بغداد وطهران تنزعان فتيل الأزمة: القوات الإيرانية تنسحب جزئياً

21-12-2009

بغداد وطهران تنزعان فتيل الأزمة: القوات الإيرانية تنسحب جزئياً

نزعت طهران وبغداد جزئيا، أمس، فتيل أزمة حدودية قد توتر العلاقات بينهما، بعد انسحاب القوات الإيرانية كليا من بئر تعتبر جزءا من حقل الفكة النفطي شرق مدينة العمارة كانت تسيطر عليه منذ الجمعة الماضي، لكنها لم تنسحب من الأراضي العراقية.
ولم يمنع «احتلال» القوات الإيرانية للبئر، من توقيع مجموعة تقودها «رويال داتش شل» البريطانية - الهولندية اتفاقا مبدئيا، أمس، لتطوير حقل «مجنون» النفطي قرب البصرة والذي يقدر الاحتياطي فيه بأكثر من 12 مليار برميل. وفازت «شل» مع شركة بتروناس الماليزية بحقوق تطوير الحقل في مناقصة جرت مؤخرا. العلم الإيراني يرفرف فوق البئر النفطي في حقل «الفكة» بينما تظهر قوات عسكرية قربه، على الحدود بين البلدين أمس الأول
في هذا الوقت، التقى رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، خلال زيارة تستمر يومين إلى القاهرة، نظيره المصري احمد نظيف ووزير الخارجية احمد أبو الغيط. وتهدف الزيارة إلى تدعيم العلاقات بين القاهرة وبغداد وزيادة الاستثمارات المصرية في العراق.
وتقع البئر التي تحمل الرقم 4 في حقل «الفكة» النفطي، الذي يمثل جزءا من ثلاثة حقول يقدر مخزونها بـ1,55 مليون برميل، وينتج نحو 10 آلاف برميل يوميا. ورفرف العلم الإيراني فوق البئر أمس الأول، بعدما دخلت قوة عسكرية وفنيين الجمعة الماضي إلى الموقع الذي يقع في منطقة صحراوية قرب الحدود مع إيران.
وتسبب هذا النزاع في عقد اجتماعات طارئة ومحادثات هاتفية ثنائية بين وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي ونظيره العراقي هوشيار زيباري حيث أكدا، أمس الأول، على الحاجة لتنظيم لقاء بين مسؤولين من البلدين «بنيّة تنفيذ الاتفاقات الحدودية الثنائية». وكانت وزارة الخارجية العراقية أبلغت السفير الإيراني في بغداد حسن كاظمي قمي، الجمعة الماضي، أن «هذا الهجوم غير مقبول»، وطالبته بسحب القوات.
وقال مسؤول حدودي في إيران، لقناة «برس تي في» أمس، إن القوات الإيرانية عادت إلى مواقعها الأصلية بعد تفكيك حاجز اقامته القوات العراقية بالقرب من بئر النفط المتنازع عليه. وكانت القوات المسلحة الإيرانية أعلنت، في بيان أمس الأول، أن «قواتنا موجودة على أرضنا، وعلى أساس حدود دولية معروفة، وهذه البئر تعود إلى إيران». واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانباراست أمس الأول، أن الأمر عكس «حربا نفسية وإعلامية شنت ضد إيران وتهدف إلى الإضرار بالعلاقات الأخوية بين إيران والعراق».
وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ إن «القوات الإيرانية انسحبت خمسين مترا من البئر النفطي، وقد انزلوا علمهم منا»، مضيفا «لكننا نطالبهم الآن بالعودة إلى المواقع التي أتوا منها، وبذلك ستبدأ المفاوضات حول تعيين الحدود».
وأوضح المتحدث باسم وزارة النفط العراقية عاصم جهاد إن «البئر تقع في حقل الفكة النفطي العراقي، وقد تم طرحها ضمن جولة التراخيص الأولى التي جرت في حزيران» الماضي. وأكد ضابط امني رفيع المستوى انسحاب القوات الإيرانية لمسافة خمسين مترا، لكنه اعتبر أن «ذلك في السياقات العسكرية لا يعد انسحابا». وقال «نحن نراقب الموقف بدقة، ونعرض تفاصيله على مراجعنا العليا، ليكون التحرك سياسيا ودبلوماسيا».
وقال رئيس هيئة الأركان الأميركية الأميرال مايكل مولن، خلال زيارة إلى جنوب العراق أمس الأول، ردا على سؤال عما إذا كانت القوات الأميركية ستتصدى لدخول القوات الإيرانية وسيطرتها على بئر نفطية، إن قرارا «بتدخل عسكري يحتاج إلى قرار رئاسي». وأضاف «اعتقد أن من المهم أن تكون العلاقات الإيرانية مع العراق ذات تأثير فاعل لصالح الشعب العراقي، لكن الأمر لا يبدو كذلك، ونحن ندرك ذلك». وأكد أن «قضية دخول القوات الإيرانية إلى الأراضي العراقية هي قضية سيادية، وتحدثت مع القيادة العراقية بشأنها».
وأشاد السفير الأميركي لدى العراق كريستوفر هيل بسرعة الإجراءات التي اتخذتها بغداد ردا على ما حصل، فيما قال رئيس كتلة «الحوار الوطني» النيابية صالح المطلك انه «حان الوقت لإبلاغ النظام الإيراني بان يكف عن التدخل في الشؤون العراقية». وأدانت هيئة علماء المسلمين في العراق توغل قوة إيرانية داخل الأراضي العراقية، واحتلالها احدى آبار النفط في محافظة ميسان الجنوبية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...