الأزمة الجوية التركية - الروسية تثير توتراً بين موسكو و"الأطلسي"
يبدو أن الأزمة الديبلوماسية بين موسكو وأنقرة على خلفية الاتهامات التركية لروسيا بخرق مجالها الجوي أثناء شنّها غارات جوية في سوريا، وصلت إلى أبواب حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي اتهم موسكو بتعزيز قواتها البرية والبحرية في سوريا، في خطوة اعتبرتها روسيا "تشويها لأهداف حملتها في سوريا".
وللمرة الثانية خلال يومين، استدعت أنقرة السفير الروسي لديها، بعد مزاعم جديدة بانتهاك روسي جديد للمجال الجوي التركي.
وعلى الرغم من التبريرات الروسية بأن الخرق الجوي "حدث عن طريق الخطأ"، إلا أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس شتولتنبرغ شكّك في التفسيرات التي ساقتها موسكو، مشيراً إلى أن الحادث "لم يكن عرضياً"، وأن الحلف يرصد "تعزيز القوات البحرية الروسية ضمن القوات الجوية" في سوريا.
ورأى المبعوث الروسي لدى حلف شمال الاطلسي ألكسندر غروشكو أن التحالف العسكري الغربي يستغل حادث التوغل العارض لطائرة روسية في المجال الجوي لتركيا لتشويه أهداف الحملة الجوية التي تنفذها موسكو في سوريا.
ونقلت وكالة "تاس" الروسية للأنباء عن غروشكو قوله إن "التحالف العسكري الغربي يستغل حادث التوغل العارض لطائرة روسية في المجال الجوي التركي من أجل توريط حلف شمال الأطلسي كمنظمة في الحملة الإعلامية الغربية لتشويه أهداف العملية التي ينفذها سلاح الجو الروسي في سوريا".
ونفى رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما في البرلمان الروسي الأميرال فلاديمير كومويدوف، بدوره، الاتهامات "الاطلسية"، مؤكداً أن موسكو "لا تنفذ ولن تنفذ عمليات بمشاركة قوات برية في سوريا"، مشيراً إلى أن روسيا "تُعطّل محاولات سفر مواطنين روس إلى سوريا للمشاركة في القتال مع جانبي الصراع".
وكان شتولتنبرغ قال، في مؤتمر صحافي في مقر الحلف في بروكسل: "لن أتحدث عن أرقام لكنني أستطيع تأكيد أننا رصدنا تعزيز الوجود العسكري الروسي بشكل كبير في سوريا. القوات الجوية ومنظومات الدفاع الجوي وكذلك وحدات مرتبطة بالقاعدة الجوية الموجودة لديهم. كما رصدنا تعزيز وجود السفن والقدرات البحرية الحربية الروسية خارج سوريا أو في الجزء الشرقي للبحر المتوسط".
وحول الانتهاكات الجوية، قال شتولتنبرغ: "لن أتكهّن بشيء عن الدوافع لكن هذا لا يبدو حادثاُ عرضياً. إنه انتهاك خطير" للمجال الجوي، داعياً إلى "عدم تكرار الأمر".
وأشار إلى ضرورة استخدام قنوات الاتصال العسكري لمناقشة الحوادث الجوية، في إشارة إلى الاتهامات التركية لموسكو بخرق مجالها الجوي.
ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عن السفارة الروسية في أنقرة قولها إن الحكومة الروسية تتحرّى صحة مزاعم بانتهاك إحدى طائراتها العاملة في سوريا المجال الجوي التركي للمرة الثانية. وكانت تركيا أفادت، في وقت متأخر من مساء الاثنين، بأن طائرة روسية من نوع "ميغ 29" انتهكت مجالها الجوي الأحد، في ثاني واقعة من نوعها خلال الأيام الثلاثة الماضية، ما دفع أنقرة إلى استدعاء السفير الروسي مجدداً.
وحذّر رئيس الوزراء التركي احمد داود أوغلو الاثنين من أن أنقرة ستُفعّل قواعد الاشتباك بغض النظر عن الجهة التي تنتهك مجالها الجوي.
ويتّهم الغرب موسكو باستخدام الغارات كغطاء لضرب معارضي النظام السوري، فيما تؤكد روسيا أنها تستهدف من تسميهم بـ"الارهابيين".
وللمرة الأولى منذ بدء غاراتها في سوريا، قصفت الطائرات الروسية أهدافاً لتنظيم "داعش" في تدمر، ما أدى إلى تدمير "عشرين عربة مصفّحة وثلاثة مستودعات ذخيرة وثلاث منصات صواريخ"، بحسب ما أفاد التلفزيون السوري.
وأضاف أن الضربات الجوية الروسية استهدفت، أيضاً، بلدتي الباب ودير حافر على بعد نحو 20 كيلومتراً شرق مطار عسكري يحاصره حالياً مقاتلو التنظيم. ودمّر الطيران الروسي مستودعا ذخيرة للتنظيم في ريف حمص.
ونقلت وكالة "سانا" السورية للأنباء عن مصدر عسكري قوله إن "القوات الجوية لروسيا الاتحادية بالتعاون مع القوات الجوية السورية نفّذت سلسلة ضربات جوية دقيقة على مجموعة أهداف لتنظيم داعش الإرهابي أدت إلى تدمير مستودع أسلحة في تلبيسة ومقر اتصالات في ريف حمص، ومعسكر تدريب ومنصة إطلاق صواريخ غراد ومستودع ذخيرة في جسر الشغور وقاعدة مدفعية ومستودع ذخيرة و30 آلية بينها عربات مصفحة في منطقة الغابات في ريف إدلب".
وأشار المصدر إلى أن الضربات طالت "أوكارا للتنظيمات الإرهابية في قرى بيت زيفا والدرة والريحانية في ريف اللاذقية أسفرت عن تدمير مقر قيادة وسيارات عدة وآليات ومقتل من فيها من إرهابيين".
وكالات
إضافة تعليق جديد