التحقيقات تشير إلى تورط أمريكي - إسرائيلي بمقتل الحريري

07-08-2006

التحقيقات تشير إلى تورط أمريكي - إسرائيلي بمقتل الحريري

الجمل: تماما، مثلما حدث في الولايات المتحدة، فقد رفضت الحكومة الإسرائيلية نصيحة من كبار ضباط جيشها ومسؤولي مخابراتها السابقين، حول الانخراط في غزو دامٍ واحتلال للبنان.
المحافظون الجدد في إدارة بوش، على المثيل من ذلك، تجاهلوا النصيحة من كبار ضباط الجيش ومسؤولي المخابرات الأمريكيين المتقاعدين حول غزو واحتلال العراق.
واستناداً إلى صحيفة (هاآرتس)، ذكر رئيس الاستخبارات العسكرية السابق، الجنرال عوري ساغي، أنه في عام 1992م، قام هو وبعض ضباط عسكريين آخرين بتحذير رئيس أركان آنذاك (ورئيس الوزراء لاحقاً) الجنرال إيهود باراك، بألا يهاجم بيروت عندما تواجه إسرائيل هجمات بوساطة وحدات حزب الله، وبدلاً من ذلك، قرر ساغي، وباراك، ورئيس الوزراء (آنذاك) اسحق رابين أن السبيل الأفضل للعمل هو فتح مفاوضات سرية تحوطية.. (مع بعض الأطراف ذات العلاقة..) وذلك من أجل نزع  فتيل الأزمة. وقد استمرت سياسات المباحثات والمفاوضات السرية الإسرائيلية هذه، حتى لحظة اغتيال اسحق رابين بوساطة متطرف إسرائيلي من الجناح اليميني، وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه السياسة كان يدعمها ويؤيدها شخصياً الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون.
وبرغم ذلك، وفقاً لمبادرة (الانقضاض التام والكامل) التي تبنت توجهات المحافظين الجدد، تم بقدر كبير تطهير مؤيدي اسحق رابين من المؤسسة العسكرية الإسرائيلية وأجهزة المخابرات الإسرائيلية، ومن ثم انتهجت حكومة (كاديما) الحالية بشكل غير عاقل سياسات زعماء حزب الليكود التحرشيون: بنيامين نتنياهو، وناتان شارانيسكي، واللذان كلاهما يرتبط بعلاقات وروابط وثيقة مع ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي جورج بوش، ودونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي الحالي، وأعوان المحافظين الجدد من أمثال ريتشارد بيرل، ميكاييل لايدين، وإليوت أبراهام. وتجدر الإشارة إلى أن أبراهام هذا، قد رافق كوندوليزا رايس –وزيرة الخارجية الأمريكية- في جولة رحلتها الاستعراضية إلى لبنان وإسرائيل.
الحديث من جبهة القتال والحرب يقول: إن إسرائيل قد تجشمت أمراً لا قدرة لها على مضغه. فهي تواجه 100 ألف من عناصر حزب الله المتمرسين على القتال الشرس، وحالياً تفيد بعض الأنباء والتقارير  بأنه يتم تعزيزهم بوساطة المتطوعين الذين (سلحتهم الولايات المتحدة) من ميليشات شيعة العراق، بما في ذلك فيلق المهدي التابع لمقتدى الصدر.وحالياً، أصبحت إسرائيل بالأساس تتحدث حول فك ارتباط عن لبنان، يحفظ وجهها مؤقتاً، إلى حين وصول التعزيزات العسكرية الأمريكية التي تدعم وتعزز القوات الإسرائيلية.
إن هجمات إسرائيل على المدنيين اللبنانيين، والعاملين بحفظ سلام الأمم المتحدة قد أدت إلى ضغط دبلوماسي شديد القوة على إسرائيل من جانب عدد من البلدان، باستثناء ملحوظ للولايات المتحدة، بريطانيا، وكندا، والتي جميعها تتسلل إلى مراكز مستوياتها العليا، عناصر وعملاء المحافظين الجدد من ذوي النفوذ.
الأعضاء السابقين في مجتمع المخابرات الإسرائيلية، انتقدوا إيهود أولمرت بسبب استعجاله في الهجوم على لبنان. وعلى سبيل المثال: المخابرات الإسرائيلية لم يكن لديها علم بأن حزب الله يستحوذ على الصواريخ الصينية الصنع (سي 802: c-802) المضادة للسفن، والتي(ضرب) واحد منها الزورق الحربي الصاروخي (ساآر-5: SAARS5) المتطور خارج الساحل اللبناني. وهناك أيضاً حديث بأن إسرائيل لم تكن تعلم أن حزب الله من الممكن أن تكون في حوزته صواريخ بعيدة المدى قادرة على الوصول عميقاً في داخل إسرائيل، بحيث تصل جنوباً إلى بئر سبع ومنشأة الأسلحة النووية الإسرائيلية في ديمونا.
