دور الناتو المستقبلي لإدماج إسرائيل ضمن المحيط العربي
الجمل: تقول التقارير والتسريبات بأن الأمين العام لحلف الناتو الجنرال فوغ راسموزين سوف يقوم خلال شهر شباط (فبراير) 2011 القادم بزيارة إسرائيل: فما هي طبيعة هذه الزيارة؟ وما هي علاقتها بالأبعاد الجديدة المتعلقة بالدور المستقبلي المفترض الذي سيقوم به حلف الناتو في إدارة مفاعيل الصراع العربي-الإسرائيلي؟
* المفاصل الجديدة في إستراتيجية حلف الناتو: ماذا تقول المعلومات؟
تحدثت التحليلات عن التحولات المرتقبة المترتبة على اعتماد حلف الناتو لمذهبية جديدة تقوم على المفهوم الإستراتيجي الجديد الذي اعتمدته وأكدت عليه قمة الحلف الأخيرة في العاصمة البرتغالية لشبونة.
بناء على المفهوم الإستراتيجي الجديد سوف تتغير المفاصل الآتية:
• نطاق المسرح: خلال الحقب الماضية كانت القارة الأوروبية وقارة شمال أمريكا تشكلان الإطار الجغرافي للمسرح العسكري الذي تقع حمايته والدفاع عنه تحت مسئولية حلف الناتو، والآن، سوف يتغير هذا الإطار بحيث يشمل العالم كله، وعلى وجه الخصوص منطقة الشرق الأوسط ومنطقة القوقاز المجاورات للقارة الأوروبية من الاتجاه الإستراتيجي الجنوبي والجنوبي الشرقي.
• الوسائط العسكرية: سوف يتزايد اعتماد حلف الناتو على استخدامات التكنولوجيا المتطورة بما يمنح أمريكا دوراً أكبر داخل الحلف لجهة تفوق قدرات التكنولوجيا العسكرية الأمريكية على قدرات بقية أعضاء الحلف.
• المناورة الإستراتيجية: وتتضمن توظيف آليات الخداع الإستراتيجي والتكتيكي بما يتيح تحييد خصوم أمريكا التقليديين وعلى وجه الخصوص روسيا والصين، فروسيا تقوم باتجاه تفعيل شراكتها مع الحلف، والصين يتم حالياً السعي لجهة حصر تفاعلاتها ضمن منطقة آسيا-الباسيفيك، بما يدفع الصين إلى التركيز على هذه المنطقة دون سائر أنحاء العالم.
تقول آخر وأحدث التحليلات السياسية والعسكرية، بأن حلف الناتو قد تحول إلى جيش عالمي تمثل أمريكا قائده العام، وتمثل هيكل أركانه كل من فرنسا وبريطانيا وكندا.
* الجنرال فوغ راسموزين في إسرائيل: توصيف المعلومات
سوف يقوم الأمين العام لحلف الناتو الجنرال فوغ راسموزين بزيارة إسرائيل خلال شهر شباط (فبراير) 2011 القادم، وتقول المعلومات بأن تصريحات راسموزين قد تضمنت النقاط الآتية:
- أن يضع حلف الناتو في الاعتبار احتمالات التوصل إلى اتفاقية سلام في منطقة الشرق الأوسط.
- أن يخطط حلف الناتو لاحتمالات ضرورة الحاجة لقوات دولية تسعى إلى مراقبة وفرص تطبيق اتفاقية السلام.
هذا وأضافت التقارير والتسريبات بأن الجنرال فوغ راسموزين قد تحدث في مؤتمر صحفي خلال قمة لشبونة قائلاً بأن حلف الناتو يختلف عن دوله الأعضاء، وذلك لجهة أن وضعية حلف الناتو كمنظمة لا تسمح له بالمشاركة في عملية سلام الشرق الأوسط، ولكن حلف الناتو برغم ذلك يقوم بدعم ومساندة جهود الولايات المتحدة الأمريكية واللجنة الرباعية المتعلقة بمفاوضات السلام الشرق أوسطية.
أشارت التحليلات السياسية الإسرائيلية إلى أن حلف الناتو سوف يسعى خلال الفترة القادمة في الشرق الأوسط لجهة:
• القيام بـ (دور تكاملي) لجهة فرض وانعقاد اتفاقية صفقة السلام التي يمكن أن يتم التوصل إليها.
• عدم القيام بـ (دور مباشر) لجهة فرض عملية التوصل إلى اتفاقية صفقة السلام.
