بوتين يلوّح لـ«الأطلسي» بالردع النووي
أشاد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بأداء صواريخ «كاليبر» المجنحة وفعاليتها، بعدما استهدفت غواصة روسية يوم الأول من أمس معاقل تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في الرقة بهذه الصواريخ. وأعرب بوتين عن أمله «ألّا تُزوَّد (صواريخ كاليبر) برؤوس نووية، لأن أداءها بالرؤوس العادية يكفي» لإشباع الأهداف.
وجاء تصريح بوتين المدوي هذا بعدما أطلعه وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، على تفاصيل عملية إطلاق الصواريخ من قبل غواصة «روستوف على الدون»، من أعماق البحر المتوسط. ورأت «روسيا اليوم» أن بهذه العملية، تكون موسكو قد استكملت اختباراتها على الصواريخ المذكورة، الفائقة الدقة والبعيدة المدى، بعد أن أطلقتها سابقاً على أهداف في سوريا من سفن أسطولها في بحر قزوين، ومن قاذفاتها الاستراتيجية، من مسافات بعيدة، لتقطع بذلك شك واشنطن والحلف الأطلسي باليقين، وتثبت للأميركيين أنها «قادرة على حماية مصالحها عن بعد، دون اللجوء إلى تسيير حملات عسكرية جرارة، وأنها ستطاول الإرهابيين أينما كانوا، بغض النظر عن القوة التي تقف وراءهم».
وفي الوقت نفسه، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات خاصة روسية وسورية حررت منطقة سقوط القاذفة «سو ــ 24» (التي أسقطتها مقاتلات تركية الشهر الفائت) من الجماعات المسلحة، وأعلنت أن شويغو جاء بالصندوق الأسود للقاذفة ووضعه على طاولة بوتين في الكرملين، الذي أكد أن موسكو تسعى إلى إجراء تحقيق في إسقاط القاذفة بمشاركة خبراء دوليين. وقال الناطق باسم الكرملين، ديمتري بيسكوف، إن وزارة الدفاع ستتولى توجيه الدعوات إلى الخبراء الأجانب الذين سينضمون إلى التحقيق، وإن الرئيس «تحدث عن ضرورة تفريغ الصندوق الأسود للقاذفة وتحليل محتوياته (بحضور خبراء دوليين)، لنعمل سوياً مع الخبراء على تحديد المسار الحقيقي للقاذفة وإحداثياتها قبل حصول الهجوم عليها». ويُذكر أن أنقرة تزعم أنها أسقطت القاذفة الروسية بعد اختراق الأخيرة للمجال الجوي التركي، لكن هيئة الأركان الروسية ترفض هذه المزاعم قطعاً، وتقول إن المقاتلة التركية هي التي تدخلت في المجال الجوي السوري لتطلق صاروخاً على القاذفة الروسية، التي كانت تنفذ مهمة قتالية في سماء ريف اللاذقية الشمالي.
ومن جانبه، أعلن ديوان رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، أن الأخير سيدرس دعوة بوتين إرسال خبراء بريطانيين للمشاركة في تفريغ معلومات الصندوق الأسود للقاذفة المذكورة. وأعلن الديوان أمس، عقب مكالمة هاتفية بين بوتين وكاميرون، «أنهما اتفقا على أهمية انتظار تحديد التحقيق لما حصل، وأن (كاميرون) سينظر في مسألة إرسال خبراء بريطانيين للمساعدة في التحقيق». وأضاف الديوان أن كاميرون وبوتين «اتفقا على ضرورة عمل بريطانيا وروسيا سوية ومع الشركاء الدوليين الآخرين في قضية محاربة داعش، والتهديد الناجم عنه، والعمل كذلك على العملية السياسية لجلب السلام إلى سوريا».
وقال الكرملين إن بوتين وكاميرون لديهما «وجهتا نظر متشابهتين حول خطورة تنظيم الدولة الإسلامية ومجموعات إرهابية أخرى تنشط في المنطقة»، معلناً أن المسؤولَين «ناقشا إقامة تعاون على مستوى مختلف الهيئات الحكومية» حول هذا الأمر.
وفي هذا السياق، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن «روسيا يمكن أن تصبح محور التحالف المستقبلي ضد داعش، علماً بأنها تعمل في سوريا على أساس شرعي». وأعلن أمس الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية، إيغور كوناشينكوف، أن الطائرات الروسية نفذت 83 غارة، ضربت فيها 204 مواقع للإرهابيين في سوريا، في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماه وحمص، خلال اليوم الأخير. ونفى كوناشينكوف نية روسيا إقامة قاعدة عسكرية جوية أخرى في سوريا، بالإضافة إلى قاعدة حميميم التي تستخدمها القوات الجوية الروسية راهناً. وأوضح كوناشينكوف أن الطائرات الروسية المنطلقة من قاعدة حميميم لا تحتاج لأكثر من 30 إلى 40 دقيقة للوصول إلى أي بقعة في أراضي سوريا، ما ينفي الحاجة إلى قاعدة جوية إضافية في البلاد.
وكان لافتاً أمس إعلان رئيسة مجلس الاتحاد الروسي، فالينتينا ماتفيينكو، استعداد موسكو، في إطار التعاون العسكري مع فرنسا والعراق والأردن، لإغلاق الحدود التركية ــ السورية. «روسيا جاهزة لعرض جهودها لتأمين تحكم غير مشروط لهذه الحدود، وتوجد لدينا اقتراحات تبحثها الجهات المعنية وأجهزة الأمن الخاصة»، قالت ماتفيينكو، معلنة أن «أجهزة الأمن تُجري مثل هذا العمل المشترك» مع أجهزة الأمن الفرنسية والعراقية والأردنية، مؤكدة أن مسألة الحدود التركية - السورية «تقف بنحو حاد» على جدول الأعمال الدولي. وأوضحت المسؤولة الروسية أنه «يجري عبر هذه الحدود توريد الأسلحة والتمويل (للإرهابيين)، ويمر المسلحون إلى (قواعدهم الخلفية داخل تركيا). وما دامت هذه الحدود مفتوحة، ستستمر بتمثيل تهديد لروسيا».
وكالات
إضافة تعليق جديد