إسرائيل تدفع بالسعودية إلى أحضان إيران!

25-11-2024

إسرائيل تدفع بالسعودية إلى أحضان إيران!

تسعى إسرائيل من خلال تصعيد هجماتها على إيران وحلفائها إلى تعزيز اعتماد السعودية على الولايات المتحدة وإسرائيل، خاصة في المجالات الأمنية والتكنولوجية. إلا أن هذا التصعيد يأتي بنتائج معاكسة؛ حيث تتجه الرياض نحو طهران للحصول على ضمانات أمنية، وتطرح نفسها كوسيط بين إيران وإسرائيل، بدلاً من أن تكون حليفاً لإسرائيل، وفقاً لما نشرته مجلة “فورين أفيرز”.

على مدار السنوات الماضية، خاصة بعد توقيع “اتفاقات أبراهام” في عام 2020، كانت إسرائيل تعتقد أن قوتها العسكرية والتكنولوجية يمكن أن تكسبها حلفاء من بين دول الخليج. كما افترض المسؤولون الإسرائيليون أن التصعيد في المنطقة سيجعل دول الخليج، خاصة السعودية، تعتمد بشكل أكبر على الحماية الأمنية الأمريكية، ومن ثم تندفع أكثر نحو التحالف مع إسرائيل. هؤلاء المسؤولون يرون أن “المصلحة الذاتية” هي الدافع الرئيسي للعديد من القادة العرب، وليس القضية الفلسطينية أو الحرب على غزة.

وفي خطابه في الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، أشار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى دول الخليج باعتبارها “شركاء السلام العرب” لإسرائيل، ودعا السعودية للتحالف مع إسرائيل ضد “المخططات الشريرة” لإيران. ومع ذلك، فإن الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان دفعت السعودية وطهران إلى تعزيز العلاقات، حيث تحاول الرياض لعب دور وسيط لتعزيز الاستقرار في المنطقة مع الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع كل من الولايات المتحدة وإيران.

في ظل هذه الديناميات، يبدو أن استراتيجية إسرائيل، التي تعتمد على التصعيد، جاءت بنتائج عكسية. فقد أعادت السعودية التزامها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة، ووسعت خياراتها الاستراتيجية عبر تعزيز العلاقات مع إيران، الولايات المتحدة، وحتى الصين. وفي الوقت نفسه، تضع إيران تحت ضغط لتعزيز محادثاتها الأمنية مع السعودية وتقديم ضمانات أكثر قوة لدول الخليج، ما يجعل هذه الضمانات أكثر قيمة من أي معلومات استخباراتية قد تقدمها إسرائيل حول التهديدات الإيرانية.

بالنسبة لواشنطن، قد يبدو التقارب السعودي-الإيراني خبراً غير سار، خاصة وأن الولايات المتحدة كانت تسعى لسنوات لإبرام اتفاق تطبيع بين الرياض وتل أبيب. ومع ذلك، يتعين على واشنطن تقبل التغيير الذي تتبناه المملكة في سياستها، حيث تسعى الرياض لأن تكون قريبة من إيران وإسرائيل في الوقت نفسه، معتقدة أن هذا الموقف يساعدها على تهدئة التوترات الإقليمية.

التصعيد الإسرائيلي يهدف أيضاً إلى دفع السعودية للاعتماد أكثر على الضمانات الأمنية الأمريكية المشروطة بالتطبيع مع إسرائيل. ومع ذلك، فإن السعودية لم تغلق الباب أمام أي خيارات، واستمرت في محادثاتها مع إيران، وكذلك استكشاف فرص التطبيع مع إسرائيل بشرط إقامة دولة فلسطينية مستقلة.

في ظل هذه التطورات، تبذل السعودية جهوداً لتقود عملية تحقيق حل الدولتين. ومن خلال تعزيز علاقاتها المتوازنة بين الأطراف الإقليمية والدولية، تسعى الرياض إلى استعادة دورها كقوة إقليمية مؤثرة، قادرة على إعادة تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط ودفع إسرائيل إلى تبني سياسات أكثر اعتدالاً.

180 بوست

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...