الأساسي، والداخلي.. و اختير بإجماع القوى والفعاليات الوطنية الفلسطينية عام 1968، عضواً في المجلس الوطني الفلسطيني (عن المستقلين).  ليتولى منصب نيابة الأمانة العامة (لاتحاد الكتاب والصحفيين الفلسطينيين المنعقد في بيروت) عام 1972 بعد انتخابات المؤتمر العام التأسيسي.
عام 1967 شرع لأول مرة في إصدار مؤلفه السنوي العالمي بعنوان «المذكرة الفلسطينية» وهي المطبوعة التي واصل إصدارها لتسع سنوات متعاقبة، في كل من اللغات العالمية الخمس العربية والانكليزية والفرنسية والألمانية والإسبانية، وحظيت بانتشار عالمي قل النظير له في أي مطبوعة عربية مستقلة.وعن «دار فلسطين» قام بإصدار عدد من المطبوعات المرجعية المهمة، مثل «ديوان الوطن المحتل» الذي يعد حتى الآن المرجع الرئيسي لنشوء الحركة الشعرية في فلسطين المحتلة عام 1948.. وكذلك «فلسطينيات الأعلام»، وسيناريو مذبحة «كفر قاسم» وما الى ذلك من مطبوعات تؤرخ وتوثق حكاية الوطن.
له إسهاماته العديدة عبر نصف قرن في مختلف الملتقيات الأدبية على المستوى القومي العربي، إضافة إلى الكم الوفير من كتاباته الفكرية في الكثير من مفردات الشأن العام فلسطينياً وعربياً.
وفي آخر كلماته قبل وفاته في شهر حزيران لعام 2011، قال: «ستظل فلسطين على الدوام مالئة الدنيا وشاغلة الناس، ومن لم يتعرف إلى هذه الرقعة الصغيرة نسبياً من إقليم الشام العربي الكبير، سواءً بجملتها التاريخية العامة، أو بتفاصيلها الجغرافية الدقيقة، فكأنما هو في شبه حالة انفصال مزرية عن زمانه ومكانه فوق سطح هذا الكوكب» كوصية منه، ونداء.

 

تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...