السعودية: الشباب في «المجمعات» فرحة بعمر «فقاعة صابون»
لأعوامٍ عدة، ظلّت مسألة عدم السماح للشباب السعوديين بالدخول إلى المجمعات التجارية من دون أسرهم، دافعاً للتذمّر المتواصل، من منطلق أن الشباب في السعودية لا يجدون الكثير من أشكال التسلية المتاحة، لذا ازدادت مطالبة الجهات المسؤولة بإعطاء المجمعات التجارية صبغتها الطبيعية المتمثّلة في إتاحتها لجميع فئات المجتمع، سواء كانوا أفراداً أم جماعات.
في 22 آذار (مارس) الماضي، أعلنت مجمعات تجارية في العاصمة الرياض عن استقبالها الشباب «عزّاباً» في أي وقت. لم يمّر هذا القرار مرور الكرام، إذ وجد من الترحاب الكثير، خصوصاً من الفئة المستهدفة، اذ شهدت تلك المجمعات إقبالاً لم تعرفه من قبل، فكثير من الشباب أرادوا تجربة أنفسهم وهم يسيرون وسط العائلات وبجانب متاجر الماركات العالمية في مساء يتزامن مع إجازة منتصف الأسبوع، من دون مرافقة أمّ أو أخت أو زوجة، تجربة متميّزة إلى حدٍ كبير بالنسبة اليهم، لكنها لم تلبث أن خفتت بل وخمدت، في صورة أشبه بفقاعة صابون.
مطالبات الشباب في السعودية كثيرة، فندرة الأماكن التي يمكن أن يجدوا فيها عامل الترفيه وجانب التسلية، جعلت منهم يقبلون بأي شيء جديد مهما كانت بساطته، وهذا ما ظهر جلياً من ردود الفعل الفورية التي صاحبت قرار السماح لهم بدخول المجمعات التجارية، حتى وجد الكثير منهم أن الأمر لا يقف على مجمعات وحسب، بل إنه أبعد من ذلك بكثير.
شرّعت المجمعات التجارية أبوابها مرحّبة، وغيّبت معها أسلوب منع الدخول الفريد من نوعه على مستوى دول العالم، لكن ذلك لا يسمن ولا يغني من جوع من وجهة نظر شباب سعوديين، فلا تزال الاستراحات الخاصة ومقاهي المدن وأطراف المدن أبرز الأماكن التي يمكن لهم قضاء الوقت فيها، فعلى رغم الاحصاءات التي تؤكد أن نسبة الشباب السعودي تصل إلى أكثر من 60 في المئة، إلا أن المقابل لهذه النسبة أقل بكثير مما هو مفترض توفيره لها.
وهناك جهات مسؤولة متهمة بضعف أدائها أدوارها المطلوبة التي من شأنها التقليل من حدّة التذمّر لدى الشباب، فالحال مستمّرة في شكلها العام، وإن تغيّرت فهي تتغير على استحياء لا يشفي، الأمر الذي يعني ضرورة الالتفات للفئة الأكبر في المجتمع، وتوفير كل متطلباتها وحاجاتها على مستوى مجالات عدة، لتتماشى مع جميع التوجهات والرغبات الممكنة، وبالتالي يمكن حينها النظر في جوانب أخرى ومنتظرة من الشباب، يأتي بينها مشاركتهم الفاعلة في التنمية والنهضة الوطنية على مختلف الصعد.
سيف السويلم
المصدر: الحياة
إضافة تعليق جديد