إعادة تفعيل دبلوماسية خط دمشق – واشنطن وتأثير العامل الإسرائيلي

21-02-2009

إعادة تفعيل دبلوماسية خط دمشق – واشنطن وتأثير العامل الإسرائيلي

الجمل: نقلت التقارير والمعلومات والأخبار لجهة اللقاء المرتقب في واشنطن بين السيد عماد مصطفى السفير السوري في الولايات المتحدة الأمريكية والسيدة هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية، وأشارت مصادر وزارة الخارجية الأمريكية إلى أن هذا اللقاء تحدد عقده خلال الأسبوع القادم.
* ماذا تقول آخر المعلومات:
تحدثت التقارير الصحفية والإعلامية العالمية الصادرة اليوم عن الحراك الدبلوماسي الجاري حالياً على خط دمشق – واشنطن وعلى هذه الخلفية جاءت المعلومات التي تفيد لجهة لقاء السفير مصطفى مع الوزيرة كلينتون، ومن أبرز النقاط التي أوردتها التقارير نشير إلى الآتي:
• تحدث الناطق الرسمي الأمريكي غوردون دوغيويد قائلاً أن هذا اللقاء سيتم خلال الأسبوع القادم وهو ما يعكس اهتمام الوزيرة كلينتون بالتحدث مباشرة مع دمشق وبعض البلدان الأخرى، التي لها خلافات مع الولايات المتحدة.
• تعتقد كلينتون أن التعامل المباشر مع سوريا سيعزز مصالح الولايات المتحدة الأمريكية.
• تقول المصادر الإسرائيلية أن لقاء السفير السوري مع الوزيرة الأمريكية سيتضمن النقاش حول ملف الجماعات الإرهابية وملف الأسلحة النووية.
• أشارت المصادر الإسرائيلية إلى أن السفير السوري سيعقد لقاءاً مع جيفري فيلتمان مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى (والسفير الأمريكي السابق في لبنان) الذي يقوم بتصريف الأعمال في هذا المنصب باعتباره مكلفاً إلى حين البت في أمر استمراره مع الوزيرة الجديدة أو انصرافه وتعيين بديله الجديد.
• أشارت المصادر الأمريكية والإسرائيلية إلى أن لقاء مصطفى مع فيلتلمان سوف لن تساهم فيه الوزيرة كلينتون، والسبب –على ما يبدو-  يتمثل في أن فيلتمان يقوم حالياً بتصريف الأعمال باعتباره شخصاً مكلفاً وبالتالي ليست له صفة المصداقية التنفيذية داخل وزارة الخارجية الأمريكية.
من الواضح أن ثمة تقاطعاً خفياً بين لقاء مصطفى – كلينتون ولقاء مصطفى – فيلتمان (مساعد وزيرة الخارجية السابقة رايس) يتمثل في الحبل السري الواصل بين الجمهوريين والديمقراطيين والمتعلق بطبيعة الحال بأجندة دبلوماسية سوريا والطبيعة الثابتة لخصوصية علاقات محور واشنطن – تل أبيب.
* ماذا تقول التحليلات الأمريكية حول إعادة تفعيل دبلوماسية خط دمشق – واشنطن:
على خلفية مقابلة الرئيس بشار الأسد مع صحيفة الغارديان البريطانية التي تمت يوم 18 شباط 2009 أكد أحد التحليلات الأمريكية بأن سوريا قد اتخذت الخطوات في الأشهر القليلة الماضية بما يظهر تعاونها مع جهود الاستقرار في الشرق الأوسط، وتبعاً لذلك فإن دمشق بالمقابل تتوقع حالياً قيام واشنطن بالمزيد من التحركات الإيجابية نحوها.
وأشار التحليل الأمريكي إلى أن واشنطن لن تستطيع بسهولة تفعيل دبلوماسية خط واشنطن – دمشق لجهة الآتي:
• الإرث الثقيل الذي خلفته إدارة بوش.
• عدم قابلية دمشق لتقديم التنازلات دون الحصول على مقابل حقيقي من واشنطن.
