لافروف ـ العربي ـ الإبراهيمي: لا اتفاق بشأن سوريا وكلينتون تشكل حكومة المنفى

05-11-2012

لافروف ـ العربي ـ الإبراهيمي: لا اتفاق بشأن سوريا وكلينتون تشكل حكومة المنفى

فشل اجتماع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي والمبعوث الدولي والعربي إلى سوريا الأخضر الإبراهيمي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في القاهرة أمس، في الاتفاق على خطة محددة لإخراج سوريا من الأزمة، على الرغم من اتفاق الثلاثة على ضرورة وقف العنف بسرعة، فيما اقترب الابراهيمي من الاقتناع بخطة جنيف التي تسوّقها روسيا. العربي يتوسط لافروف (إلى اليمين) والإبراهيمي خلال لقائهم في القاهرة أمس (أ ف ب)
في هذا الوقت، افتتح المجلس الوطني السوري اجتماعا في الدوحة، يستمر حتى الأربعاء، بهدف توسيع المجلس، على أن يُعقد الخميس اجتماع مع معارضين آخرين لبحث الفكرة الأميركية حول تشكيل «حكومة في المنفى».

وأشارت وكالة  (سانا) إلى إصابة 11 شخصا في انفجار عبوة في دمشق، مضيفة أن «إرهابيين ارتكبوا مجزرة في قرية حارم (في ريف ادلب) ذهب ضحيتها 30 شخصا».
وقال العربي، في مؤتمر صحافي مشترك مع الإبراهيمي ولافروف، «بحثنا جميع جوانب الموقف حيال سوريا. تكلمنا حول ما تم التوصل إليه في اجتماع جنيف في حزيران الماضي، وكل طرف تحدث عن ضرورة التقدم إلى الأمام لكن لا شيء جديداً ومحدداً». وأضاف ان «الجامعة العربية مهتمة بالموضوع اهتماما خاصا. إن موضوع وقف إطلاق النار يحظى باهتمام بالغ، ونشعر بأهمية الوقت، وضرورة وقف نزيف الدم في سوريا».
وقال لافروف، من جهته، لقد «أولينا اهتماما كبيرا للازمة السورية، لأنها تخص، قبل كل شيء، الاستقرار الإقليمي». وأضاف «نحن نؤكد انه لا حل عسكريا للأزمة»، مؤكدا أن «الأولوية هي لوقف العنف وإنقاذ حياة الناس. وعلى الأطراف المتورطة بالأزمة السورية إجبار الجميع على التوقف عن إطلاق النار، والجلوس حول طاولة المفاوضات، بناء على بيان جنيف».
وتابع لافروف، الذي ينتقل اليوم إلى العاصمة الأردنية عمان كما يلتقي نظراءه الخليجيين منتصف تشرين الثاني الحالي، «أعتقد أننا البلد الوحيد الذي يعمل مع الحكومة السورية والمعارضة، ونحاول إقناع الأطراف السورية بوقف العنف في وقت واحد، وإقناعهم بالجلوس حول طاولة المفاوضات وضرورة التفاوض حول تشكيل هيئة للحكم الانتقالي. للأسف الشديد فإن بعض الدول، المشاركة في اجتماع جنيف، تنصلت منه ولا تتحدث مع الحكومة السورية بل مع المعارضة فقط، وتشجع المعارضة على مواصلة الكفاح المسلح حتى النصر، وهذا أمر وخيم جدا».
وتابع لافروف «نأمل من جميع الأطراف المشاركة في اجتماع جنيف العودة إلى نص بيان جنيف وروحه والعمل به، ونحن ندعم مهمة الإبراهيمي». وقال «دعمنا التطلعات النبيلة للشعوب العربية، لكن يجب ألا نسمح باستغلال هذه التطلعات، وان تتحول المنطقة إلى بؤرة للإرهاب وتهريب السلاح والمخدرات».
وقال الإبراهيمي، من جهته، «أقول في كل مناسبة انه لن ينتصر أي من الطرفين (في سوريا). ليس هناك حل عسكري للأزمة»، مضيفا ان «سوريا أمام أحد أمرين، إما عملية سياسية يتفق الجميع عليها أو ان الوضع سيزداد سوءا بمرور الوقت». وكرر تحذيره من ان «الأزمة لن تبقى داخل سوريا بل ستتدفق بكل تأكيد إلى دول الجوار، ويمكن أن تمس دولا بعيدة عن حدودها».
واتفق الإبراهيمي مع لافروف حول أهمية بيان جنيف. وقال «كل يوم تزداد قناعتي بأن بيان جنيف يصلح كخطة عمل سياسية، ويمكن أن يحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري». وتابع «من الأهمية أن يتحول بيان جنيف الى قرار من الامم المتحدة»، لكنه أوضح انه «ليتم ترجمته الى مشروع سياسي فإن على أعضاء مجلس الامن مواصلة الحديث مع بعضهم البعض ليصدر القرار».
يذكر أن هناك خلافا بين موسكو والدول الغربية الأخرى حول تفسير بيان جنيف، حيث تؤكد موسكو انه لا ينص على ضرورة استبعاد الرئيس بشار الأسد من المفاوضات التي ستتم لإيجاد آلية انتقالية للحكم، بينما تعتبر واشنطن ودول أخرى أن الأسد يجب ألا يشارك.
وأعلن مندوب الكويت لدى الجامعة جمال محمد الغنيم انه تقرر عقد اجتماع عاجل للجنة الوزارية العربية المعنية بالأزمة السورية، برئاسة قطر، في مقر الجامعة العربية في 12 تشرين الثاني الحالي، وذلك قبيل انعقاد الدورة غير العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، موضحا أن الإبراهيمي «سيقدم تقريرا إلى وزراء الخارجية حول الآفاق المستقبلية للازمة السورية وأفكاره للتعامل مع الأزمة في ضوء مشاوراته في موسكو وبكين، وكذلك نتائج الاجتماع الثلاثي المشترك مع العربي ولافروف».
وكان نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف قد أعلن، في تصريح لقناة «روسيا اليوم»، أن «أنقرة اقترحت تشكيل ثلاث ثلاثيات، وهي مصر والسعودية وتركيا، ومصر وإيران وتركيا، وترويكا تركيا وإيران وروسيا»، مشيرا إلى أن «موسكو ترحب بأي صيغ عمل، وهي مستعدة للمشاركة في مثل هذه الترويكا».
وتمنى بوغدانوف «على المجتمعين في الدوحة من فصائل المعارضة السورية التوصل إلى موقف موحد والجنوح إلى التسوية السياسية للأزمة في سوريا، بعد أن اتضح تماما أن الحل العسكري غير ممكن». وقال إن «موسكو طرحت، كما تطرح الصين، الآن فكرة الوقف المتدرج للعمليات القتالية في سوريا»، موضحا أن «روسيا مستعدة لمناقشة كل المقترحات الهادفة إلى تحقيق المصالحة الوطنية في سوريا، وانها لا تستبعد مقترح إرسال مراقبين أو قوات حفظ السلام إلى سوريا في حال توقف القتال».

