مسلسلات الدراما التركية تتحول إلى استثمارات مربحة

09-07-2008

مسلسلات الدراما التركية تتحول إلى استثمارات مربحة

بدأ الافتتان الشعبي بمسلسلات الدراما التركية المدبلجة باللهجة الشامية، يتحوَّل إلى مسلسل درامي في العالم العربي، بعد أن بات مسلسلا »سنوات الضياع« و»نور« حديث الشارع. /بطلا مسلسل »نور
ولعلَّ أغرب فصول دراما الافتنان تلك، ما تناقلته وسائل الإعلام العربية عن حالات طلاق بالجملة سبّبها أبطال المسلسلين التركيين، كان أشهرها إقدام زوج أردني على تطليق زوجته التي وضعت صورة »مهند« بطل مسلسل »نور« على هاتفها الجوال. وصورة هذا الأخير، كانت سبباً في حالة طلاق ثانية في مدينة حلب السورية.
وبطبيعة الحال، لم يكن تجار السوق ليسمحوا لأنفسهم بأن يكونوا بعيدين عن حالات الافتتان الشعبي بالمسلسلات التركية من دون أن يستغلوها لصالحهم. على زجاج بوابة أحد المطاعم الدمشقية القديمة، ثبَّت أصحاب المطعم مواعيد عرض المسلسلين مع وعدٍ بتقديم الأراكيل وأشهى المشروبات لعشاق المسلسلين، بينما أقام مطعم للوجبات السريعة احتفالا كرنفالياً، للإعلان عن جديده: »شاورما سنوات الضياع«.
في المكتبات، كانت صور نور ومهند ويحيى ولميس أكثر البضائع رواجاً، بينما رأى مصمّمو الشعر أنفسهم في مواجهة زبونات (يطلبن تسريحة شعر شبيهة بتسريحة شعر »لميس« بطلة »سنوات الضياع«، والتي سرعان ما أصبحت موضة ضمن تشكيلة قصات شعر صيف ٢٠٠٨ في المنطقة العربية، حملت اسم »توبا« وهو اسم »لميس الحقيقي«.
في عالم الغناء تناقلت وسائل الإعلام عن اتفاق أبرم بين المغنية اللبنانية رولا سعد والممثل التركي كيفانش تاتليتوغ (مهند)، ليشاركها تصوير كليب أغنيتها الجديدة »نوياها لو« مقابل ١٢٠ ألف دولار فقط؛ في حين سارع نجم »سوبر ستار« شادي أسود إلى استغلال رواج موسيقى »سنوات الضياع« ليضع على اللحن كلمات عربية ويطرحها في الإذاعات السورية باسم »بدفع عمري«.
قناة »أم بي سي« بدورها، لم تكن لتنأى بنفسها عن موجة الاستثمار التجاري لحالة الافتتان الشعبي هذه، فأعلنت عن اتفاق أبرمته مع »شوتايم أرابيا«، لـ»إطلاق قناة مخصصة لمتابعة حلقات مسلسل (نور) قبل عرضها على أيّ قناة أخرى، ومن دون أي حذف«.
وحتى الساعة ما من إشارة إلى أنَّ حالة الافتتان الشعبي تلك ستنحسر. وبغض النظر عن قبولنا أو رفضنا لهذا الأمر، فمن الواضح أنَّ المسألة لم تنته بعد، وأنَّ هناك الكثير مما هو آت بلا شك.. ولن يكون أمامنا في كلّ مرة سوى التهيؤ للانغماس في الروح التجارية والدعاية التركية، من دون أن نستطيع الوصول إلى إجابات وافية عن سرّ هذا الافتتان.. على الأقل لغاية الآن. وعندما يتحتم علينا في وقت من الأوقات الإجابة، فالأمر عندها قد يحتاج إلى كرسي وثير في غرفة طبيب نفســي تتمدَّد عليه الذائقة الشعبية.. العربية بالذات.

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...