خيارات واشنطن الممكنة إزاء دمشق اليوم وغداً

13-04-2011

خيارات واشنطن الممكنة إزاء دمشق اليوم وغداً

الجمل: نشرت صحيفة نيوريبابليك الأمريكية تحليلاً سياسياً حول سوريا، أعده اليهودي الأمريكي ديفيد شينكر خبير شؤون الشرق الأوسط، والمعني بملفات سوريا ولبنان والأردن في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وقد جاء تحليل الخبير ديفيد شينكر على خلفية تطورات الأحداث والوقائع الجارية، فما هي النقاط المحورية التي وردت في تحليل ديفيد شينكر وعلى ماذا انطوت نتائج التحليل؟

* مقاربة ديفيد شينكر: المعطيات الوصفية والتحليلية

على أساس اعتبارات نطاق التداول، فقد نشرت صحيفة نيوريبابليك الأمريكية المرتبطة بجماعة المحافظين الجدد، المقالة التحليلية، وما كان لافتاً للنظر أن معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى التابع لجماعات اللوبي الإسرائيلي قد أعاد نشر المقالة على موقعه الالكتروني، هذا، ويمكن الإشارة إلى النقاط الواردة في تحليل ديفيد شينكر على النحو الآتي:ديفيد شينكر
•    سعت دمشق خلال الفترة الماضية التي أعقبت قيام واشنطن بغزو واحتلال العراق، لجهة القيام بمساعدة المسلحين على عبور الحدود السورية ـ العراقية، إلى داخل العراق والقيام بشن المواجهات والعمليات العسكرية التي استهدفت قتل الأمريكيين.
•    ردت الإدارة الأمريكية ـ وتحديداً إدارة بوش ـ على دمشق، عن طريق انتهاج سلسلة من الخيارات، هذا ومن بين جملة الخيارات الأمريكية التي استهدفت سوريا كان هناك خياراً واحداً غائباً هو: خيار تغيير النظام أو أي ضغوط مزدوجة يمكن أن تؤدي إلى تقويض الاستقرار في دمشق.
•    الانطباع الذي ظل سائداً في أوساط الخبراء والأجهزة الأمريكية انطوى على فكرة قوية الحضور تقول بأن أي اضطراب في سوريا سوف يؤدي بالضرورة إلى اضطراب وتفكك كامل منطقة الشرق الأوسط، بما يفتح الباب واسعاً أمام ظاهرة "حرب الجميع ضد الجميع".
•    في داخل البنتاغون ـ وزارة الدفاع الأمريكية ـ كان هناك خلافاً بين:
ـ وجهة نظر تقول بضرورة عدم السماح بحدوث أي اضطراب في دمشق ـ وذلك لأن التكاليف الباهظة التي سوف تتحملها واشنطن (تفكيك الشرق الأوسط) أكبر من العائد الذي يمكن أن تحصل عليه واشنطن (استهداف دمشق).
ـ وجهة نظر تقول بضرورة استهداف دمشق بحيث تكون ضعيفة مع الأخذ في الاعتبار بأن لا يصل الأمر إلى درجة الفوضى الشاملة.
•    خلال مناقشة سياسة أمريكا إزاء سوريا، برزت وجهة نظر أمريكية تقول بأنه برغم وجهة النظر الأمريكية التي تحمل دمشق المسؤولية عن استهداف مئات الأمريكيين الموجودين داخل العراق. فإن على واشنطن تحمل ذلك. طالما أن المزيد من الاستهداف الأمريكي سوف يجعل واشنطن تتحمل المزيد من التكاليف الباهظة الثمن.
•    تدرك واشنطن جيداً مدى التزام دمشق بدعم حركات المقاومة، وعلى وجه الخصوص حزب الله اللبناني، إضافة إلى روابط دمشق ـ طهران، وترى واشنطن بأن الأمر يمكن أن يكون محمولاً ضمن هذه الحدود، وذلك لأن المزيد من الاستهداف الأمريكي لدمشق سوف تكون نتيجته الأولى هي قيام دمشق بتوسيع دعمها لسائر حركات المقاومة المسلحة في المنطقة، وهو الأمر الذي لن تستطيع واشنطن تحمله طالما أن ذلك سوف لن يؤدي سوى إلى انهيار كامل شبكة المصالح الأمريكية في المنطقة.
•    من الممكن لواشنطن أن تسعى لاستهداف دمشق ضمن حدود معينة، بحيث تسعى إلى دعم سيناريوهات الخلافات الداخلية عن طريق إذكاء وقود الكراهيات الطائفية والعرقية، إضافة إلى بث المخاوف بما يؤدي إلى حدوث موجات هجرة كبيرة من داخل سوريا إلى خارجها.
هذا، وأضا ديفيد شينكر قائلاً بإمكانية قيام واشنطن بالتخطيط لتوظيف واستخدام سيناريوهات تنظيم القاعدة. ولكن ضمن نطاق صغير محدود قابل للضبط والسيطرة، وإضافة لذلك تحدث ديفيد قائلاً بأنه قبل بضعة سنوات، وعندما كنت أعمل محللاً سياسياً لشؤون الشرق الأوسط في مكتب وزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد خلال فترة إدارة بوش الجمهورية السابقة، طلب مني أن أقوم بكتابة ورقة عن خيارات واشنطن الممكنة إزاء دمشق، وقبل أن أبدأ في الكتابة، قمت بمشاورة الخبير بيتر رودمان. والذي أجابني على الفور قائلاً بأن وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كسنجر قد كلفه بإعداد ورقة عن خيارات واشنطن الممكنة إزاء دمشق. وذلك خلال مطلع حقبة سبعينات القرن الماضي. والآن ـ على حد تعبير ديفيد شينكر ـ برغم مرور 40 عاماً، ومرور 7 إدارات أمريكية فإن واشنطن ما تزال تبحث عن خيارات السياسة الأمريكية الممكنة إزاء دمشق، وأضاف قائلاً، بأن كل العواصف السابقة والقادمة. سوف تمر، وبرغم ذلك سوف تظل واشنطن في مواجهة التحدي الصعب الدائم المتمثل في استحالة العثور على الإجابة الشافية للسؤال القائل: ما هي خيارات سياسة واشنطن الممكنة إزاء دمشق؟