وبدأ المعارضون في المجلس الوطني اجتماعا في الدوحة، يفترض أن يستمر أربعة أيام ليكون الخميس المقبل موعد الإعلان النهائي عن القيادة الجديدة. والهدف من الاجتماعات خلق قيادة جديدة للمعارضين المنقسمين في الداخل والخارج، بعد أن حاولت واشنطن ومعها غالبية الحلفاء دفن المجلس الوطني السوري.
وتتجه الأنظار إلى الخميس الذي سيجتمع فيه المجلس الوطني مع هيئات وشخصيات معارضة أخرى في إطار «اجتماع تشاوري» دعت إليه الجامعة العربية وقطر. ويفترض أن يبحث اجتماع الخميس إنشاء «حكومة» في المنفى، في وقت نفى المعارض رياض سيف عزمه أن يشغل منصب رئيس هذه الحكومة.
واعتبر رئيس المجلس عبد الباسط سيدا، في افتتاح المؤتمر، أن المجلس «الركن الأساس والضامن الذي لا يمكن الاستغناء عنه في مرحلة ما قبل سقوط النظام».
وكانت واشنطن قد أعلنت عن عملها على تشكيل هيئة قيادية جديدة تضم خمسين عضواً من بينهم 15 للمجلس الحالي، في ظلّ دعم خليجي خالص وتحفظ تركي خجول، في وقت انتقدت طهران المبادرة، واعتبرت أن «اجتماعات فصائل المعارضة السورية غير مفيدة، إذ يجدر أن تعقد المعارضة لقاءات مع الحكومة السورية لتشكيل حكومة انتقالية»، بحسب وزير الخارجية علي صالحي.
وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، بعد اجتماعه مع الملك السعودي عبد الله في جدة، «مواصلة دعم فرنسا للثورة السورية والعمل على حماية المناطق التي تم تحريرها على أيدي المعارضة المسلحة في محافظة درعا»، مؤكدا «دعم فرنسا لسعي المعارضة السورية الرامي إلى تشكيل حكومة انتقالية».

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...