موسكو لا ترى حاجة لمبادرات جديدة وواشنطن وباريس تأملان تغيير الموقف الروسي

06-03-2012

موسكو لا ترى حاجة لمبادرات جديدة وواشنطن وباريس تأملان تغيير الموقف الروسي

تسارعت، أمس، الخطوات الدبلوماسية والإنسانية باتجاه دمشق، التي ستستقبل ابتداء من اليوم وحتى السبت المقبل موفدين من الصين والأمم المتحدة والجامعة العربية، فيما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الذي سيلتقي وزراء الخارجية العرب في القاهرة السبت، أن موسكو لا ترى حاجة لمبادرات جديدة لحل أزمة سوريا، التي تواصلت العمليات العسكرية فيها، مع تشديد الضغط على الرستن والقصير في محافظة حمص.
وأعلن الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، في القاهرة، ان مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان سيتوجه الى دمشق السبت المقبل. وسيرافق انان وزير الخارجية الفلسطيني الاسبق ناصر القدوة الذي اعلن العربي تعيينه نائبا لموفد الامم المتحدة.
وقال العربي، في مقر الجامعة في القاهرة، «كوفي انان أبلغنا أن سوريا ستستقبله في 10 آذار الحالي، وسوف يصل القاهرة يوم 7 آذار الحالي حيث تم اعداد مكتب له»، مشيرا الى ان انان «ربما يلتقي وزراء الخارجية العرب قبل توجهه الى دمشق».
ووجه العربي الشكر للقدوة «لقبوله القيام بهذه المهمة»، معربا عن أمله في ان يوفق مع أنان «في إنجاز مهمتهما المتمثلة في التوصل الى الوقف الفوري والشامل لجميع انواع العنف والانتهاكات لحقوق الانسان، إضافة الى مساعدة السوريين على التوصل الى حل سياسي سلمي لهذه الأزمة يفضي إلى تحقيق طموحات الشعب السوري، ويحفظ لسوريا وحدتها واستقرارها وأمنها ويبعد عنها مخاطر التدخلات الخارجية وسيناريوهات الفوضى والحرب الأهلية».
ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية (وفا) عن القدوة قوله إنه يأمل في التوصل لحل سياسي في سوريا، ووصف مهمته بأنها «صعبة للغاية». والقدوة ابن اخت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وعضو في حركة فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس وعمل في السابق وزيرا للخارجية ومندوبا بالأمم المتحدة.
وفي دمشق، قال مصدر إعلامي، في بيان، إن «سوريا ترحب بزيارة كوفي أنان مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى سوريا». واعلن أن «سوريا وافقت على استقبال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري أموس التي ستصل إلى دمشق مساء غد (اليوم) الثلاثاء». وأضاف أن «اموس ستجري محادثات مع وزير الخارجية وليد المعلم ونائبه ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، كما ستقوم بزيارة بعض المناطق في سوريا».

وقالت اموس، في بيان، «هدفي مثلما طلب الأمين العام (للأمم المتحدة بان كي مون) هو حث جميع الأطراف على السماح بدخول عمال الاغاثة الانسانية من دون أي معوقات حتى يتمكنوا من إجلاء الجرحى وتقديم الامدادات الضرورية». واضافت أنها تعتزم زيارة سوريا من الأربعاء الى الجمعة.
وقال نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ان الاحداث التي تمر بها سوريا تهدف الى وصول «المتشددين الاسلاميين» الى الحكم لبسط سيطرتهم على جنوب وجنوب شرق آسيا، مطالبا تركيا بتغيير موقفها الذي يصب في خانة «مساعدة الارهابيين».
وطالب المقداد، في تصريح نقلته صحيفة «الوطن» خلال لقائه وفدا اعلاميا ايرانيا، «دول الجوار بمنع دخول الأسلحة الى البلاد»، وطالب لبنان «بملاحقة الأشخاص الذين هربوا الصحافيين الأجانب من سوريا بطريقة غير مشروعة».

