الحريري يزور الرئيس الأسد
خطا رئيس وزراء لبنان سعد الحريري خطواته الأولى باتجاه الرئيس بشار الأسد الذي استقبله مصافحاً ثم معانقاً في منتصف المسافة بين مدخل قصر تشرين الرئاسي ومدخل قاعة الاجتماعات.
وتبادل الطرفان القبل أمام عدسات المصورين كما تبادلا كلمات الترحيب ليقود الرئيس الأسد الحريري إلى داخل القصر حيث اجتمعا ثنائياً لما يزيد على ثلاث ساعات، وقالت المستشارة الرئاسية بثينة شعبان إن النقاشات كانت «صريحة» وشملت كافة المواضيع، وحين سئلت شعبان إن كان الجليد بين الطرفين قد انكسر أكدت ذلك مضيفة في وقت لاحق في دردشة خفيفة مع إعلاميين إن «الجليد ذاب» وحوار الطرفين تطرق لكافة المواضيع، وإن النقاش تركز على سبل تطوير العلاقات المؤسساتية بين البلدين، والتنسيق المشترك بما ينعكس على شعبي البلدين والوضع العربي العام بالإيجابية.
وقال البيان الرئاسي السوري إنه جرى خلال اللقاء استعراض التطورات الإيجابية السائدة في لبنان وسورية وتاريخ العلاقات السورية اللبنانية وكيفية تجاوز الآثار السلبية التي شابت هذه العلاقات خلال مرحلة معينة حيث تم الاتفاق على فتح آفاق جديدة تعزز التعاون بين البلدين في جميع المجالات.
وبحسب البيان أكد الرئيس الحريري تطلع حكومته إلى إقامة علاقات حقيقية وإستراتيجية مع سورية تعود بالمنفعة على الشعبين الشقيقين، على حين أكد الرئيس الأسد أن سورية كانت ولا تزال حريصة على إقامة
أفضل العلاقات مع لبنان، وأن أمن واستقرار لبنان هو من أمن واستقرار سورية والعكس صحيح.
زيارة الحريري التي جاءت بعد يوم واحد فقط على زيارة الرئيس اللبناني ميشيل سليمان إلى دمشق، تأتي لطي صفحة الماضي والتطلع نحو مستقبل العلاقات بينه وبين القيادة السورية وخاصة أن الزيارة اتسمت بالطابع الشخصي وأطلق عليها «زيارة الرئيس الحريري للرئيس بشار الأسد» عوضاً من زيارة رئيس مجلس الوزراء اللبناني إلى سورية.
وبحسب أوساط متابعة في دمشق فإن هذه الزيارة تعد اللقاء الأول بين الرئيس الأسد وسعد الحريري، وهي دليل على ما سبق أن أكدته سورية مراراً وتكراراً أن «قلب سورية كبير جداً» وأن هدف دبلوماسيتها تعزيز العلاقات العربية وتمتينها وتوحيد الصف لمواجهة التحديات التي تتربص بالعرب جميعاً.
وخصت سورية الحريري باستقبال «حار» إذ أقيمت مراسم الاستقبال في قصر تشرين في المهاجرين كما أمضى سعد الحريري ليلته الأولى في دمشق في قصر الضيافة المخصص للملوك والرؤساء، وكان في استقباله وزير شؤون الرئاسة السورية منصور عزام، وسفير لبنان في دمشق ميشال خوري، وتم تخصيصه بموكب رئاسي.
ومساء أمس دعا الرئيس الأسد ضيفه إلى عشاء خاص دعي إليه رئيسا مجلس الشعب والوزراء وعدد من الوزراء السوريين والمستشارة السياسية والإعلامية في رئاسة الجمهورية ونصري خوري الأمين العام للمجلس الأعلى السوري اللبناني وسفيرا البلدين، وذلك في الـ«أرت هاوس» على أن يستأنف اللقاء صباح اليوم مع الحريري على مائدة إفطار خاصة، ومن الواضح في الترتيبات السورية أنها خرق واضح لمراسم استقبال رؤساء الحكومات في إشارة إلى تجاوز الماضي والتطلع نحو علاقة ثقة مع سعد الحريري، وعلى ما يبدو ووفقاً لما تم تسريبه عن اللقاء فإن جواً من الحميمية ساد بين الرئيس الأسد وسعد الحريري ما يبشر بأن هذه العلاقة ستتطور بشكل كبير في الأيام القليلة المقبلة.
المصدر: الوطن السورية
إضافة تعليق جديد