انطلاق مهرجان دمشق الثقافي
برعاية الأستاذ محمد الأحمد وزير الثقافة واستمراراً لخطة الوزارة في إقامة مهرجانات ثقافية في جميع المحافظات السورية بغية تنشيط الحركة الثقافية في كل أنحاء سورية الحبيبة افتتح الأستاذ توفيق الإمام معاون وزير الثقافة مهرجان دمشق الثقافي مساء اليوم الاثنين 22/10/2018 في مجمع دمر الثقافي.
حضر الافتتاح المهندس علي المبيض معاون السيد الوزير و الرفيق الدكتور عفيف دلا عضو قيادة فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي والدكتور ايمن ياسين مدير ثقافة دمشق والسادة المدراء في وزارة الثقافة.
وفي كلمة خلال الافتتاح عبر السيد معاون وزير الثقافة عن الأهمية الخاصة لمهرجان دمشق وقال : ليس لأنه يقام في أقدم المدن وأعرقها، وليس لأن هذه المهرجانات الثقافية المكرسة لكل محافظات بلدنا غدت جزءا من هوية وزارة الثقافة وأساسا لفعالياتها الثقافية، أقول ليس لهذا فحسب، وإنما أيضا لأن دمشق ظلت طوال سنوات الحرب تضيء مثل شمعة باهرة، تمنح الضوء والأمل لكل وطننا وشعبنا السوري. فهي لم تتوقف يوما عن الرسم والكتابة والغناء والاحتفاء بكل إبداع أصيل رغم القذائف الغادرة التي كانت تتساقط عليها.
والآن ها هي تستعيد ألقها مجددا بعد أن دحرت العصابات الإرهابية وطردتها من محيطها، مثلما دحرت وطردت قبل ذلك الغزاة الذين مروا على أرضها عبر آلاف السنين الماضية. نعم لقد دحرت وطردت الرومان والمغول والصليبيين والأتراك والفرنسيين ومأجوري الفكر الظلامي، وستظل تدحر وتطرد كل من تسول له نفسه الاعتداء عليها.
واستحضر السيد معاون الوزير واقعة تاريخية في كلمته وتحدث: عند دخول الفرنسيين دمشق كانت حكومة علاء الدين الدروبي في الحكم، وكان فارس الخوري وزيرا فيها. وقد أقيمت مأدبة لغورو في قصر المهاجرين (القصر الرئاسي لاحقا). قال غورو أثناء المأدبة ساخرا: أهذا هو القصر الذي كان يسكنه الملك فيصل؟ فأجابه فارس الخوري: “نعم يا صاحب الفخامة. هذا هو القصر الذي سكنه الملك فيصل وقد بناه والٍ عثماني اسمه ناظم باشا. ثم حل فيه جمال باشا، ثم الجنرال اللنبي، ثم فيصل، والآن تحلون فخامتكم، وجميع الذين ذكرتهم أكلنا معهم في نفس القاعة وكلهم رحلوا وبقي القصر وبقينا نحن”. يقال إنه بعد أن ختم فارس الخوري كلامه وجم الجميع. وقال الشيخ تاج الدين الحسيني لفارس بعد المأدبة: “هذا اليوم أنت قد انتحرت سياسيا ولن تقوم لك قائمة مع الفرنسيين”. فأجابه فارس: “وأنا أيضا لا أرغب بأن تقوم لي قائمة، وإنما هي معركة قد ابتدأت وستنتهي فقط عندما يرحل الفرنسيون”.وقد رحل الفرنسيون مثلما رحل بقية الغزاة قبلهم.
وتابع الإمام الغزاة لا يُدحرون ويُطردون من تلقاء أنفسهم، بل لا بد من جيش وطني باسل وشعب أبيّ عزيز يقوم بهذه المأثرة، مأثرة الدفاع عن الوطن وحماية استقلاله ووحدة أراضيه. وقد كان جيشنا العربي السوري البطل مثالا باهرا للجيش الحارس الأمين على أمن وطننا وسلامته، وكان شعبنا مثالا في الالتفاف حول جيشه وقيادته من أجل درء الأخطار التي تعرضنا لها عبر سنوات ثمانية، وكان مثالا في التضحية والإخلاص ويقظة الوعي.
إننا ندين، نحن، المثقفين السوريين، كتابا وفنانين، لجنودنا البواسل، لصمودهم وتفانيهم، في كل ما استطعنا تحقيقه من أفلام وعروض مسرحية وحفلات موسيقية ولوحات ومنحوتات وأغانٍ وقصائد خلال سنوات الحرب الماضية، مثلما ندين لهم جميعا، مثقفين وغير مثقفين، بأنهم حموا مستقبل أطفالنا وصانوا كرامتنا، وكانوا على العهد دائما باقين، عهد الدفاع عن الشعب والوطن.إلى هؤلاء الجنود الأبرار، أبناؤنا وأخوتنا، كل تحية واحترام، وللشهداء منهم وقفة إجلال وإكبار.
واسمحوا لي في الختام أن أتقدم بأسمى آيات الامتنان والعرفان لقائد جيشنا ودولتنا، وربان سفينتنا، السيد الرئيس بشار الأسد صانع انتصارنا وحامي أرضنا. لقد كان السيد الرئيس، خلال كل سنوات الحرب الشرسة التي تشن على بلدنا، وفي أصعب اللحظات والمنعطفات، لا يني يسأل عن هذه القضية الثقافية أو تلك، هذا المعرض أو ذاك الفيلم، ويصغي إلى الأجوبة التي تقدم له بكل اهتمام.وختم السيد معاون الوزير كلمته قائلاً: سيدي الرئيس، شكرا لك من القلب على كل ما قدمته وتقدمه لازدهار الثقافة في بلدنا، وبوركت خطاك وسدد الله سعيك.
ثم كرم معاونا السيد الوزير خلال الحفل كلاً من الفنانين التشكيليين هالة مهايني و نبيل السمان والباحثين موسى الخوري ومحمد مروان مراد و بهجت قبيسي و مهندس الديكور المسرحي زهير العربي والأديبة سوسن رضوان والموسيقية إلهام أبو سعود والسيدة أمل محاسن رئيسة جمعية أصدقاء دمشق.
وقدمت فرقة أرام للمسرح الراقص عرضا فنيا يحكي عن تاريخ هذه المحافظة وأعلامها وشخصياتها التاريخية بلوحات فلكلورية من إخراج الأستاذ نبال البشير.
هذا وقد افتتح الأستاذ توفيق الإمام معاون السيد الوزير مجموعة من المعارض: ( للفن التشكيلي و نتاج عمل الأطفال واليافعين في الورشات الفنية ضمن برنامج مهارات الحياة في دمشق ومعرض الكتاب من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب) و معرض للآثار بعنوان ” كنوز سورية مستردة ” يضم 500 قطعة أثرية مستردة وذلك في دار الأسد للثقافة والفنون.يذكر بأن المهرجان يستمر لغاية يوم الأحد القادم 28/10/2018 بمجموعة من الفعاليات الفنية والندوات والمحاضرات وعروض مسرحية وسينمائية ومهرجان للشعر.
إضافة تعليق جديد