هل تعمد إسرائيل إلى تصفية شركائها في لبنان ؟
الجمل: التدخل الإسرائيلي في الشأن السياسي(الداخلي والخارجي) للبنان، ليس أمراً جديداً، فد ظل العامل السياسي (غير المعلن) يعمل بخفاء ونشاط خلف العديد من واجهات الحياة السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية في لبنان. وقد نجحت إسرائيل خلال الخمسين عاماً الماضية في تحقيق العديد من الـ(اختراقات) ضمن الإطار السيادي اللبناني:
- تجنيد عشرات العملاء للمخابرات الإسرائيلية.
- إعداد جيش كامل يعمل لمصلحتها هو جيش لبنان الجنوبي الذي يقوده أنطوان لحد، الذي كان ضابطاً في الجيش اللبناني.
- إطلاق العديد من العمليات السرية داخل لبنان.
- استخدام لبنان كـ(نقطة) تنطلق منها العمليات السرية ضد الدول والكيانات العربية الأخرى.
والآن، بعد نجاح قوى الأمن اللبنانية، في اعتقال عناصر شبكات المخابرات الإسرائيلية العاملة داخل لبنان، وانكشاف حقائق عمليات الاغتيال المثيرة للجدل التي تمت في الفترة الماضية، والتي ترتب عليها الكثير من التداعيات الخطيرة مثل الاضطرابات الداخلية و(ثورة الأرز)، وظهور (تيار المستقبل).. إضافة إلى تدخل الأطراف الخارجية في الشأن اللبناني مثل: أمريكا وفرنسا، ومجلس الأمن الدولي.. وغيرها، تقول: لماذا لا تعلن الحكومة اللبنانية نتائج هذا التحقيق؟ لماذا تنتظر؟.
إسرائيل لا تريد ظهور الحقائق، وذلك لأن العالم والشعب اللبناني وبقية الـ(عرب)، سوف يعرفون أن إسرائيل هي التي اغتالت رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان الأسبق، إضافة إلى أن الجمعية العامة للأمم المتحدة، سوف تعرف أن مجلس الأمن الدولي قد أصبح بمثابة (مجلس الأمن الإسرائيلي) في منطقة الشرق الأوسط.
إسرائيل سوف تسعى لطمس الحقائق، ولن تتردد باللجوء لاستخدام كافة الخيارات المتاحة أمامها، والتي من بينها تصفية عملاءها المعتقلين حالياً, إما عن طريق التسلل خلسة إلى مناطق اعتقالهم بوساطة بعض (عملائها الناشطين حالياً)، والذين لم تطالهم اعتقالات قوى الأمن اللبنانية، أو عن طريق قصف مناطق احتجازهم بقنابل الـ(بنكر- بست) (Bunker- bust) المستوردة حديثاً من أمريكا، والتي تجعل مجرد الحصول على أشلاء الأجساد أمرا صعباً إن لم يكن مستحيلاً. أما الخيار الإضافي غير الأخلاقي، والذي لن تتورع في اللجوء إليه، فهو تصفية الرموز السياسية التي كانت ضمن مشروع الـ(شراكة) الإسرائيلي الذي تم تطبيقه في لبنان بعد عملية اعتقال الحريري مباشرة، بحيث تكون إسرائيل قد نجحت بالكامل في عملية (التكنيس والتنظيف الكامل) للساحة اللبنانية، لا من آثار جرائمها الجنائية فقط، وإنما السياسية أيضاً.
وقد لا نستغرب إذا سمعنا أن الطائرات الإسرائيلية قد أغارت على أماكن مثل الـ(مختارة)، و(قرنة شهوان)، و(قريطم).. وغيرها.
الجمل
إضافة تعليق جديد