تل أبيب: ممنوع على محور الشر الانتصار في ســوريا

15-08-2013

تل أبيب: ممنوع على محور الشر الانتصار في ســوريا

«محور الشرّ» من طهران إلى بيروت يؤرق تل أبيب، تخاف انتصاره في دمشق. تريد تدخلاً غربياً أكبر هناك، فيما هذا الغرب يرى في الحرب السورية تعقيداً كبيراً واستعصاءً في الحلول في الوضع الراهن. وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعلون، خلال لقائه رئيس أركان الجيوش الأميركية مارتن ديمبسي أمس، أكد لضيفه أنّ «من غير المسموح أن ينتصر محور الشر، الممتد من طهران إلى دمشق وبيروت، في الحرب الدائرة في سوريا».
ويأتي موقف يعلون وتوجيه كلامه لديمبسي والسماح للإعلام بتسجيله ونشره، ليعزز من صدقية التقارير المنشورة أخيراً في إسرائيل والولايات المتحدة عن تباين في وجهات النظر بين الجانبين، لجهة عدم رضى تل أبيب من مستوى التدخل الأميركي في الساحة السورية، والضغط نحو تعميقه أكثر، والاستهداف المباشر للنظام في سوريا، وزيادة الدعم والمساعدة للمسلحين.خلال تشييع أحد المقاتلين الأكراد في عفرين (أ ف ب)
وقال يعلون إنّ «أهم المسائل القائمة حالياً في المنطقة هي التغيير الحاصل فيها، وزيارة ديمبسي مناسبة لمناقشة هذا التغيير». وأكد ضرورة ربط ما يجري في المنطقة بإيران، وما تمثّله من تهديد للمصالح الإسرائيلية والغربية، مشيراً إلى أنّ «عدم الاستقرار في المنطقة هو حصيلة لأسباب متعددة، وفي مقدمتها النظام في إيران، وضلوعه في جميع النزاعات في الشرق الاوسط».
وطالب يعلون بضرورة التيقظ لتطورات الحرب في الساحة السورية، والتي أكد أنّها ستطول جداً، لافتاً إلى أنّ «ما يجري في المنطقة يوجب علينا أن نكون يقظين، خاصة أنّ المواجهة في سوريا طويلة الأمد، ولا يبدو أننا سنشهد قريباً أي استقرار فيها»، مع ذلك أكد أنّ «من غير المسموح أن ينتصر في هذه المواجهة محور الشر الممتد من طهران إلى دمشق فبيروت».
ونقل موقع مجلة «إسرائيل ديفنس» العبري تأكيد يعلون أن الحرب في سوريا لن تنتهي قريباً، حتى مع رحيل النظام، وأضاف أنّ «الحرب في الساحة السورية مدمية، وسقط جراءها مئة ألف قتيل، ولا أحد يعلم كيف ومتى ستنتهي، بل إن سقوط (الرئيس السوري بشار) الأسد لا يعني نهاية للحرب»، مشيراً إلى «وجود حسابات دامية بين العلويين والسنّة في سوريا، وأيضاً أقليات أخرى تشارك في الاقتتال».
وأعاد يعلون تأكيد ما كان قد صدر عنه في أعقاب هزيمة المعارضة في مدينة القصير وريفها، وأشار إلى أنّ «المرحلة الحالية في سوريا هي مرحلة تفكك الدولة، ومرحلة ضعف الأسد، بالرغم من الصورة التي تشكلت في أعقاب معارك مدينة القصير، وما يجري حالياً في مدينة حمص، والتي توحي بأن هناك نوعاً من التحول الميداني». وأضاف «لا نرى تحولاً، لأنه في أماكن أخرى من سوريا تعمل المعارضة بقوة على ضرب النظام، كما يجري في حلب ومنطقة اللاذقية وأيضاً في منطقة الجولان، الأمر الذي يشير إلى سيطرة المعارضة أكثر من السابق (...)، وإلى ضعف الأسد الذي يسيطر على أقل من 40 في المئة من الأراضي السورية. هذا هو المنحى العام، رغم أنه قد يستمر لفترة طويلة من الزمن».