* كيف يمكن التعامل مع دمشق اليوم وغداً

برغم أن المحلل السياسي اليهودي ـ الأمريكي ديفيد شينكر قد ظل أكثر اهتماماً بتبني المواقف التي تنطوي على معطيات المذهبية الليكودية في تحليل ومقاربة الملفات الشرق أوسطية، فإن أهم ما ورد في تحليله الأخير هو اعترافه الصريح بأن واشنطن لن تستطيع الحصول على خارطة طريق فاعلة لجهة التعامل مع دمشق وفق سياسة خارجية أمريكية شرق أوسطية واضحة البنود والمعالم.
من الواضح أن النزعة الليكودية السياسية ما تزال تفرض حضورها القوي على ذهنية وإدراك ديفيد شينكر. وبالتالي، فإن الغموض ليس في دمشق التي تطالب بحقوقها الواضحة العادلة المشروعة، وإنما الغموض يكمن في ذهنية خبراء اللوبي الإسرائيلي الذين ما زالوا أكثر اهتماماً بتصوير دمشق على أساس اعتبارات أنها تمثل لغزاً أسطورياً غامضاً ـ كما هو الحال في الألغاز التوراتية والتلمودية ـ وبالتالي إذا لم تسع واشنطن إلى اعتماد سياسة خارجية شرق أوسطية تقوم على احترام الحقوق العادلة المشروعة فإنها بالضرورة سوف لن تستطيع التوصل إلى تحديد سياسة خيارات التعامل مع دمشق.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...