عباس يغادر دمشق من دون لقاء مشعل ووفد حماس إلى القاهرة

08-07-2008

عباس يغادر دمشق من دون لقاء مشعل ووفد حماس إلى القاهرة

ينهي الرئيس الفلسطيني محمود عباس اليوم زيارة استمرت يومين إلى دمشق، لم يستجب خلالها لمساعي المسؤولين السوريين وقادة الفصائل، من اجل لقاء رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، في محاولة لرأب الصدع الداخلي الفلسطيني، فيما تحركت الدبلوماسية المصرية مجددا، بإعلان القاهرة أنها ستستضيف في الأيام المقبلة عددا من الفصائل لبحث سبل تحقيق المصالحة.
في غضون ذلك، شنت إسرائيل أمس أوسع حملة منذ سنوات تستهدف مؤسسات خيرية وتعليمية تابعة لحماس في الضفة الغربية، وذلك في إطار »حرب« عالمية على الحركة بحجة تجفيف مداخيلها المالية ومنعها من السيطرة على الضفة (تفاصيل ص ١٤).
وقالت مصادر سورية إن »صعوبات كبيرة تعيق عقد لقاء« بين عباس ومشعل، مشيرة إلى أن دمشق تعمل على إقناع الجانبين بأن الحوار الوطني هو السبيل لحماية المصلحة الفلسطينية الوطنية العليا. اضافت أن »سوريا بذلت جهدا خلال اليومين السابقين في هذا السبيل«، إلا أن »لدى الطرفين خطوطا حمراء«. وتابعت أن سوريا »تقف على مسافة متوازية من الطرفين في هذه الجهود، إلا أن قرار التحاور يعود إليهما«.
وكانت مصادر فلسطينية على علاقة جيدة بالحركتين، قد قالت إن عباس حاسم في رفضه لقاء مشعل، مشيرة إلى خلفيات شخصية وسياسية. اضافت ان رسالة بعث بها مشعل إلى كل من الرئيس اليمني علي عبد الله صالح والأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، واطلع صالح عباس عليها، هي الخلفية التي دفعت الرئيس الفلسطيني لاتخاذ موقف من مشعل. وأوضحت المصادر ان الرسالة تشكك بمبادرة الحوار التي كان عباس قد أطلقها مؤخرا، وذلك على اعتبار أن الرئيس الفلسطيني لن يستطيع الالتزام بالنتائج ما دام يتأثر بالضغوط الأميركية، كما تتخوف الرسالة من ان تكون المبادرة محاولة لتحقيق مكاسب سياسية وتغطية عدوان إسرائيلي جديد على غزة.
ولم تنف حماس موضوع الرسالة، كما بقيت منفتحة على اللقاء مع عباس. وقال عضو المكتب السياسي للحركة محمد نزال ولوكالة »اسوشييتد برس« أن أي اتصال لم يتم بين حماس ووفد عباس في دمشق، مضيفا ان مسؤولين سوريين ومن الفصائل حاولوا ان يجمعوا الرئيس الفلسطيني ومشعل، لكن عباس رفض. وتابع ان »عباس لا يريد أن يلتقي (مشعل) لأن هناك فيتو أميركيا«، معتبرا أن اللقاءات التي عقدها الرئيس الفلسطيني مع قادة الفصائل تستهدف القول »إن مشكلته محصورة بحماس، إضافة لكونها لقاءات مناكفة«. وانتقد نزال ما نقل عن عباس خلال لقائه قادة الفصــائل، حول وصفه مشعل بـ»الولي الفقــيه الفلسطيني«، مستــبعدا حصول حوار على مســتوى أدنى، ومشيرا الى وعود أبلــغها عباس للفصائل والســوريين بهذا الشأن.
وكانت مصادر فلسطينية قد قالت إن لقاء على مستوى أدنى يبقى واردا، موضحة أن الفصائل ولا سيما تلك التي التقى عباس بممثلين عنها في دمشق، تحض الرئيس الفلسطيني على العمل على صيغة حوار مع حماس.
والتقى عباس أمس كلا من الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي عبد الله رمضان شلح والأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة طلال ناجي، ووفدا من »جبهة التحرير الفلسطينية« برئاسة علي عزيز، والأمين العام لمنظمة »الصاعقة« محمد خليفة، بالاضافة الى وفد من قيادة حركة فتح في إقليم سوريا.
وردا على سؤال عما إذا كان قد نقل رسائل متبادلة بين حماس والسلطة الفلسطينية، اجاب شلح »لم انقل رسالة محددة من قيادة حماس الى الاخ ابي مازن، الا استعداد حماس كما استعداد فتح للخروج من واقع الانقسام الحالي، وايضا رسالة الاخ ابي مازن ان لديه استعدادا.
وفي وقت لاحق، ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط أن »القاهرة ستستقبل خلال الأيام القليلة المقبلة، عددا من الفصائل الفلسطينية بهدف إجراء مباحثات معها بشأن المصالحة الوطنية«، مضيفة ان وفدا من حماس سيــتوجه إلى القاهرة اليوم »لإجراء مباحثات مع المسؤولين المصريين حول الأوضاع الراهنة على الساحة الفلسطينية«.

زياد حيدر

المصدر: السفير

  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...