صدور سلسلة " من ذاكرة المسرح السوري"
الجمل- الفارس الذهبي: وأخيراً وبعد جهد جهيد ،ظهر الى النور المشروع ...هذا المشروع المسرحي الذي عملنا عليه لأكثر من سنة بعمل صرف وأكثر من ثلاث سنين من الحلم...وأخيراً لأول مرة في التاريخ الثقافي السوري يرتص كتاب المسرح السوريون جنباً الى جنب في مختارات شملت مئة عام من الكتابة المسرحية السورية تحت عنوان سلسلة ذاكرة المسرح السوري منذ التأسيس وحتى التفكيك، عصور ذهبية وأخرى في عصور تدني النص ...نصوص مؤدلجة وأخرى حرة وكل له طعمه، نصوص عكست ما تعرض له الأدب السوري عبر مئة عام من دوران العالم من حوله سياسياً وفكرياً وأدبياً من الماركسية الى الوجودية فالواقعية الاشتراكية الى القومية العربية و الفكر العربي المقاوم والقضية الفلسطينية الخ .. كل هذه التأثيرات انعكست على مسرح سوري كان في فترة من الفترات منبر التنوير وخشبة الإصلاح كما كان مع أبو خليل القباني الذي كان نصه المسرحي جزءاً من مشروع نهضوي تنويري إصلاحي انتشر في العالم العربي فيما بعد .
وانطلق النص المسرحي فيما بعد مؤسساً لحوار وجدل فكري هام في سوريا فمن مراد السباعي الى أبو السعود و وصفي المالح وحكمت محسن نصوص ترى النور لأول مرة وأخرى منعت وها هي تنشر في محاولة لإعادة الاعتبار لها قبل أصحابها الذين وصلوا رغماً عن أنف المنع عبر مئة عام .. ونصوص اشتهرت فحجبت غيرها وكانت علامة بارزة في تاريخ الأدب المسرحي السوري الذي استطاع ترسيخ مكانته في مواجهة باقي الفنون ..ولكن ما جرى على المسرح السوري من أزمات جرى على النص المكتوب ذلك النص الذي أبقى المسرحية نابضة رغم حجزها بين دفتي كتاب وفتح الباب الواسع للمراجعين الجدد لكي يدرسوا هذه الحركة الأدبية الهامة والمحجوبة.
وأخيراً الى النور بدعم من الأمانة العامة لدمشق عاصمة للثقافة العربية التي دعمت وبشدة مشاريع توثيق الفن السوري من سينما وفن تشكيلي وذاكرة شفهية وأخيراً ها هنا المسرح والكتاب، والجهد الهائل والرائع الذي بذلته دار حملت اسم ممدوح عدوان أستاذنا في المسرح والذي زرع بدواخلنا حب النص المسرحي قبل العرض وفتح لنا الآفاق لذلك ماضياً كشهيد حقيقي وحي وواقف للمسرح السوري والذي كان ليبدو سعيداً لو رأى هذا المشروع قيد التنفيذ ولوقف بشموخ الى جوار وليد مدفعي و فرحان بلبل ووليد إخلاصي وغيرهم أطال الله في أعمارهم لأخذ صورة تذكارية قد تكون الأولى لأدباء سوريين ضمتهم دفة مشروع أدبي شامل ..
هذا المشروع الذي نرجو منه أن يثبت وبالدليل القاطع أهمية النص المسرحي في إعادة النهوض بالمسرح المحلي المتعثر ومحاولة فتح أعين المخرجين العرب والسوريين على نصوص أقرب الى الإنسان وأقرب الى الأرض، مذكرين بأن النهضةالأعلى ذروة التي شهدها مسرحنا كانت في الستينات والسبعينات حيث كان النص المحلي هو البطل، وكان لاعتماده كحكاية ومعالجة، الأساس في استقطاب الجمهور وتفاعله مع الحدث والعرض والممثلين.
و أخيراً الى النور مشروع أدبي بالكامل أتمنى أن يتابع خطواته ليشمل أنطولوجيات للقصة القصيرة السورية والرواية والنقد والشعر لدعم هؤلاء الأشخاص الأفراد الذين قرروا المضي في هذا المضمار وحيدين مجللين بأحلامهم واقفين تحت مظلة تحديهم دون دعم أو رعاية أو تبني (وهم بأمس الحاجة للدعم والرعاية والتبني) فكما دعمت من قبل الدراما السورية والفن التشكيلي والنحت والملتقيات ،لو يتسنى لنا أن ندعم الكتاب ،هذا الذي ظلم طويلاً وهمش وهو خبز الملايين ودعامة أي نهوض وتنمية ، ليبقى لدينا مسرح يقف أمام التاريخ لأننا محكومون بالفن وموجدون بحكم القلم وليس السيف،
مذكرين بأن المسرح هو أبو الفنون وأن النص المسرحي هو جوهر المسرح مما سيرفع من شأن الثقافة التي تبقى هي لسان حال والناطق الرسمي باسم الشعوب في خطابها مع باقي الأمم.
إضافة تعليق جديد