الهجوم العدواني على لبنان، بالأساس يتضمن اشتراك غرف عمليات حربية أمريكية- إسرائيلية مشتركة، واشتراك الأفراد من العسكريين في مجالي المخابرات والإمداد التابع للجيش الأمريكي، من الذين يعملون في القواعد الجوية الأمريكية في إسرائيل. ومن المتوقع ان يتزايد ويتنامى اشتراك وتورط العسكريين الأمريكيين كلما تزايدت استمرارية مواجهة القوات الإسرائيلية للمقاومة الصلبة من جانب حزب الله وحلفائه الذين بدؤوا الوصول من العراق.
هناك أيضاً تقارير تفيد بأن السفير الأمريكي في لبنان، جيفري فيلتمان، والذي تربطه علاقات وروابط وثيقة بالمحافظين الجدد في واشنطن، قد تورط في تهديد الحكومة اللبنانية من مغبة المضي قدماً في تحقيقاتها حول تورط واشتراك جهاز الموساد الإسرائيلي في عمليات اغتيال الزعماء اللبنانيين الكبار من أجل إحداث الفوضى وتقويض استقرار لبنان. هذا، وبمعرفته المسبقة للمخططات الإسرائيلية- الأمريكية الهادفة للهجوم والاعتداء على لبنان، فقد كان السفير فيلتمان أكثر اهتماماً بتهديد لبنان، بعملية إيقاف تقديم المعونة الأمريكية إذا تم نشر التقرير الذي يتعلق باغتيالات إسرائيل للقادة والزعماء اللبنانيين. وتفيد التقارير بأن اهتمام السفير الأمريكي بتوجيه التهديدات للحكومة اللبنانية كان أكثر من حرصه واهتمامه بالتحضيرات والترتيبات التي يجب أن تقوم بها سفارته من أجل إخلاء وإجلاء الرعايا الأمريكيين عن لبنان.
الرئيس اللبناني إميل لحود، ورئيس الوزراء فؤاد السنيورة، ورؤساء الأمن اللبنانيين يحضرون الترتيبات من أجل تقديم تقريرهم حول الاغتيالات الإسرائيلية لزعمائهم إلى المحقق الخاص التابع للأمم المتحدة، سيرجي براميرتز، بما يتضمن تورط واشتراك إسرائيل في عمليات تفجير السيارات المفخخة، التي أودت بحياة رفيق الحريري، رئيس وزراء لبنان الأسبق، وإيلي حبيقه عضو مجلس النواب اللبناني، وجورج حاوي رئيس الحزب الشيوعي اللبناني السابق.
عمليات اغتيال سياسيي حزب الله البارزين، والذين كان من بينهم علي صالح، تم تنفيذها بوساطة فرق تابعة لجهاز الموساد الإسرائيلي. وفي 13 حزيران، أصدر الجيش اللبناني بياناً يقول: «اعتقل الجيش خلية إرهابية تعمل لمصلحة الموساد الإسرائيلي، وقد اعترف أعضاؤها بالمسؤولية عن اعتداء 26 أيار 2006، والذي أدى إلى مقتل محمد المجذوب وشقيقه..»، وقد كان المجذوب مسؤولاً في حركة الجهاد الإسلامي.
 كما أشارت التقارير في العام الماضي إلى أن الإسرائيليين والأمريكيين قد حاولوا أن يستخدموا بعض السوريين من أجل تنفيذ التفجيرات ضد رفيق الحريري،و إيلي حبيقة، وجورج حاوي... وآخرين، ضمن محاولة تقويض استقرار لبنان, وذلك ضمن المرحلة الأولى من إطلاق مخطط (الانقضاض التام والكامل).
استناداً إلى دبلوماسي أمريكي رفيع المستوى، فقد تم تنفيذ عمليات اغتيال اللبنانيين، بمعرفة كل من كارل روف وإليوت أبراهام، وهما من اليهود وجماعة المحافظين الجدد، ويعملان في وكالة الأمن القومي الأمريكية، وتشير التقارير إلى أن خلية الاغتيال التي تتبع للموساد تضم عدداً من الدروز والفلسطينيين. وقد تم القبض على الدروز، أما الفلسطينيين فقد تواروا تماماً عن الأنظار.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...