"الإخوان" يرسلون المال للجيش الحر ويسيطرون على المكتب العسكري بـ"المجلس الوطني"

09-05-2012

"الإخوان" يرسلون المال للجيش الحر ويسيطرون على المكتب العسكري بـ"المجلس الوطني"

خلال اجتماع مع المعارضة السورية تجمع قياديو جماعة الاخوان المسلمين حول زملائهم من الماركسيين وحثوهم على أن يدلوا بتصريحات سياسية بشأن المجلس الوطني السوري وهو جماعة المعارضة الرئيسية التي تتحدى الرئيس بشار الاسد.الشقفة وطيفور من قيادة الاخوان

ويعيش الكثير من اعضاء الجماعة في الغرب ولا يطلق البعض اللحى التي تميز أعضاء الجماعة لهذا يصعب تمييز الاخوان من اليساريين. لكن هناك خلافا بسيطا بشأن من الذي يمسك بمقاليد الامور.

واستعادت جماعة الاخوان عافيتها بعد أن أبيدت في الداخل منذ 30 عاما حين تحدت حكم الرئيس حافظ الاسد لتصبح القوة المهيمنة بين جماعات المعارضة من الخارج .

وتحرص جماعة الاخوان على الا تفت في عضد مؤيدي المجلس المتباينين لهذا قللت من شأن نفوذها المتزايد داخل المجلس الوطني السوري الذي يمثله برهان غليون المقيم في باريس.

وقال علي صدر الدين البيانوني القيادي السابق بجماعة الاخوان لانصاره في تسجيل فيديو ان الاختيار وقع على غليون لانه وجه مقبولا لدى الغرب وفي الداخل وأضاف أن الجماعة لا تريد أن يستفيد النظام اذا أصبح اسلامي رئيسا للمجلس الوطني السوري.

ويتداول معارضو الاخوان اللقطات سعيا الى ابراز نفوذهم غير المعلن.

وقال البيانوني انه تم ترشيح غليون كواجهة للعمل  وان جماعة الاخوان لا تتحرك الان منفردة وانما تنضوي تحت لواء جبهة تضم جميع التيارات.

وجماعة الاخوان المسلمون في سوريا فرع للجماعة التي تأسست في مصر في عشرينيات القرن الماضي. وكانت الجماعة أحد صغار اللاعبين السياسيين قبل انقلاب حزب البعث عام 1963 لكن الدعم لها تزايد تحت حكم الرئيس حافظ الاسد .

وتعي جماعة الاخوان في سوريا المخاوف الدولية من تولي الاسلاميين الحكم وبواعث قلق الاقليات العرقية والدينية لهذا فانها تقدم نفسها بوصفها جماعة معتدلة تتبنى اجندة اسلامية اقرب الى النموذج التركي.

وفي الشهر الماضي أصدرت الجماعة بيانا رسميا لم يذكر كلمة الاسلام وتضمن تعهدات باحترام حقوق الافراد.

وتحظى الجماعة بدعم أنقرة وبعد الصعود السياسي للاخوان في مصر وتونس وليبيا منذ اندلعت انتفاضات الربيع العربي قبل اكثر من عام لهذا فانها جاهزة لتصبح على رأس اي نظام حاكم في سوريا.

وسيزيد مد المظلة الفضفاضة لجماعة الاخوان الى سوريا الضغط على المملكة الاردنية حيث همشت قوانين تعطي افضلية للساسة العشائريين المتحالفين مع أجهزة الامن جماعة الاخوان بالاردن.

ومن الممكن أن يجد حكام العراق الشيعة أن لجارتهم حكومة سنية متشددة كما سيخسر حزب الله اللبناني الداعم الرئيسي له من الدول العربية.

وتقول مصادر بالمعارضة ان جماعة الاخوان تعمل في صمت وتمول منشقي الجيش السوري الحر المتمركزين في تركيا وترسل المال والامدادات الى سوريا لتحيي بذلك قاعدتها .
وقال فواز تللو وهو معارض ليبرالي مخضرم ومسلم متدين "نحن نتعارك بينما يعمل الاخوان".

