غزة: وجبات سريعة عبر الأنفاق
يبدع الغزاويون في بحثهم الدائم عن تفكيك أواصر الحصار المفروض عليهم. وفي آخر تلك المحاولات قيام شركة «اليمامة» بإطلاق خدمة جديدة توفر توصيل طلبات الوجبات السريعة لمطاعم «كنتاكي» خلال ساعات من مدينة العريش المصرية إلى قطاع غزة عبر الأنفاق.
يكفي الغزاويين أن يتصلوا بالشركة المذكورة لحجز طلبهم ليتم تسجيله وإحضاره في وقت لاحق. لا تنقل الطلبات يوميا ولكن هناك ثلاثة أيام فقط مخصصة لذلك. ويشير، مثلاً، إعلان وضعته الشركة على صفحتها على موقع «فايسبوك»، أمس، إلى أنّ «آخر موعد لحجز طلب الكنتاكي ليوم الخميس هو الساعة السادسة من مساء اليوم (أمس)». ويبدو أن الإقبال بات كثيفا منذ إطلاق الخدمة برغم أن سعر الوجبة الواحدة يصل إلى حوالي 30 دولارا أميركيا نظراً لعناء النقل عبر مسافة تقارب الخمسين كيلومتراً. في المقابل، ومع ازدياد الطلبات، انتقلت الشركة مؤخراً من تأمين نوع واحد من الوجبات إلى تأمين كل الوجبات التي تقدمها مطاعم «كنتاكي».
ويشرح المدير المالي للشركة محمد المدني عن كيفية التوصيل قائلاً إنه بعد تسجيل الطلبات «نتصل بشريكنا في مدينة العريش ونطلب منه إحضارها إلى أحد الأنفاق حيث يعطيها إلى عملائنا لينقلوها عبر الأنفاق».
من جانبه، يقول مدير التوزيع في الشركة رأفت شرورو في حديث صحافي، «فكرنا قبل ثلاثة أسابيع عندما جاء أحد الزبائن بوجبة كنتاكي من العريش المصرية وعرض علينا فكرة جلب الوجبات من المطعم هناك عبر الأنفاق بسبب عدم تمكنهم من إدخالها عبر معبر رفح». وأضاف «تواصلنا مع الجهات المعنية الخاصة في الأنفاق، بالإضافة إلى جهات في الجانب المصري والمطعم في العريش وتم الموافقة على جلب أول 20 وجبة وتم تسويقها».
ويوضح شرورو في حديثه أنّ «الصعوبة الوحيدة التي واجهتنا تتمثل في عنصر الوقت» نتيجة للمسافة الطويلة من العريش إلى غزة. ويضيف «كانت الوجبات تصل بعد 5 ساعات في بداية الأمر، لكن من خلال زيادة الطلب على الكنتاكي والاتصالات مع الجهات في العريش والأنفاق استطعنا تقليص الوقت بعض الشيء» ليصل إلى حوالي الثلاث ساعات.
طبعاً، اهتمت الصحافة العالمية بهذا الأمر. وفي استعراض سريع، تجد العديد من المقالات حول الموضوع منشورة في صحف مثل «نيويورك تايمز» و«واشنطن بوست» و«كريتسيان مونيتورز» و«دايلي مايل»، وغيرها.
من جهته، نظر موقع «ذي تايمز أوف إسرائيل» إلى الأمر من زاوية أخرى، ورأى مقال نشر أمس، «استُخدمت الأنفاق لنقل صواريخ ام-75 الإيرانية، الوقود، قطع السيارات، الإسمنت، الدخان، وكل ما ترغب حركة حماس في جلبه»، مضيفاً «إلا أنه يبدو أن الأنفاق باتت تُمستخدم أيضاً لنقل الوجبات».
(«السفير»)
إضافة تعليق جديد