كواليس الانتخابات العراقية وأسباب تأجيلها المستمرة

15-10-2009

كواليس الانتخابات العراقية وأسباب تأجيلها المستمرة

الجمل: تم تحديد يوم 16 كانون الثاني 2010 كموعد رسمي لعقد جولة الانتخابات العامة العراقية ولكن برغم ذلك فقد برزت مؤخراً المزيد من المؤشرات التي تفيد لجهة احتمالات انعقاد هذه الانتخابات وتأجيلها إلى موعد لاحق.
* الأبعاد المعلنة في الخلافات العراقية – العراقية:
تنقل التقارير اليومية الجارية ساعة بساعة التطورات والوقائع المتعلقة بقانون الانتخابات القادمة في العراق وملامح الخلافات السياسية المتعلقة به وما هو واضح على سطح الأحداث يتمثل في الخلاف حول نوع وصيغة قوائم التصويت الانتخابي وحالياً ينقسم الساسة العراقيون إلى طرفين:
• أنصار نظام القائمة المفتوحة الذين يرون أن القائمة المفتوحة تعطي الناخب العراقي حرية تصويتية أكبر لجهة القيام باستبعاد المرشحين الذين لا يرغبون في التصويت لهم.
• أنصار نظام القائمة المغلقة الذين يرون أن القائمة المغلقة تساعد في تركيز الأصوات بما يؤدي لتمثيل القوى السياسية واتجاهاتها بشكل واقعي ويمنع تشتت أصوات الناخبين الذي يمكن أن يترتب عليه قيام برلمان عراقي مفكك ومشتت التكوين والاهتمامات.
ونلاحظ أن الصراع على القانون الانتخابي أبرز الصراع على طبيعة نظام القوائم الأمر الذي أدى بدوره إلى بلورة صراع عراقي – عراقي أخذ طابعاً ثنائياً فكتلة نوري المالكي وحلفاءه تسعى إلى الدفع باتجاه مصادقة البرلمان على قانون الانتخابات النيابية القائمة على نظام القوائم المغلقة أما كتلة ابراهيم الجعفري المعارضة للمالكي فتسعى باتجاه المصادقة على قانون القائمة المفتوحة.
* الأبعاد غير المعلنة في الخلافات العراقية – العراقية:
التدقيق في سيناريو الانتخابات العراقية القادمة يشير بوضوح إلى إمكانية حدوث مشهدين:
• تطبيق القوائم المغلقة سيقود إلى تحقق مشهد صعود الأطراف التقليدية المسيطرة حالياً على حكومة المنطقة الخضراء في بغداد.
• تطبيق القوائم المفتوحة سيقود إلى تحقق مشهد صعود العديد من الأطراف الجديدة بما سيترتب عليه تغيير التكوين البرلماني الجديد.
وتقول المعلومات والتسريبات أن الصراع الانتخابي العراقي – العراقي انتقلت عدواه بشكل عابر للحدود ويمكن الإشارة إلى أبرز الأطراف الناشطة حالياً في الساحة العراقية على النحو الآتي:
• طهران: برغم علاقاتها مع المالكي فإنها تؤيد التكتل الشيعي الذي يقوده الجعفري ويطالب بالقائمة المفتوحة وهو التكتل الأوفر حظاً في الحصول على أغلبية أصوات الشيعة العراقيين الذين يمثلون ما بين 68% إلى 70% من إجمالي السكان.
• واشنطن: يوجد في واشنطن فريقان، فبالنسبة للصقور من الجمهوريين إضافة لبعض الديمقراطيين وتحديداً معسكر المؤيدين لاستمرار القوات الأمريكية في العراق فيؤيدون نوري المالكي وحلفائه المطالبين باعتماد نظام القوائم المغلقة أما بقية الساسة الأمريكيين فيكتفون بالمطالبة بإجراء جولة الانتخابات في موعدها.
حتى الآن لم تظهر ردود أفعال الأطراف الإقليمية الأخرى وتحديداً بقية دول الجوار الإقليمي العراقي من غير إيران ولكن على الأغلب أن تسعى الرياض والكويت وعمان إلى مساندة المالكي وتقول المعلومات أن الرياض وعمان لعبتا دوراً كبيراً في دفع المجموعات العراقية السنية للوقوف إلى جانب المالكي.
* حكومة المالكي وسردية فضيحة التأجيل:
تقول المعلومات والتسريبات أن المسؤولين الأمريكيين بذلوا المزيد من الجهود لحث المالكي على عقد الانتخابات ومن بين هذه الجهود نذكر:
• قام السيناتور جو بايدن خلال زيارته الأخيرة للعراق بحث النواب العراقيين على ضرورة القيام بأسرع ما يمكن بإنجاز قانون الانتخابات العامة العراقية الجديدة بما يسمح بعقد جولة الانتخابات في موعدها المحدد.
• حث الرئيس الأمريكي باراك أوباما الرئيس العراقي جلال الطالباني من أجل تسريع إجازة قانون الانتخابات العراقي العامة بأسرع ما يمكن.
• قامت السفارة الأمريكية في بغداد يوم أمس بالتعاون مع قيادة القوات المتعددة الجنسيات في العراق بإصدار بيان مشترك يطالب البرلمان العراقي بتسريع العمل من اجل المصادقة على قانون الانتخابات العراقية.
• قام إد ميكليرت المندوب الخاص للأمم المتحدة في العراق بمطالبة الحكومة العراقية بضرورة إنجاز قانون الانتخابات الجديدة بأسرع ما يمكن.
برغم جهود هذه الأطراف يبرز التساؤل القائل لماذا يصر الزعيم نوري المالكي على القيام بتعطيل إجراءات صدور قانون الانتخابات، فهو من جهة يماطل الإدارة الأمريكية ومن الجهة الأخرى يماطل العراقيين ومن الواضح أن فضيحة المماطلة هذه تخفي تحت عباءتها فضيحة أخرى أكثر خطورة وهي مساعي نوري المالكي للبقاء في منصبه عن طريق الآتي:
• التوصل لصفقة يحصل بموجبها عل دعم الحركات الانفصالية الكردية التي تتفاهم حالياً مع المالكي حول مصير منطقتي كركوك والموصل وتقول التسريبات أن صفقة المالكي مع الحركات الانفصالية الكردية ستركز على قيام المالكي بإدماج كركوك والموصل ضمن المجال الانتخابي الخاص بإقليم كردستان العراقي مقابل التزام الحركات الانفصالية بالتصويت لجانب المالكي.
• التوصل لصفقة يحصل بموجبها على دعم الحركات والأفراد السنية العراقية عن طريق قيام المالكي بتخصيص عدد أكبر من المقاعد للزعماء السنة ضمن قوائم تحالفه الانتخابية.
تقول المعلومات أن حصول المالكي على الدعم الأمريكي من الصعب الحصول عليه دون المرور ببوابة السند الإسرائيلي وبالأمس أعلن وزير الخارجية العراقية (ونائب البرزاني) عن وقف المحادثات مع دمشق حول الأزمة بين سوريا والعراق وعلى ما يبدو فإن موقف الوزير زيباري لم يأت من فراغ وإنما يحمل قدراً كبيراً من الحضور القوي لأزمة المالكي في مواجهة الصراع الانتخابي.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...