أولمرت وباراك يتنافسان على السـلام مع سـوريا!

14-11-2007

أولمرت وباراك يتنافسان على السـلام مع سـوريا!

شرع رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود اولمرت ووزير الدفاع ايهود باراك، كل بمفرده وبالسر عن الآخر، بمبادرتين متنافستين للتواصل مع سوريا بهدف التوصل الى اتفاق سلام معها، أقر وزير الأمن الداخلي آفي ديختر بأن مصيره بيد واشنطن التي تحفظت على مسعى باراك.
ونقل المراسل السياسي لـ»يديعوت احرونوت» شمعون شيفر عن مصادر سياسية إسرائيلية أن تل أبيب بصدد منح السلام مع سوريا فرصة أخرى، موضحة أن أولمرت استأنف مؤخراً الحوار السري مع الرئيس السوري بشار الاسد. وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي امتنع، حتى الآن، عن إشراك شركائه في القيادة ـ القائمة بأعماله ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع ايهود باراك ـ في جوهر الرسائل التي تنقل بواسطة تركيا.

وكانت «يديعوت» قد نشرت، في أيار الفائت، أن اولمرت نقل رسائل الى الاسد عبر رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، ابلغ الرئيس السوري عبرها أنه يعرف ما هو ثمن السلام مع سوريا ـ أي اعادة هضبة الجولان ـ ومستعد لدفعه. وطلب اولمرت أن يسمع من الأسد اذا كانت سوريا مستعدة لأن تقطع، في المقابل، حلفها مع ايران و»المنظمات الإرهابية».
وذكرت «يديعوت» أن تلك الرسائل السرية لم تؤد الى التقدم على المستوى السوري، فيما خشيت اسرائيل، الصيف الماضي، من نشوب حرب بين الدولتين اللتين بلغ التوتر بينهما ذروته في 6 أيلول، مع الغارة التي شنتها طائرات إسرائيلية على ما تردد انه مفاعل نووي بنته سوريا بمساعدة خبراء من كوريا الشمالية.
ومؤخراً، استؤنفت الاتصالات السرية بين الطرفين. ويكتفي اولمرت حالياً بتلميحات عن التسخين في القناة السورية. ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية أن رئيس الوزراء يعتزم إدارة الحوار مع سوريا بالتوازي مع المفاوضات مع الفلسطينيين، وليس بدلاً منها.
وفي موازاة ذلك نشرت الصحيفة أن باراك كلف سراً مؤخراً الرئيس الأسبق لشعبة الاستخبارات العسكرية اللواء احتياط اوري ساغي بفحص إمكان استئناف المفاوضات مع سوريا. ونقلت الصحيفة عن «مصادر عليمة» أن وزير الدفاع طلب من ساغي أن يكون المتحدث في الموضوع السوري، كما خوّله بمراجعة كل المعلومات الاستخباراتية الحساسة التي تصل إلى مكتب وزير الدفاع وبلورة توصيات ترفع الى باراك، بالنسبة لاستئناف المسيرة السياسية مع سوريا.
وفوجئ رئيس الوزراء ومستشاروه بسماعهم، أمس، عن الخطوة المستقلة لوزير الدفاع، الذي من المتوقع أن ينافس اولمرت في الانتخابات العامة المقبلة، بصفته رئيساً لحزب العمل. وقال اولمرت «كل الموضوع غير معروف بالنسبة الي على الإطلاق»، فيما رأى المقربون منه ان تعيين ساغي لفحص القناة السورية «ليس من صلاحية وزير الدفاع». أما ساغي فقد نفى، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية، أن يكون باراك قد عينه في أي منصب جديد.
ويؤيد باراك وساغي استئناف المفاوضات مع سوريا ويقدران بأنه يمكن التوصل، منذ الآن، لاتفاق مع الاسد. ويرى الاثنان انه يجب حث القناة السورية، وذلك لأنهما يعتقدان أيضاً أن المسيرة السلمية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ستنتهي بالفشل. واختيار باراك ساغي لهذه المهمة ليس صدفة، ذلك انه يعرف الموضوع السوري بكل جوانبه.
وأشارت الإذاعة الإسرائيلية إلى أن خطوات وزير الدفاع لفتح قنوات اتصال مع سوريا، لم ترق للولايات المتحدة. ونقلت الإذاعة عن مصدر رفيع المستوى في الإدارة الأميركية قوله، في حديث مغلق مع مسؤولين إسرائيليين، إن سبب اتخاذه هذا القرار غير واضح لواشنطن. ومع ذلك يقول الأميركيون إنهم لن يقفوا في وجه باراك، برغم أنهم لا يزالون يرون في سوريا عنصراً سلبياً يهدد استقرار المنطقة.
من جهته، عاد باراك ونفى أن يكون هناك أي خلاف بينه وبين أولمرت حول الموضوع السوري. وقال إن «مشاركة سوريا في مؤتمر أنابوليس يمكنها أن تكون إيجابية ومطلوبة. وبإدارة سليمة يمكن أن تقاد الأمور في المستقبل أيضاً إلى بدء المحادثات مع السوريين»، مضيفا أنه «ينبغي للسوريين الإقرار بأن الموضوع الأساسي على جدول أعمال المؤتمر هو الموضوع الفلسطيني. وبقدر ما أعرف، فإنني ورئيس الحكومة والأميركيين متوافقون حول هذه المسألة ولا خلاف بيننا. وعلينا أن ندرك أن مشاركة سوريا، وهي عنصر مهم في الشرق الأوسط، في مؤتمر أنابوليس، أمر إيجابي. وإبداء الاحترام لسوريا، لمصالحها ولزعامتها، يمكن أن يسهم في أن تدشن في الوقت المناسب قناة مباحثات مع السوريين. والإفراط في الكلام لا يفيد في هذا الأمر».
واعتبر المراقبون أن كلام باراك عن سوريا، والذي جاء في مؤتمر حول الإرهاب في مركز هرتسيليا، جاء لرص الصفوف مع أولمرت.
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي آفي ديختر إن «سوريا هي الدولة الأشد واقعية التي يمكن التوصل معها إلى محادثات سلام»، موضحاً أن «الخطوات الأميركية هي في نهاية المطاف من يقرر الأمر، ولذلك فإن هذه المسألة بيد أميركا أكثر مما هي في يد إسرائيل».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...