انتقاد أميركي خجول لهدم منازل القدس وقصف جوي جديد على جباليا

استغلت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زيارتها الأولى إلى الأراضي الفلسطينية لتأكيد دعم واشنطن للرئيس الفلسطيني المنتهية ولايته محمود عباس وحكومته باعتبارها «الحكومة الشرعية الوحيدة»، لتقطع الطريق على احتمالات تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون حركة حماس شريكة فيها، واكتفت في الوقت ذاته بما يشبه العتب المخفف لإسرائيل بسبب هدم منازل الفلسطينيين في القدس المحتلة، متجاهلة ايضاً المخططات الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية.
وفيما كانت طهران تستضيف مؤتمراً دولياً للتضامن مع الشعب الفلسطيني، انتقد عباس وضيفته الاميركية، التي غادرت رام الله مساء متوجهة إلى بروكسل، ما وصفاه بـ«التدخل» الإيراني في
الشؤون الفلسطينية، حيث اعتبر عباس أنّ هذا التدخل يساهم في تعميق الانقسام بين الفلسطينيين، في الوقت الذي كان فيه الاحتلال يواصل اعتداءاته على غزة، حيث استشهد فلسطينيان وأصيب خمسة في غارة على مخيم جباليا.
وقالت كلينتون، خلال مؤتمر صحافي مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله، إنّ «الولايات المتحدة تعمل على توفير ظروف من شأنها أن تسمح بقيام دولة فلسطينية». وأضافت «نحن عازمون على المضي قدماً. إن الوقت يداهمنا». وانتقدت كلينتون قرار إسرائيل إجلاء 1500 من سكان حي البستان في القدس الشرقية بحجة أن منازلهم، وعددها تسعون، ليس لها تراخيص بناء، معتبرة أنّ «هذا النوع من النشاطات لا يساعد ولا يحترم التزامات خريطة الطريق. ونحن نعتزم التطرق إلى المسألة مع الحكومة الإسرائيلية وبلدية القدس».
وتجنبت الوزيرة الأميركية الإشارة إلى مسألة التوسع الاستيطاني في الضفة، مكتفية بالقول «سنبحث عن وسيلة لوضعها على الطاولة إلى جانب كل القضايا الأخرى التي تحتاج إلى الدراسة والحل».
وأعربت الوزيرة الأميركية عن دعم الولايات المتحدة لـ»الحكومة الشرعية الوحيدة للشعب الفلسطيني»، مشددة على أنّ الولايات المتحدة ستعمل بشكل وثيق مع عباس ورئيس وزرائه سلام فياض في كافة القضايا الإنسانية والمالية والأمنية وتطوير البنية التحتية في الضفة الغربية وغزة.
وأمام الوزيرة الاميركية، دعا عباس إيران إلى عدم «التدخل» في الشؤون الفلسطينية، متهماً إياها بـ»تعميق الانقسام بين الفلسطينيين».
بدورها، اتهمت كلينتون، في تصريحات للصحافيين بعيد وصولها إلى بروكسل، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية في إيران آية الله علي خامنئي بـ»التدخل المكشوف» في الشؤون الفلسطينية، عقب دعوته إلى تعزيز المقاومة لإنقاذ فلسطين.
استشهد فلسطينيان ينتميان لسرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، وأصيب خمسة آخرون جراء قصف جوي نفذته طائرة استطلاع إسرائيلية استهدفت بصاروخ واحد على الأقل سيارة مدنية شمال شرقي مخيم جباليا شمال قطاع غزة. وأوضح شهود عيان أن طائرة استطلاع استهدفت السيارة المدنية أثناء سيرها بالقرب من مسجد التوبة وسط مخيم جباليا. وقالت مصادر فلسطينية إن الشهيدين هما حمزة النجار وخالد شعلان من عناصر سرايا القدس.

المصدر: وكالات