أبرز الشكوك والتفاسير حول استقالة قائد القيادة الأمريكية الوسطى
الجمل: شهد البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) بالأمس مؤتمراً صحفياً أعلن فيه وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز عن قبوله لاستقالة الأدميرال ويليام فالون قائد القيادة الوسطى الأمريكية، وتفويض نائبه الجنرال مارتن ديمبسي لتولي أعباء القيادة الوسطى إلى حين تعيين القائد الجديد.
* استقالة فالون:
أثارت استقالة الأدميرال فالون ضجة إعلامية واسعة داخل وخارج الولايات المتحدة لأن الأدميرال اشتهر بمعارضته المتزايدة لتوجهات الإدارة الأمريكية بتوجيه ضربة عسكرية ضد إيران.
التحليلات الأولية الصادرة حتى الآن حول أسباب ودوافع استقالة الأدميرال تحاول إلقاء المزيد من الشكوك حول نوايا إدارة بوش إزاء إيران، وبإجماع كل المعلقين والمحللين فإن تنحي الأدميرال فالون هو مؤشر على أن إدارة بوش ما تزال تمضي قدماً في مخطط العمل العسكري ضد إيران. وتتمثل أبرز حيثيات استقالة الأدميرال فالون في أن السبب الرئيسي الذي أشار إليه فالون بالنسبة لسبب الاستقالة بأنه كانت بسبب عدم قدرته على الاستمرار في أداء مهامه على خلفية التقارير والمعلومات والتحليلات المستمرة القائلة بوجود انقطاع في الصلة بينه كقائد عسكري وبين الأهداف السياسية التي تسعى لتحقيقها الإدارة الأمريكية والرئيس الأمريكي، الأمر الذي جعله يواجه فترة حرجة عززت شعوره بعدم القدرة على أداء واجباته. وبرغم الوضوح الشديد الذي ورد في حيثيات الاستقالة، فقد حاول وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز في مؤتمره الصحفي لفلفة الأمر عندما صرح مشيراً إلى نقطتين:
• من السخيف بأن نقول بأن استقالة الأدميرال ويليام فالون تحمل إشارات بأن الولايات المتحدة تخطط لدخول في حرب ضد إيران.
• لا يوجد أي خلاف على الإطلاق بين توجهات الأدميرال فالون وتوجهات الإدارة الأمريكية إزاء إيران.
كذلك أصدر الرئيس الأمريكي تصريحاً صحفياً أثنى فيه على خدمة الأدميرال فالون وأداءه العسكري المتميز طوال السنوات الطويلة التي ظل يخدم فيها بين صفوف الجيش الأمريكي. وتمنى له بدء صفحة جديدة بالمزيد من التقدم والتوفيق في تحقيق خياراته الجديدة.
* أبرز التساؤلات:
برغم تركيز التساؤلات على مدى مصداقية العلاقة بين:
• تناقض توجهات الإدارة الأمريكية إزاء إيران وموقف الأدميرال فالون الرافض لهذه التوجهات.
• شكوك الإدارة الأمريكية في مصداقية الأداء العسكري للأدميرال فالون.
• مواجهة الأدميرال فالون للضغوط من أجل التنحي والاستقالة.
• أدرك الأدميرال فالون بأن الإدارة الأمريكية قد عزمت الأمر من أجل ضرب إيران وبالتالي كان قراره التنحي عن منصبه باكراً من أجل:
* أن لا يجد نفسه في موقف المضطر لتنفيذ مخطط عسكري يعرف جميع الجنود والضباط تحت إمرته أنه لم يكن موافقاً عليه.
* أن لا يتم تحميله المسؤولية عن الخسائر التي يمكن أن تتعرض لها القوات الأمريكية في حالة اندلاع المواجهة مع إيران إضافة إلى أن إدارة بوش قد تلجأ لاستخدامه ككبش فداء أمام الرأي العام والجيش الأمريكي وربما يصل الأمر إلى اتهامه بالخيانة.
ركزت كل التحليلات على تناقض توجهات الإدارة الأمريكية مع توجهات وقناعات الأدميرال ويليام فالون إزاء مخطط ضرب إيران، باعتبار أن هذا التناقض هو أساس النظرية التفسيرية المتعلقة باستقالة أو ربما إقالة الأدميرال فالون قائد القيادة الوسطى الأمريكية. ولكن، واستناداً إلى متابعتنا في موقع «الجمل» لملف التطورات العسكرية الأمريكية وتحليل الأداء السلوكي العسكري الأمريكي مقارناً بالأداء السلوكي السياسي الأمريكي – الإسرائيلي، نود أن نشير إلى النقاط التالية:
• الأدميرال ويليام فالون هو قائد المنطقة الوسطى الأمريكية، وهذا المنصب يلقي على عاتقه المزيد من الأعباء العسكرية والإستراتيجية والتكتيكية.
• إن منطقة اختصاص ومسؤولية القيادة الوسطى الأمريكية تشمل المناطق الفرعية الآتية:
* شرق المتوسط (مصر، سوريا، لبنان، الأردن، إسرائيل، الأراضي، العراق).
* الخليج العربي: السعودية، قطر، الكويت، البحرين، الإمارات، سلطنة عمان، اليمن.
* آسيا الوسطى: طاجيكستان، أوزبكستان، تركمانستان، كازخستان، كيرغيزستان.