وأضاف تللو السجين السياسي السابق الذي فر من سوريا منذ اربعة اشهر "اكتسبوا السيطرة على قسم المساعدات بالمجلس الوطني السوري والمكتب العسكري وهما المكونان المهمان الوحيدان به".

ومضى يقول "ما زال عليهم أن يبذلوا المزيد من الجهد لكسب تأييد في الداخل. الكثير من رجال الدين والنشطاء والمعارضين لا يريدون أن يتم ربطهم بهم".

غير ان تللو اعترف بأن جماعة الاخوان استعادت نفوذها داخل سوريا خاصة في مدينتي حمص وحماة ومحافظة ادلب الريفية على الحدود مع تركيا وجميعها معاقل للانتفاضة على حكم الاسد.

وليست هذه بالمهمة الهينة بعد ثلاثين عاما من الغياب السياسي. وفي اختلاف عن الحكام العرب الذين حاولوا استمالة الحركة بالسماح لها بممارسة نشاطها على نطاق محدود، فان عائلة الاسد استبعدتها هي وكافة جماعات المعارضة الاخرى من النظام السياسي.


وقال ملهم الدروبي وهو أحد زعماء جيل الشباب في الاخوان المسلمين ان الجماعة لا يعنيها الصعود السياسي بالدرجة الاولى.

وذكر أن الاخوان يمثلون الحلول الوسط وليسوا متطرفين سواء الى اليسار أو اليمين وأن برنامجهم هو الاكثر قبولا لدى الشارع السوري.

ومع ذلك أقر الدروبي بأن الطريق الى الديمقراطية سيكون أكثر دموية وأضاف أن الاخوان بدأوا مساندة المقاومة المسلحة بشكل جدي .


وقال الدروبي ان ليس هناك خلاف الان بشأن ضرورة المقاومة المسلحة الى جانب الاحتجاجات ضد الاسد.

واستطرد قائلا ان أطروحات الاخوان المسلمين السوريين أكثر تقدما من جماعات الاخوان في البلدان الاخرى.

وقال باسم اسحق المعارض المسيحي الذي يعمل مع الاخوان المسلمين ضمن المجلس الوطني السوري ان البرنامج يحمل ملامح براغماتية الاخوان.

وقال اسحق "اذا ما واتتهم الفرصة للوصول الى السلطة بأنفسهم سيفعلون لكنهم يدركون أن ذلك سيكون صعبا في بلد 30 في المئة من سكانه ينتمون لاقليات دينية وعرقية".

"فقد الشارع ايمانه بالساسة اليساريين. فبعد القمع الذي حدث في الثمانينات تفرق شمل اليساريين. حافظ الاخوان على تماسكهم واعادوا بناء (الجماعة) في المنفى بمساعدة منح قدمها أثرياء سوريون وبمساندة من الخليج".

وفي استعراض لعضلاتهم المالية وصلت عناصر من جماعة الاخوان الشهر الماضي محملين بحقائب المال الى معسكر الجيش السوري الحر في منطقة تركية على الحدود مع سوريا قرب أنطاكية.

وقالت مصادر بالمعسكر ان الاخوان يدعمون العقيد رياض الاسعد أحد أبرز المنشقين عن الجيش السوري الرسمي العام الماضي وهو على خلاف حاليا مع ضباط كبار اخرين انشقوا في وقت لاحق.

ويطلق العقيد الاسعد حاليا لحية على غرار أعضاء الاخوان. كما أن نشطاء الاحتجاجات الذين لا تربطهم أي صلة بالاخوان استمالتهم ايضا وعود الدعم الفوري للانتفاضة.

يقول النشط المخضرم الذي يسافر بانتظام بين سوريا والمنطقة الحدودية في تركيا لحشد التأييد للاحتجاجات ضد الرئيس الاسد في محافظة أدلب "اتصلت بهم وقدموا لي على الفور 2000 يورو عندما طلبت المساعدة... رغم انني لست من الاخوان".

                                                                                                                         المصدر: رويترز

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...