هذا، وعند المقارنة التحليلية بين مفهوم "الدور التكاملي" ومفهوم "الدور المباشر" نلاحظ أن الإدراك الإسرائيلي لدور حلف الناتو القادم في الشرق الأوسط هو إدراك يفهم وينظر للحلف باعتباره قوة لفرض صيغة السلام التي سوف يتم التوصل إليها بواسطة واشنطن-اللجنة الرباعية.
* نوايا الناتو الشرق أوسطية: إلى أين؟
أشارت بعض التقارير والتحليلات إلى أن حلف الناتو سوف يسعى خلال الفترة القادمة لجهة القيام بالآتي في منطقة الشرق الأوسط:
- تطوير وتعزيز علاقات حلف الناتو مع إسرائيل.
- تقوية علاقات وروابط الحلف مع الدول العربية المشاركة في جولة الحوار المتوسطي وهي: مصر، الأردن، تونس، المغرب، الجزائر وموريتانيا بما يؤدي إلى تعزيز استخدام الحوار المتوسطي كنافذة لإدماج إسرائيل والتي هي بالأساس عضو في الحوار المتوسطي.
- اعتماد التوجهات الساعية لرفع اهتمامات حلف الناتو بملف أمن واستقرار منطقة الخليج.
- تطوير روابط خاصة مع الدول العربية المنخرطة في اتفاقيات شراكة مع حلف الناتو وهما: الأردن ودولة الإمارات العربية المتحدة اللتان تساهمان بالقوات مع قوات حلف الناتو الموجودة حالياً في أفغانستان وفي منطقة البلقان.
- بدء الخطوات التمهيدية لجهة تحضير المسرح الشرق أوسطي للمزيد من تدخل حلف الناتو بما يشمل: لبنان، العراق، اليمن، ليبيا، الصومال، جيبوتي، أثيوبيا، النيجر، تشاد وكينيا.
هذا، وتقول المعلومات بأن قيادة الحلف سوف تقوم بتوسيع جهودها الحالية لجهة رفع معدلات المشاركة في تزويد قوات حفظ السلام الموجودة في الصومال وإقليم دارفور السوداني بالمزيد من الاحتياجات، وإضافةً لذلك تقول التحليلات بأن إسقاطات مفهوم إستراتيجية حلف الناتو الجديدة على منطقة الشرق الأوسط سوف تكون على النحو الآتي:
• مبدأ الدفاع الجماعي المتعدد الأطراف، سوف يتم إنفاذه عن طريق بناء الشراكة مع بعض الأطراف الشرق أوسطية الداعمة لتوجهات الحلف.
• مبدأ الردع الجماعي المتعدد الأطراف، سوف يتم إنفاذه عن طريق إجراء المناورات والتدريبات مع بعض الأطراف الشرق أوسطية المرتبطة بالحلف.
• مبدأ تخصيص الموارد، سوف يتم إنفاذه عن طريق الدعم والمنح التي سوف يحصل عليها الحلف من حلفائه الشرق أوسطيين.
• مبدأ إدارة الأزمة، سوف يتم إنفاذه عن طريق تطبيق البرامج والخطط التي سوف يتم وضعها بواسطة قيادة الناتو (أمريكا، فرنسا وبريطانيا).
• مبدأ ترقية الأمن والاستقرار، سوف يتم إنفاذه عن طريق إسقاط منظور قيادة الحلف لما تعتقد بأنه يحقق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
هذا، وتقول التسريبات بأن الأكثر خطورة يتمثل في التوصيات التي وردت في التقرير الذي أعدته لجنة وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة مادلين أولبرايت بشأن دور حلف الناتو المطلوب في منقطة الشرق الأوسط، وأشارت التسريبات بأن توصيات أولبرايت قد أثارت غضب الأتراك، وبسبب ذلك قد تم إرجاء النظر في توصيات أولبرايت بشأن دور حلف الناتو المطلوب في منطقة الشرق الأوسط، وفي هذا الخصوص ما هو لافت للنظر تمثل في أحد التسريبات الخافتة القائلة بأن الرفض والغضب التركي سوف تسعى واشنطن وباريس ولندن إلى تهدئته، وربما يتطلب الأمر عقد صفقة خاصة مع أنقرا بشأن مصير ملف الأزمة القبرصية! بما يتيح إمكانية مقايضة حصول أنقرا على المزيد من المزايا الجديدة في قبرص مقابل أن تغض أنقرا النظر عن توصيات أولبرايت.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد