ملف الحدث السوري على طاولة اللجنة الرباعية: ماالذي جرى بالأمس
الجمل: شهدت العاصمة الأمريكية واشنطن دي سي يوم أمس الأربعاء 13 تموز (يوليو) 2011م، انعقاد فعاليات اجتماع اللجنة الدولية الرباعية المعنية بعملية سلام الشرق الأوسط، بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وبرغم ذلك فقد كان ملف الحدث السوري حاضراً بقوة، فما هي درجة حضور ملف الحدث السوري، وإلى أي مدى ألقى بظلاله على فعاليات عمل اللجنة الرباعية الدولية؟
* ملف الحدث السوري في العاصمة الأمريكية واشنطن: ما الذي جرى بالأمس؟
تقول المعلومات والتقارير بأن اجتماع اللجنة الرباعية الدولية المعنية بعملية سلام الشرق الأوسط (تضم الأمم المتحدة ـ الاتحاد الأوروبي ـ الولايات المتحدة ـ روسيا)، قد انعقد يوم أمس بالعاصمة الأمريكية واشنطن دي سي، وكما هو معروف ومعلن، فقد كان موضوع الاجتماع معنياً بكيفية التغلب على المصاعب والتحديات الماثلة أمام إحراز التقدم في مفاوضات السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية، ولكن، برغم ذلك فقد شهدت فعاليات الاجتماع حضوراً قوياً لملف الحدث السوري، وعلى وجه الخصوص بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون. وفي هذا الخصوص أشارت التسريبات والمعلومات إلى الآتي:
• سعت وزيرة الخارجية الأمريكية إلى تعمد الإشارة لفعاليات ملف الحدث الاحتجاجي السوري، و ذلك بما يلفت الانتباه، إلى أن واشنطن ما زالت تضع في الاعتبار مدى أولوية تأثير هذا الحدث على جدول أعمال السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية.
• سعت وزيرة الخارجية الأمريكية قبل انعقاد فعاليات اجتماع الرباعية بيوم واحد وتحديداً أول أمس الثلاثاء 12 تموز (يوليو) 2011م إلى إطلاق المزيد من التصريحات المعادية لدمشق.
هذا، وبالمقابل لذلك، فقد أكدت التقارير، بأن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، قد تحدث مشيراً إلى النقاط الآتية:
• لقد وافقت موسكو على تمرير القرار الدولي 1970 والقرار الدولي 1973 لجهة معالجة المجتمع الدولي لملف الأزمة السياسية الليبية، وكان نطاق ولاية القرارات واضحاً: حظر إدخال السلاح إلى ليبيا أياً كان السبب ـ فرض منطقة حظر الطيران ـ وقف إطلاق النار ـ حماية السكان المدنيين. ولكن، وبرغم ذلك فقد سعت واشنطن وباريس ولندن إلى توسيع نطاق ولاية القرار الدولي، بحيث أضيفت مهام غير منصوص عليها في القرارات الدولية، منها على سبيل المثال لا الحصر المطالبة بسقوط النظام، ومغادرة الزعيم القذافي لليبيا ـ إضافة إلى تسليح المعارضة ـ إضافة إلى قص المنشآت المدنية والعسكرية الليبية.
• إن موسكو سو لن توافق على إصدار أي قرار دولي يستهدف سوريا، وذلك بسبب احتمالات أن تتم عملية توسيع ولاية القرار كما حدث في الحالة الليبية، إضافة إلى أن المطلوب في سوريا هو الإصلاح والآن تجري فعاليات عملية الإصلاح.
• إن موسكو تطالب المعارضة السورية بضرورة الانخراط في فعاليات هيئة الحوار الوطني السوري، وترى بأن مقاطعة المعارضة السورية لهذه الفعاليات تشكل أمراً غير مقبول بالنسبة لموسكو.
لم تنجح فعاليات اجتماع اللجنة الرباعية الدولية في التوصل إلى إجماع في ملف الصراع الفلسطيني ـ الإسرائيلي، ولا في ملف مفاوضات السلام الإسرائيلية الفلسطينية، وبنفس القدر فإن التحركات التي تمت بين وزير الخارجية الروسي لافروف ونظيرته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون على هامش اجتماع الرباعية، لم تنجح في تحقيق أي تقدم ينطوي على التوافق في وجهات النظر الروسية ـ الأمريكية المتضاربة إزاء مخطط تدويل ملف الحدث السوري.
* كواليس هامش اجتماع اللجنة الرباعية: النوايا الأمريكية
اجتماع اللجنة الرباعية المعنية بشأن عملية سلام الشرق الأوسط، لم يكن مفاجئاً، فقد تم الترتيب له بشكل مسبق، وتم ترتيب أجندته وبنوده، بما يساعد أكثر فأكثر على نجاحه على النحو الذي يؤدي إلى عودة المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، في أسرع وقت، وذلك على النحو الذي يؤدي إلى امتناع الفلسطينيين من التقدم بطلب اعتراف الأمم المتحدة بعضوية الدولة الفلسطينية.
وبرغم ذلك، فقد سعت أطراف مثلث واشنطن ـ باريس ـ لندن، لجهة القيام بترتيب فعاليات الحدث الموازي لاجتماع الرباعية، بحيث إذا كان اجتماع الرباعية هو المعلن، فإن الإجماع غير المعلن هو لقاء وزير الخارجية الروسي لافروف مع نظيرته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون.
موضوع فعاليات اللقاء الهامشي، هو ملف الحدث السوري، وفي هذا الخصوص فقد كان المطلوب أمريكياً هو تحقيق المزيد من التقدم في تحريك الموقف الروسي بما يؤدي إلى الآتي:
• دفع موسكو باتجاه التقارب أكثر فأكثر مع أطراف مثلث واشنطن ـ باريس ـ لندن لجهة القيام بتفعيل مخطط تدويل الحدث السوري.
• بث المزيد من الإشارات الخاطفة للرأي العام السوري، بما يفيد بأن واشنطن وأطراف المجتمع الدولي ما تزال أكثر التزاماً لجهة الوقوف إلى جانب المعارضة وبالتالي، فإنه يتوجب على هذه المعارضة الاستمرار في تصعيد الاحتجاجات وعدم القبول بأي حوار وطني مهما كانت النتائج.
هذا، وتشير التسريبات إلى أن نقطة الانطلاق لهذه الفعاليات الموازية قد تشكلت على خلفية تصريحات رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين خلال زيارته الأخيرة للعاصمة الفرنسية باريس والتي أكد خلالها بأن روسيا ليس لها مصالح اقتصادية استراتيجية في سوريا، وتبعاً لذلك فقد التقطت أطراف مثلث واشنطن ـ باريس ـ لندن الإشارة باعتبارها تنطوي على تلميحات تفيد لجهة احتمالات أن تتخلى وتتراجع موسكو عن موقفها المعارض لتدويل الحدث السوري.
الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة
التعليقات
ملف الحدث السوري على طاولة اللجنة الرباعية: ماالذي جرى بالأمس
صحيح ولكن.
وجهة نظري
إضافة تعليق جديد