شموع القومي في حلب تضيء من أجل المقاومة

حلب – الجمل – باسل ديوب : ليلة شموع أحياها المواطنون السوريون في حلب بدعوة من مديرية الطلاب في الحزب السوري القومي الاجتماعي  منفذية  حلب، كان المشهد جديداً على رواد الساحة الهاربين من قيظ الصيف الذي  رفعت حرارته الحرب الشاملة التي تشنها إسرائيل بتفويض من المجتمع الدولي والنظام العربي المهزوم  .
عشرات من أعضاء الحزب السوري القومي  العائد إلى الساحة السياسية السورية تولوا التحضير للاعتصام  الذي شابه بعض الضعف والفوضى التي عزاها أحد الرفاق في الحزب إلى تأخر ورود الموافقة الأمنية .
هبة الحلبي مؤيدة للحزب  تنتقل من  زاوية إلى أخرى لإشعال ما انطفأ من شموع ، فيما يسعى آخرون من مديرية الطلاب إلى إخلاء الساحة بكل تهذيب من الفضوليين ممن استطاع تجاوز الحاجز الذي وضعوه ، تقول هبة " كلنا مع المقاومة الصامدة التي تخوض معركتنا جميعاً دفاعاً عن لبنان وعن منهج وثقافة المقاومة "
وتتابع عملها في إشعال الشموع ، الارتباك بدا واضحاً عليهم فالتجربة جديدة وقد جرى التحضير لها في وقت قصير 
يحيي مصطفى أبو صوف مسوؤله في الحزب بالتحية الحزبية الشهيرة  تحيا سوريا مع رفع الذراع عالياً، ويتزود منه ببعض التعليمات، فيسرع إلى إحدى الزوايا ليرمم ما نفد فيها من شموع، ويقول " نحن مع المقاومة دون نقاش هذا هو الموقف القومي السليم ، لا ننتظر شيئاً سوى النصر وصد العدوان، وما نقوم به اليوم هو أقل ما يمكن فعله تأييداً للمقاومة ونحن تاريخنا في لبنان هو  تاريخ مقاومة ونضال عنيد ، والمقاومة واحدة في العراق ولبنان وفلسطين ، سوريا واحدة في مواجهة العدو القومي "
 الشاشة الموضوعة في زاوية الساحة إلى جانب نصب الشهداء تعرض مشاهد الدمار، ومشاهد حديثة  لعمليات المقاومة ، وخطب لسيد المقاومة ، بينما  يردد المعتصمون أغانيهم الوطنية التي يتخللها هتافات التأييد للمقاومة ونصر الله والرئيس الأسد ،عائلات كثيرة تنضم للاعتصام ،و الجميع يتبادل آخر الأخبار عن عمليات المقاومة والتحليلات والتوقعات للأيام القادمة حيث ينتظر الجميع بلهفة ضرب تل أبيب  ، تسمع شتيمة خلفك فتتلفت ، بالتأكيد ليست ناتجة عن  مشاجرة ولا مشادة كلامية ، بل  مجرد ذكر لحكام عرب هجروا فضيلة الصمت التي عودوا شعوبهم عليها باتجاه تحميل الضحايا مسوؤلية قاتلهم ، يتطلب " تعليمة " على شرف هؤلاء 
" هم يريدون رأس نصر الله قبل أمريكا وإسرائيل ولكن فشروا المقاومة تحضرت جيداً لهذه المنازلة "
هذا ما يقوله  رامي طالب الحقوق  صاحب الشتيمة المقذعة التي كررها بثقة وفخر نعم هذا الـ ...  متواطىء وعميل و .....
أيمن أبو عريضة طالب الاقتصاد في جامعة حلب يتدثر بعلم حزب الله 
" نحن قلوبنا تنبض  مع المقاومة  والنصر قادم بإذن الله ، لن تنكسر هذه المقاومة الجبارة التي يلتف حولها كل  الشرفاء والأحرار في لبنان وسورية وفلسطين شبعنا ذلاً ومهانة  المقاومة تخط مستقبلنا  القادم بوعد الحرية وهزيمة العدوان "
 أيمن أبو عريضة  و مازن رقيا  ومخلص شعبوق ثلاثة أصدقاء جامعيون تبلغوا عن طريق صديقهم في الحزب  الدعوة للاعتصام فقرروا المشاركة ،وهم مستنفرون  للمشاركة  في أي تظاهرة أو اعتصام يدعي إليه أي فصيل وطني ،يقول مازن خريج كلية الآداب /قسم التاريخ " هذا ما كنت أقوله لأصدقائي ، حزب الله  لا يقول إلا ما يفعل،ما  تعودنا منه سوى  الصدق دوماً، قال نصر الله سيضرب في العمق فوفى، أتمنى أن أكون معهم ونساندهم بكل إمكانياتنا ، الحكام تقاعدوا من زمن طويل ، لكن المقاومة هي التي أخذت  على عاتقها  مهمة الدفاع والتحرير ، لقد أحرجوا الحكام وأذلوا إسرائيل ، ساعة قال السيد نصر الله :في عرض البحر بارجة تحترق  تمنيت لو كنت في الضاحية مع المحتفلين إنها كرامتنا المستعادة "
فيما يقول مخلص طالب الهندسة الزراعية " أثبت حزب الله أنه قوي وجبار ،فهو يواجه رابع أقوى جيش في العالم، ومن خلفه الغرب الاستعماري  كله ،ضرب إسرائيل في العمق،  أكثر من مليون صهيوني  في الملاجىء ، لم يذوقوا  طعم الدموع بعد أن أذاقونا إياها عقوداً طويلة ، فليذوقوا طعم القصف الآتي من المقاومة ، في حرب الأيام الستة حسمت الحرب في ساعات  من القصف الجوي واليوم المقاومة تصمد أياماً تحت القصف الجوي ، وتريهم ما لم ترهم  إياه الجيوش النظامية في تاريخها  "
صور نصر الله عادت لتلصق وتعلق على السيارات والجدران ،حتى أبو محمد بائع التمر هندي علق صورة السيد نصر الله على قربته وكللها بالورود " المقاومة ضميرنا وصانعة النصر نحن كلنا حزب الله كلنا مقاومة "
تنطفىء الشموع وينتهي الاعتصام فيسارع شباب الحزب السوري القومي وشاباته لإزالة  العبوات البلاستيكية التي وضعت فيها الشموع  وإخلاء الساحة.
لكن شمعة الكرامة التي أضاءتها مفاجآت المقاومة بقيت وضاءة ، ليتحدث بنورها من اشتاقوا للحظة كرامة في زمن عربي رديء ،  تضبطه إيقاعات بساطير الغزاة الصهاينة والأمريكيين التي تعفر جباه المنبطحين والانهزاميين  .

الجمل