اضطرابات عقليّة تؤدّي إلى إدمان العمل

أظهرت دراسة لجامعة «بيرغن» أجريت على آلاف النرويجيين، أن 7,8 في المئة منهم مدمنين على العمل. يتلخّص الإدمان على العمل في قضاء وقتٍ يتخطّى الدوام الأصلي للتخلص من مشاعر الذنب والقلق.
حلل الباحثون ردودًا من حوالي 16 ألفا و500 عامل بالغ تتراوح أعمارهم بين الـ16 والـ75 سنة ويمثلون مجموعة متنوعة من الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية. وجد الباحثون أن 32.7 في المئة من مدمني العمل كان لديهم المعايير التشخيصية لاضطراب ADHD، مقابل نسبة 12.7 بين غير المدمنين على العمل. وهذا يشير إلى رابط محتمل بين إدمان العمل واضطراب ADHD الذي يشمل أنماطا من عدم الانتباه والاندفاع وفرط النشاط. التحليل الأوليّ لهذا الترابط هو الطبيعة المندفعة للمصابين بالإضطراب التي تؤدّي إلى قبول الكثير من العمل من دون التفكير بروية، فينتهي الأمر بالعمل فوق قدرتهم. بحلول العام 2011، شُخِّصَ 11 في المئة من الأطفال والمراهقين (بين 14 و17 عامًا) في الولايات المتحدة باضطراب ADHD، وتتزايد النسب سنة بعد سنة. وفي حين يرتبط الاضطراب بشكل واضح بالأطفال والمراهقين، كثيرا ما يتمّ تجاهله لدى البالغين.
تقول الباحثة والأخصائية النفسية سيسيلي أندريسن إنه لم يعطِ اهتمام كافٍ لمعاناة البالغين من الاضطراب للاعتقاد أنه متعلق بالأطفال فقط ويتخلصون منه مع تقدمهم بالسن. ولكنها رجّحت أن العاملين الذين يواصلون العمل بعد انتهاء دوامهم أو خلال عطلات نهاية الأسبوع قد يعانون من اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.
وجدت الدراسة أيضاً علاقة بين إدمان العمل والوسواس القهري، فحوالي 25 في المئة من المصنفين كمدمني عمل امتلكوا المعايير التشخيصيّة نفسها. يرتبط إدمان العمل أيضاً بالقلق والاكتئاب، فثلث مدمني العمل في الدراسة كانوا عرضة لمعاناة القلق وحوالي 9 في المئة اظهروا المعايير التشخيصية نفسها للاكتئاب.
تسلّط نتائج الدراسة الضوء على أن الإدمان لا يقتصر على سلوكيات مثل الشرب أو القمار. كما أن أهميتها لا تنبع من تركيزها على أنواع من الإدمان لا تحظى غالبًا باهتمام الأطباء، بل لأنها تشكل فرصة للناس ليقيّموا علاقتهم بالعمل، وليتلقوا العلاج إذا وجدوا أنها زائدة عن حدّها.

 (سي أن أن )