هذا، وأشار التحليل الأمريكي إلى أن الكثير من المصاعب والمنعطفات الحرجة ستواجه مسار دبلوماسية خط واشنطن – دمشق وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بملف العلاقات مع إيران وملف حزب الله اللبناني وملف حركة حماس إضافة إلى الملف اللبناني.
* إعادة تفعيل دبلوماسية خط واشنطن – دمشق: تأثير العامل الإسرائيلي المعاكس:
تقول التسريبات الإسرائيلية أن تل أبيب حثت وكالة الطاقة الذرية على ضرورة مواصلة التحريات والتحقيقات حول الموقع السوري الذي سبق أن قصفته الطائرات الإسرائيلية ويزعم الإسرائيليون أنه يتضمن مفاعلاً نووياً، وتشير التقارير الإسرائيلية أن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني أصدرت بياناً أكدت فيه أن على إسرائيل أن تتوقع استمرار التحقيق المكثف الذي تقوم به الوكالة.
هذا، وعلى ما يبدو، فإنه في الوقت الذي تسعى فيه إدارة أوباما الديمقراطية من أجل إعادة تفعيل دبلوماسية خط واشنطن – دمشق، فإن تل أبيب تسعى بشكل متزامن إلى تصعيد الملفات التي تعزز قدرتها في عرقلة وإعاقة تفعيل العلاقات السورية – الأمريكية.
عموماً، فإن جهود إدارة أوباما الديمقراطية الهادفة لإعادة تفعيل العلاقات السورية – الأمريكية هي جهود ما زال من السابق لأوانه القول بأنها ستثمر عن النتائج الإيجابية، وبالتالي فإن التوقعات إزاء مستقبل هذه الجهود سيندرج ضمن الاحتمالات الآتية:
• سيناريو التعاون: يتطلب من الإدارة الأمريكية الالتزام بالمصداقية في التعامل مع الملفات الشرق أوسطية، ومن منطلق استقلالية صنع واتخاذ قرار السياسة الخارجية الأمريكية إزاء الشرق الأوسط، وهو أمر صعب التحقق، طالما أن تأثير العامل الإسرائيلي المتغلغل والمسير على دوائر صنع قرار السياسة الخارجية الأمريكية سيظل قوياً وفاعلاً.
• سيناريو الصراع: يتطلب من الإدارة الأمريكية أن تضع كل أوراقها الشرق أوسطية في دائرة الرهان على الخيار الإسرائيلي، وهو أمر غير ممكن لأن العديد من الأطراف الأمريكية أصبح أكثر إدراكاً لمدى خطورة الرهان على الخيار الإسرائيلي وما يمكن أن يترتب عليه من إضرار بالمصالح الأمريكية.
• سيناريو المناورة: يتطلب من الإدارة الأمريكية السعي من أجل الوقوف في "منزلة بين المنزلتين" بما يضفي قدراً أكبر من الشكوك واللايقين على سلوك السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية، وسيكون هذا السيناريو هو الأكثر احتمالاً، بسبب التجاذبات الداخلية التي ستسيطر خلال الفترة القادمة على عملية صنع قرار السياسة الخارجية الأمريكية الشرق أوسطية.
حتى الآن، يمكن القول أن معسكر المتفائلين داخل الإدارة الأمريكية بجدوى إعادة تفعيل دبلوماسية خط دمشق – واشنطن سيكون الطريق أمامهم طويلاً وشاقاً لجهة التغلب على العوائق، أما بالنسبة لمعسكر المتشائمين –عناصر اللوبي الإسرائيلي- فسيكون أمامهم الطريق طويلاً وشاقاً كذلك لجهة إبطال مفعول سلبيات سياسات بوش السابقة التي راهنت على الخيار الإسرائيلي ونضيف إلى ذلك بأن التفاهم مع دمشق لن يكون سهلاً طالما أن لعبة المناورات السياسية الخارجية الأمريكية المتحيزة لم تعد تنطلي على أحد وعلى وجه الخصوص سوريا.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...