وقال لافروف، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الأردني ناصر جودة في موسكو، «أثمن بشكل خاص الفرصة المتاحة للتحضير للقاء بين وزراء خارجية الجامعة العربية وروسيا سيعقد في 10 آذار في القاهرة».
وأضاف «نظرا لكون الوضع ملحا في سوريا وحين تكون هناك حاجة لايجاد مقاربات جماعية للوصول الى تسوية، نرى ذلك فرصة مهمة وثمينة». وتابع «اعتقد ان اجتماعنا يمكن أن يتمخض عن اساس مثير للاهتمام بدرجة كبيرة وسنروج له في صورة دولية اوسع».
وأعلن لافروف ان روسيا والجامعة العربية تشتركان في اهداف اساسية بشأن سوريا، لكنه انتقد الدعوات الغربية والعربية لموسكو كي تضغط على الرئيس السوري بشار الأسد. وقال «نحن مقتنعون بضرورة عدم انتظار بعض الأفعال السحرية، والجلوس معا ومحاولة الاتفاق بشأن كيف يمكن أن نتبنى جميعا نهجا مشتركا للتأثير على كافة الأطراف في سوريا لوقف إطلاق النار والجلوس للتفاوض وبدء حوار وطني شامل».
وقال لافروف انه لا توجد حاجة لطرح مبادرات جديدة للنقاش في اجتماع القاهرة، مشيرا إلى أن الوزراء يمكنهم العمل بمبادرة الجامعة العربية التي تم تبنيها في تشرين الثاني ومشروع القرار الذي اقترحته روسيا على مجلس الامن. ولم يتطرق الى «المبادرة العربية» التي تنص على تنحي الاسد.
وأعرب لافروف عن الأسف «لأن بعض قادة المعارضة السورية يعلنون عن رغبتهم في استمرار الكفاح المسلح». وقال «لذلك فإن الموافقة على ضرورة وقف العمليات العسكرية والطلب من الحكومة السورية سحب قواتها من المدن والمراكز السكنية الاخرى، لابد أن يقابلا بنفس الشيء من جانب الطرف الاخر. وإلا من غير المعقول أن ننتظر من احد الأطراف وقف العنف، في الوقت الذي سيقوم فيه الطرف الآخر باحتلال المواقع التي تنسحب منها القوات الحكومية». واعلن أن روسيا خصصت مليون فرنك سويسري لعمل منظمة الصليب الاحمر الدولي في سوريا لتقديم المساعدات الانسانية الى سوريا.
وتابع لافروف «من أجل حل الأزمة السورية ترى روسيا أنه من الضروري أولا إقناع طرفي الأزمة بوقف إطلاق النار والجلوس حول طاولة المباحثات»، مشيرا إلى أنه لا يمكن أن يتحقق هذا من خلال الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد وهو ما «يطلبه منا ممثلو وزارة الخارجية الأميركية والبيت الأبيض، إذ أن الأمر يتطلب ممارسة الضغط على كلا طرفي الأزمة، ولهذا نريد أن تفعل الولايات المتحدة أيضا شيئا ما».
وأكد جودة، من جهته، انه «يجب حل الملف السوري في اطار الجامعة العربية بحيث نمنع ان يكون هناك أي تدخل اجنبي»، مكررا «رفض الاردن للتدخل العسكري الاجنبي في سوريا وضرورة الحفاظ على امن وامان ووحدة سوريا الترابية»، مشيرا الى ان «الموقف الاردني هو في اطار الاجماع العربي».
وقال نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف إن مسودة قرار جديد لمجلس الأمن الدولي صاغتها الولايات المتحدة لا تختلف كثيرا عن مسودة نقضتها روسيا باستخدام الفيتو الشهر الماضي و«ينبغي أن تكون أكثر توازنا».
واعلنت الصين ارسال مبعوث جديد منها الى سوريا، هو سفير بكين السابق في دمشق لي هواشين الذي سيزور دمشق اليوم وغدا ويلتقي مسؤولين في الحكومة السورية واطرافا اخرى وسيعرض «المقترحات الصينية» لحل الازمة السورية. وقال المتحدث باسم الوزارة ليو ويمين «على الرغم من ان الظروف بالغة التعقيد والموقف مازال متوترا مازالت الصين ترى ان الحل السياسي هو المخرج الأساسي من الأزمة السورية».

