زيارة الأسد إلى تركيا

06-08-2008

زيارة الأسد إلى تركيا

الجمل: تباينت تفسيرات الصحافة التركية لزيارة الرئيس الأسد إلى تركيا وأكدت وكالة أنباء أناضوليا التركية بأن الرئيس الأسد قد وصل إلى منتجع بودروم التركي يوم أمس حيث كان في استقباله رئيس الوزراء التركي رجب أردوغان.
* ردود الفعل التركية:
أشار تقرير صحيفة زمان اليوم التركية إلى أن زيارة الرئيس الأسد إلى تركيا يدور حولها جدل كبير في الأوساط الصحفية التركية وأشار التقرير إلى النقاط الآتية:
• توقيت الزيارة: جاءت الزيارة بعد أسبوع من انتهاء الجولة الرابعة من المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة التي تجري وقائعها برعاية الحكومة التركية بمدينة اسطنبول.
• وجه رئيس الوزراء التركي أردوغان الدعوة إلى الرئيس الأسد لزيارة تركيا وبرغم أن المعلن رسمياً هو قضاء الأسد عطلة عشرة أيام في تركيا فإن هناك الكثير من المواضيع الممكنة الطرح للنقاش بين الأسد وأردوغان منها على سبيل المثال المحادثات السورية – الإسرائيلية.
• رفض المسؤولون الأتراك الإدلاء بأي تصريحات أو معلومات للصحافة حول محتوى ومضمون الزيارة وذلك التزاماً بالموقف التركي الرسمي المتشدد إزاء التكتم على خصوصية المحادثات السورية – الإسرائيلية غير المباشرة.
* خلفيات الزيارة:
تقول التقارير التركية بأن خلفيات الزيارة تعود إلى صيف العام 2005م عندما وجه رئيس الوزراء التركي أردوغان الدعوة للأسد بزيارة تركيا وأشارت التقارير التركية إلى أن دعوة أردوغان قد تمت برغم الضغوط الأمريكية المتزايدة في ذلك الوقت لجهة دفع تركيا للانخراط في المشروع الدبلوماسي الأمريكي الهادف لعزل سوريا على خلفية اتهام واشنطن لدمشق بدعم المسلحين عبر الحدود السورية إلى داخل العراق وتهديد الديمقراطية في لبنان.
أشارت التحليلات إلى أن سياسة تركيا الجديدة الهادفة إلى بناء الروابط الجديدة مع سوريا قد أدت إلى توتير العلاقات على خط أنقرة – واشنطن وخط أنقرة – تل أبيب. وأكدت التحليلات بأن بعض الأطراف في واشنطن قد أثارت العديد من التساؤلات حول طبيعة ومضمون واتجاه السياسة الخارجية التركية الشرق أوسطية. هذا، وقد أعلنت تركيا رسمياً وبكل صراحة في مواجهة البيت الأبيض الأمريكي بأن جهود دبلوماسية أنقرة تهدف إلى تشجيع الاستقرار في الشرق الأوسط.
* هل من دور سوري – تركي  قادم في الشرق الأوسط:
تقوم سوريا بمهام دبلوماسية الطرف الثالث الساعية لنزع فتيل أزمة الملف النووي الإيراني وتقوم تركيا بمهام دبلوماسية الطرف الثالث الساعية لنزع فتيل أزمة الصراع السوري – الإسرائيلي.
وباستعراض مكونات دبلوماسية الطرف الثالث نشير إلى الأدوار الآتية التي ظلت تقوم بها الأطراف الثالثة في حل النزاعات والأزمات:
• التحكيم: ويركز على إصدار قرار الحكم في النزاعات.
• بناء الجسور: ويركز على القيام بجمع أطراف النزاع ومساعدتهم في بناء الروابط.
• الموازنة: ويركز على دعم الطرف الضعيف بما يجعله في موقف معادل للطرف الأقوى.
• التضميد: ويركز على مساعدة أطراف الصراع لجهة التغلب على تداعيات الأضرار التي حدثت بتأثير الصراع.
• الوساطة: وتركز على إحضار أطراف الصراع إلى مائدة التفاوض وتسهيل الاتصالات بينهم.
• حفظ السلام: ويركز على تقديم الحماية والوقاية بما في ذلك الفصل بين أطراف الصراع وإجبارهم على الالتزام بالسلام وترتيب الإجراءات الاحترازية التي تمنع اندلاع الصراع مرة أخرى.
• التزويد: ويركز على اقتسام الموارد والمعلومات وإعطاء أطراف الصراع الشعور بالأمن.
• المرجعية: ويركز على وضع القواعد التي يتم الاستناد عليها في إدارة الخلافات ودرء المخاطر.
• التعليم: ويركز على شرح طبيعة الصراع لأطراف النزاع ومساعدتهم على الوصول إلى الفهم المشترك.
• الشاهد: ويركز على رصد التطورات والقيام بعملية الإنذار المبكر لجهة الوقاية من التصعيدات الخطيرة.
على خلفية مهام الطرف الثالث المتفق عليها في كل أدبيات وتقاليد الدبلوماسية الوقائية، يمكن القول بأن خط دمشق – أنقرة يستطيع بكل سهولة القيام بمهمة إدارة أجندة الدبلوماسية الوقائية لجهة حل الصراعات الشرق أوسطية ومن مصلحة الأطراف الدولية والقوى العظمى والكبرى المعنية بقضايا الاستقرار في منطقتي الشرقين الأوسط والأدنى، تقديم الدعم والمساندة لخط دمشق – أنقرة.
حتى الآن لا نستطيع التأكيد على الوجود المؤسسي لما يمكن أن تطلق عليه تسمية دبلوماسية دمشقمش – أنقرة الوقائية الشرق أوسطية، ولكن ما هو مؤكد أن سوريا وتركيا تتمتعان بكل مزايا الوزن الجيوسياسي الذي يؤهلهما للقيام بالتنسيق لجهة إعادة الاستقرار للمنطقة.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...