الأسد يشيد بعلاقاته مع سليمان: زيارتي لفرنسا قطيعة مع الماضي

08-07-2008

الأسد يشيد بعلاقاته مع سليمان: زيارتي لفرنسا قطيعة مع الماضي

اكد الرئيس بشار الاسد، ان لقاءه مع الرئيس العماد ميشال سليمان »الذي أعرفه منذ عشرة أعوام، وعلاقتنا طيبة به سينعقد في باريس (على هامش قمة الاتحاد من اجل المتوسط في ١٣ تموز)... والتحضيرات جارية«.
وقال الاسد في حديثه المنشور اليوم في صحيفة »لو فيغارو«، حول العلاقات السورية اللبنانية »ننتظر تشكيل حكومة وحدة وطنية لبنانية، للبحث في إقامة سفارتين بين البلدين، ولن تكون هناك مشكلة في ذلك، وقد أعلنت ذلك مرات عديدة في الماضي«.
وهل سوريا جاهزة للمساعدة في نزع سلاح »حزب الله«؟ »لا أرى في السؤال سوى جزء وحيد من اللوحة.. إذا كنت تتحدث عن الأسلحة والحرب، فيجب ان نذكر الخروقات الإسرائيلية اليومية لجنوب لبنان، وإحتلال إسرائيل المستمر جزءا من الأراضي اللبنانية، والأعمال العدوانية في العقود الأخيرة. لا نستطيع ان نتحدث عن مجموعة مسلحة، عندما نتحدث عن حزب الله أو غيره، من دون ان ننظر إلى اللوحة بأكملها«.
لكن ما هو الحل؟ يقول الرئيس الأسد »يجب التساؤل عن كيفية الحل.. لقد جربنا الكثير منها، وأخفقنا، هناك طريق واحد وحل وحيد: السلام. وعندما يحل السلام، في لبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية، لن يعود هناك داع للسلاح«.
وعن موقف سوريا الحالي من المحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، قال الأسد »لقد دعمنا التحقيقات منذ البداية لكشف مرتكبي هذا الاغتيال.. وتعاونا مع لجان التحقيق ونتابع ذلك. وقد نوهت تقارير المحققين مرات عديدة بالتعاون السوري الجيد.. لذا نستطيع ان نقول انه لا مشكلة في قيام هذه المحكمة«.
وقال »الإدارة الأميركية الحالية ليست قادرة على صنع السلام، وهي لا تملك لا الإرادة ولا الرؤية، ولا الوقت الكافي لذلك«. الرئيس السوري جزم بذلك، وحدد رؤيته لمسار المفاوضات الحالية مع إسرائيل قائلا »الطرفان يقومان باختبار النيات، ويجب التوصل الآن إلى قاعدة مشتركة للشروع في مفاوضلت مباشرة، وما ان ننجزها، قد يكون بوسعنا ربما ان نمنح الإدارة الأميركية الجديدة أوراقا كي تنخرط في مسار المفاوضات ورعايتها، ونحن نراهن على الرئيس الأميركي المقبل وإدارته«.
وحول ايران، يقول الاسد »كل حل عسكري للملف النووي الإيراني، سيدفع العالم ثمنه غاليا جدا، وليس بلدان منطقتنا فقط«. سألته »لو فيغارو« هل يشاطر علي ولايتي توقعه مخرجا دبلوماسيا لأزمة النووي، فقال »ان الإيرانيين يقولون لنا: لماذا يريدون حرماننا من حق شرعي لنا اسوة ببلدان العالم؟ إذا كان البعض يظن أن إيران تطور برنامجا عسكريا، فهناك آليات للمراقبة والتدقيق، وقناعتنا ان إيران لا تملك مشروعا عسكريا، ونحن نعارض الحصول على أسلحة نووية، ليس فقط من قبل إيران، بل من قبل دول المنطقة كلها، وخصوصا إسرائيل، وليس من المقبول أن تمتلك إسرائل ٢٠٠ رأس نووية«.
أليست إشكالية أن تكون سوريا علمانية وأن تقيم علاقات وثيقة مع إيران؟ يجيب الاسد »العلاقات بين الدول لا تقوم على التشابه، بل على المصالح.. إيران دولة مهمة في منطقتنا، وعندما نتحدث عن المشكلة وعن الحل، فإيران لا غنى عنها. إنها تحتل موقعا مهما عندما نتحدث عن الاستقرار والسلام في المنطقة، خصوصا أن إيران تدعم سوريا في قضايا متعددة، ومن الطبيعي أن تكون لنا علاقات وثيقة مع هذا البلد. عندما وقف غربيون كثيرون إلى جانب صدام حسين، في حربه ضد إيران، وقفت سوريا ضده. وهذا أحد الأسباب التي تجعلنا نقيم علاقات جيدة مع إيران«.
اما حضوره اجتماع الاتحاد من أجل المتوسط، فيشهد عودة سوريا إلى الساحة الدولية، بحسب »لو فيغارو«، وإلى فرنسا، بعد مرحلة طويلة من العلاقات السيئة مع باريس، »فلأننا نشهد قطيعة بين فرنسا الحالية والسياسة الماضية«. يضيف الاسد »إنها سياسة واقعية تنسجم مع مصالح البلدين.. كما ان زيارتي فرنسا مهمة لأنها تتزامن مع انطلاق المفاوضات مع إسرائيل، ونهاية الأزمة اللبنانية، التي انخرطت فيها سوريا. كما أنها مناسبة لأوروبا، ولفرنسا بشكل خاص، كي تؤديا دورا في حل بعض القضايا في المنطقة، إنها زيارة تاريخية بالنسبة لي.. انفتاح باتجاه فرنسا وأوروبا«.

محمد بلوط

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...