وفي واشنطن، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «نأمل بنظرة جديدة (من جانب روسيا) حيال المأساة في سوريا بعد انتهاء الانتخابات» الرئاسية، وخصوصا ان روسيا لا تزال ترفض اي تدخل في الشأن الداخلي السوري.
وقال السناتور الاميركي جون ماكين، وفق مقتطفات من خطاب سيلقيه امام مجلس الشيوخ نشرت مسبقا، ان «على واشنطن التحرك وهذا الامر سيتطلب من الولايات المتحدة القضاء على الدفاعات العدوة المضادة للطيران على الاقل في قسم من سوريا». واضاف ان «الهدف النهائي لهذه الضربات الجوية ينبغي ان يكون اقامة معاقل في سوريا والدفاع عنها، وخصوصا في الشمال، تستطيع فيها المعارضة ان تنظم نفسها وان تعد انشطتها السياسية والعسكرية ضد الاسد». وشدد على ان «ما تحتاج اليه المعارضة خصوصا هو ان تتحرر من ضغط دبابات الاسد ومدفعيته».
ودعا وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه، في باريس، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الى «مراجعة السياسة الروسية حيال سوريا»، معتبرا ان روسيا «عزلت نفسها بالكامل عن بقية المجتمع الدولي والصين بدأت تطرح بضعة اسئلة على نفسها حول مدى صحة موقفها».
واضاف جوبيه «اذا تمكنا سريعا من اصدار قرار في مجلس الامن يعطي أمرا دوليا لنظام دمشق بوقف العنف والسماح بإيصال المساعدة الانسانية وتطبيق خطة الجامعة العربية، فهذا سيكون تقدما ملحوظا. الامر ليس مستحيلا، سنعمل عليه في الايام المقبلة».
وبشأن الوضع في سوريا قال جوبيه ان «الوضع يتفاقم. نرى بوضوح اليوم ان نظام دمشق هو الذي يتحمل مسؤولية هذا الوضع. مجلس حقوق الانسان في جنيف حمله بوضوح مسؤولية ارتكاب جرائم ضد الانسانية وآمل ان يتطور موقف روسيا»، مضيفا انه «على اتم الاستعداد لمناقشة الامر في اقرب وقت» مع نظيره الروسي. واضاف «نضع آمالا كبيرة على مهمة كوفي انان الذي اعلن بوضوح ان مهمته هي قرار الجمعية العامة للامم المتحدة الذي بني على مبادرة جامعة الدول العربية».
وقال مصدر تركي ان انقرة تتردد في توجيه دعوة الى فرنسا للمشاركة في مؤتمر «اصدقاء سوريا» في اسطنبول بسبب موقف باريس من مسألة «الابادة» الارمنية. وقال المصدر «لم نوجه (بعد) اي دعوة لاي دولة، لكننا نتساءل عما اذا كنا سندعو فرنسا»، في حين ستستضيف تركيا بحلول نهاية الشهر الاجتماع الثاني «لاصدقاء سوريا».
واعتبرت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون، في براغ، ان «على المجتمع الدولي ان يتحرك في سوريا لايصال مساعدات انسانية. على روسيا ان تساعدنا في بلوغ هذا الهدف وان تقر بضرورة قيام نظام جديد في سوريا».

لم يتمكن الصليب الاحمر الدولي بعد من دخول حي بابا عمرو في حمص الذي دخلــته قــوات النظام الاسبوع الماضي وانسحب منه عناصر «الجــيش السوري الحر». وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر في دمشق صالح دباكة ان «المفاوضات مستمرة» لادخال المساعدات الى الحي.
وبدأ الصليب الاحمر توزيع مساعدات انسانية على سكان حي الانشاءات المتاخم لحي بابا عمرو. وقال المتحدث باسم اللجنة هشام حسن ان فرقا من الصليب الاحمر والهلال الاحمر السوري وزعت طعاما وأغطية على مدنيين بينهم أسر فرت من بابا عمر الى حيين آخرين في حمص. واضاف أن قافلة تابعة للصليب الأحمر تحمل أغذية «لعدة آلاف من الأشخاص» وإمدادات إغاثة أخرى وصلت أيضا إلى حمص.
وذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان «مجموعة إرهابية مسلحة استهدفت خطا لنقل النفط جنوب حقل العمر بمحافظة دير الزور عبر تفجيره بعبوة لم تسفر عن أضرار تذكر».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...