كيري يلتقي لافروف: «جنيف 2» بعد آب
بدا، أمس، أن الولايات المتحدة راغبة في كسب الوقت الكافي للمعارضة السورية المسلحة لـ«إعادة التوازن» على الأرض، لتحسين شروطها التفاوضية في مؤتمر «جنيف – 2»، وهو ما عكسه إعلان وزير الخارجية الأميركي جون كيري أن المؤتمر الدولي لن يعقد قبل أيلول المقبل، بالرغم من تشديده ونظيره الروسي سيرغي لافروف على التزام واشنطن وموسكو «بجدية كبيرة في عملية جنيف».
وكان كيري أنهى قبل يومين جولة عربية، استمرت 12 يوماً، حاول خلالها أن ينسّق الدعم بين الدول العربية وأوروبا للمسلحين في سوريا من أجل «تعديل الموازين» على الارض والتي اصبحت تميل بقوة لمصلحة الجيش السوري، سواء في ريف دمشق او في حمص وحلب.
ولعلّ ما يؤكد هذا التوجه، ما ذكرته مصادر ديبلوماسية أوروبية مطلعة في بروكسل من أن «فرنسا وروسيا وافقتا على مبدأ تحديد موعد نهائي وثابت لعقد مؤتمر جنيف 2 فيما رفضت الولايات المتحدة تحديد هذا الموعد، مشددة على ضرورة تأجيله حتى يتغير الواقع الميداني».
وأضافت المصادر، التي اطلعت على تفاصيل قمة مجموعة الثماني في ايرلندا الشمالية، «من الواضح أن لدى الولايات المتحدة رغبة في تأجيل المؤتمر حتى تتغير الوقائع على الأرض من الناحية العسكرية»، مشيرة إلى أن «الولايات المتحدة منحت مهلة للائتلاف الوطني السوري لإصلاح هيكليته وتفعيل دوره». وأعربت عن اعتقادها بأن «لدى الإدارة الأميركية النية للاعتماد على مجلس عسكري ما لم يقـــم الائتــلاف بالإصــلاحات التي تطلبها أو أنها ستفرض على الائتــلاف برنامجاً جديداً».
وقال كيري، بعد اجتماع لمدة ساعة ونصف الساعة مع لافروف في بروناي، «ما زالت هناك مسائل لا بد من تسويتها بشأن مسار الأيام القليلة المقبلة، لكن لافروف وأنا نشعر بأن هذا الاجتماع مفيد جداً. كان بناء ومثمراً». وأضاف «نجحنا في تضييق الخيارات في ما يتعلق بهذا المؤتمر (جنيف 2) المحتمل».
وأضاف كيري «اتفقنا على ضرورة عقد هذا المؤتمر عاجلاً وليس آجلاً» للتوصل إلى حل سلمي للنزاع في سوريا، إلا انه أوضح أن المؤتمر، الذي كان مقرراً أساساً في حزيران الماضي، لن يعقد في تموز الحالي بسبب اجتماعات أميركية ـ روسية مقررة مسبقاً وأن «آب صعب جداً للأوروبيين وغيرهم»، في إشارة على الأرجح إلى إجازات الصيف. وتابع إن المؤتمر «قد يعقد بعد ذلك».
وأعلن كيري أنه يشاطر لافروف الرأي الذي أعلنه في أعقاب مؤتمر جنيف في حزيران العام 2012 بأن العملية الانتقالية السياسية هي الحل الأمثل للنزاع في سوريا، على أن يختار كل من النظام والمعارضة ممثلين لهم في الحكومة الجديدة. وقال إن «روسيا والولايات المتحدة متفقتان على أنه أياً كان الجانب الذي له اليد العليا في ساحة المعركة فإن مؤتمر السلام سيسعى، بالاتفاق بين السلطة والمعارضة، إلى نقل السلطة إلى حكومة مؤقتة تتمتع بصلاحيات كاملة». وأضاف «لقد اتفقنا على أننا ملتزمان بجدية كبيرة في عملية جنيف. اتفقنا على أن دولتينا ستتمكنان من بذل جهود مشتركة».
وقال كيري إن «النصر العسكري بحد ذاته ليس هو الطريق للمحافظة على سوريا كبلد». وأضاف «علينا واجب العمل من أجل التوصل إلى حل سلمي لأن التسوية السلمية هي أفضل طريق للمحافظة على الدولة السورية وتقليل الدمار. إن الالتزام لا يزال قوياً بيننا».
من جهته، قال لافروف «شركاؤنا في واشنطن يعترفون بأن الشيء الأهم هو التوصل إلى توحيد صفوف المعارضة على أساس بيان جنيف 1».
وقال مسؤول أميركي إن كيري بحث مع نظيره التركي احمد داود اوغلو، على هامش مؤتمر «روسيا ـ آسيان» الأمني، كيفية تقوية المعارضة السورية وخطط حل الأزمة السورية. وأشار إلى أن الوزيرين عبرا عن قلقهما «من هجمات القوات السورية على المدنيين في حمص وتدفق مقاتلي ميليشيا حزب الله» إلى سوريا.
وأعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أن «مؤتمر جنيف 2 حول سوريا لن يعقد قبل الخريف المقبل»، معتبراً انه «كان من الواجب عقده منذ عام». وأشار إلى أن «مواعيد عقد المؤتمر تتوقف في أمور كثيرة على المعارضة السورية (الائتلاف الوطني) التي ستعقد اجتماعاً لها في 4 و5 تموز» الحالي في اسطنبول. وأضاف إن «الامر الأكثر أهمية بالنسبة لعقد المؤتمر هو استعداد المعارضة»، مشيراً إلى أن «عدم استعدادها يعتبر العائق الرئيسي الذي يحول دون تحديد الموعد».
وقال النائب الآخر للوزير الروسي سيرغي ريابكوف «يمكننا أن نؤكد مرة بعد أخرى أنه ينبغي على شركائنا الأميركيين أن يبذلوا جهداً أكبر في العمل مع المعارضة، مع الإيمان بأن هذا المؤتمر ممكن وضروري». وأضاف «أي غياب للثقة يقلل الفرص تلقائياً».
المصدر: السفير+ وكالات
إضافة تعليق جديد