إلى ذلك، انتقد مصدر سياسي إسرائيلي رفيع المستوى سياسة الإدارة الأميركية، والضعف الذي تبديه تجاه أكثر من ملف في المنطقة، مشيراً في حديث إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، تعليقاً على زيارة ديمبسي لإسرائيل، إلى أنّ «الأميركيين يظهرون ضعفاً وتردداً، الأمر الذي يزيد من نفوذ الروس في المنطقة». ونقلت الصحيفة عن المصدر قوله إنّ «إسرائيل قلقة جداً من المواقف الأميركية حيال المنطقة، بل هي مستاءة منها؛ فالروس يستغلون الضعف الأميركي، ويخوضون المعارك كقوة عظمى ويثبتون لدول المنطقة وللرئيس الأسد أنّه يمكن الاعتماد عليهم، فيما يتخلى الأميركيون عن حلفائهم وعن شركائهم».
وتحدث المصدر عن خشية إسرائيل من أن ينسحب الضعف الأميركي على المواجهة مع إيران. وقال إنّ إسرائيل تطلب من الأميركيين عدم الوقوع في فخ الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني، والعمل على «خنق إيران حتى تستسلم»، خاصة أنّ الوقت ما زال متاحاً لكسر الإيرانيين، من خلال تعزيز العقوبات ضدهم، و«إذا انكسر النظام في إيران، فسيحاور الغرب على نحو جدي، في ما يتعلق ببرنامجه النووي». وأكد المصدر الإسرائيلي أنهم في إسرائيل راضون عمّا يجري في المنطقة، رغم تراجع الوضع الأمني في مصر، ورغم مواصلة البرنامج النووي الإيراني، مشيراً إلى أنّه «يمكن إسرائيل أن تستفيد من وضع فيه مصالح مشتركة بينها وبين عدد من دول المنطقة». وأضاف «بإمكاننا أن نعمل مع المصريين والأردنيين ودول أخرى، إذ لدينا مصالح مشتركة مع جهات عدة في المنطقة، وإسرائيل هي عمود الخيمة في هذه الأيام».
لندن: الصراع السوري مستعص
في موازاة ذلك، وصف وزير الدولة البريطاني لشؤون التنمية الدولية، دنكان سميث، الصراع في سوريا بأنّه مستعص وغير قابل للحلّ والأكثر خطورة وتعقيداً في منطقة الشرق الأوسط.
وقال سميث، المسؤول عن المساعدات البريطانية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في حديث إلى صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية أمس، إنّ «الوضع في سوريا يمثل أكبر التزاماتنا الإنسانية بالمقارنة مع أي وقت مضى»، معرباً عن خشيته من أنه «سيستمر لفترة طويلة».
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أنّ تصريحات سميث تعطي إشارة واضحة إلى أنّ الحكومة البريطانية جمّدت فكرة تسليح المعارضة السورية، على الرغم من الحملة الناجحة التي قادتها لرفع الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي على الأسلحة إلى سوريا.
من جهة أخرى، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، ماري هارف، إلى ضرورة توحيد صفوف المعارضة السورية، مشيرةً إلى أنه «يجب أن تكون هناك عملية سياسية تتيح تشكيل ما يشبه حكومة سورية مستقرة وشاملة بعيدة عن النظام».
وقالت هارف إنّ «مؤتمر (جنيف2) سيكون مفتاحاً لتأمين استقرار سوريا وسيرها إلى الأمام، خاصة بعد تقويم قاتم أصدره نائب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه)، مايكل موريل، عن أنّ حدوث فراغ في السلطة من شأنه أن يترك مجالاً أمام تنظيم القاعدة لاتخاذ إجراء والاستفادة من مخابئ الأسلحة والقدرات التقنية في سوريا».
في إطار آخر، نفى المتحدث الإعلامي باسم الرئيس السوداني، عماد سيد أحمد، الأخبار حول بيع السودان أسلحة لمقاتلي المعارضة في سوريا. وأضاف «في حال تم رصد أسلحة سودانية مع المعارضة السورية، فذلك لأن ليبيا زوّدتهم بها على الأرجح».

يحيى دبوق

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...