* الشرق الأدنى: إيران، تركيا، أذربيجان، أرمينيا.
* شبه القارة الهندية: الهند، باكستان، بنغلاديش، أفغانستان، سيريلانكا.
• تجدر الإشارة إلى أن منطقة مسؤولية اختصاص القيادة الوسطى الأمريكية كانت تضم منطقة شرق إفريقيا والقرن الإفريقي والدول العربية الموجودة في إفريقيا، إضافة إلى منطقة وسط إفريقيا التي تضم تشاد وإفريقيا الوسطى، ولكن بعد إنشاء البنتاغون للقيادة الإفريقية فقد تم إخراج كل القارة الإفريقية من منطقة مسؤولية اختصاص القيادة الوسطى إلى نطاق مسؤولية القيادة الإفريقية باستثناء مصر فقط، وهي الدولة الوحيدة الموجودة في القارة الإفريقية التي تقع ضمن مجال اختصاص القيادة الوسطى.
• إن المجال العسكري الخاص باختصاص القيادة الوسطى يتضمن الكثير من المسارح العسكرية النشطة وشبه النشطة والمرشحة للاشتعال والنشاط، ومن المسارح النشطة نجد المسرح العراقي والفلسطيني، والمسارح المرشحة للاشتعال نجد المسرح اللبناني والإيراني.
وعلى خلفية أوضاع الأمن العسكري الأمريكي ونوايا الإدارة الأمريكية إزاء كل المسارح الواقعة تحت مجال ونطاق اختصاص القيادة الوسطى الأمريكية يمكن أن نقول بالتأكيد أن خلافات الأدميرال ويليام فالون مع إدارة بوش لن تكون حصراً إزاء تقديرات الموقف العسكري – الأمني – السياسي إزاء ملف المسرح الإيراني، وإنما إزاء الملفات المتعلقة بالمسارح الأخرى، ومن المعروف أن الأدميرال ويليام فالون كانت له آراء إزاء ما يحدث في المسرح العراقي، وما يزال البيت الأبيض الأمريكي والبنتاغون يتكتمان عليها تحت مزاعم مختلفة أبرزها:
• إن آراء الأدميرال تتعاكس مع إستراتيجية الإدارة الأمريكية في العراق.
• إن القوات الأمريكية الموجودة في العراق تعمل ضمن مجال القيادة الوسطى التي يقودها الأدميرال فالون، وبالتالي فإن تصريحات فالون حول العراق ستؤثر سلباً على معنويات القوات التي تحارب في المسرح العراقي.
• إن آراء الأدميرال فالون ستؤدي إلى تزايد المشاعر بوجود الانقسام داخل أمريكا، وهو انقسام عسكري – عسكري بين القادة العسكريين المؤيدين للحرب والمعارضين لها، وهو انقسام سياسي – عسكري بين القادة العسكريين المعارضين للحرب والسياسيين المطالبين بها.
وعلى خلفية ما سبق، هل حقيقة أن الأدميرال ويليام فالون قد استقال أم تمت إقالته؟ وهل حقيقة أن السبب هو الخلاف حول مخطط ضرب إيران أن هناك ملفاً جديداً خفياً تعد له الإدارة الأمريكية؟
الأداء السلوكي العسكري والسياسي الأمريكي إزاء بعض المسارح الواقعة تحت نطاق اختصاص القيادة الوسطى الأمريكية يشير إلى الكثير من الشكوك والتطورات المحتملة:
• مسرح شبه القارة الهندية: وتقول التسريبات بأن خيار قيام القوات الأمريكية بتوجيه ضربات ضد شمال باكستان وجنوب أفغانستان ما يزال قائماً إضافة إلى أن مخطط إشعال الفوضى الباكستانية ما يزال قائم الاحتمال لجهة توفير الذرائع والمبررات لأمريكا لكي تتدخل وتضع يدها على القدرات النووية الباكستانية طالما أن مستقبل باكستان السياسي بحسب الإدراك الأمريكي يقول بأن دولة باكستان تتجه بخطى حثيثة نحو الإسلام السياسي الأصولي السني المتشدد.
• مسرح إيران: توجد الكثير من الإشارات المتعاكسة حول التطورات المحتملة التي يشهدها هذا المسرح، وأبرز التوقعات تشير إلى الآتي:
* سيناريو "حافة الهاوية": توجد نظريات كثير لسيناريو "حافة الهاوية"، ولكنها تشير جميعها إلى الاعتبارات المتعلقة بحالة التصعيد العسكري والسياسي والدبلوماسي المستمر واستعداد أطراف الصراع للمواجهة المدمرة للطرفين بحيث تستمر الأوضاع ويعمل كل طرف على تحدي وابتزاز الآخر.
* سيناريو "الانفجار الكبير": ويطلق عليه أحياناً سيناريو "القيامة" لجهة ما يترتب على مواجهة الطرفين من دمار وخسائر واتساع دائرة الصراع واندلاع الحرب.
حتى الآن فإن السيناريو الأكثر احتمالاً هو سيناريو "حافة الهاوية" لجهة أن إيران تدرك تماماً أنها قادرة على إلحاق الخسائر الفادحة بأمريكا ودفعها إلى تكبد خسارة عدم السيطرة على العراق وأفغانستان، ولجهة أن أمريكا تدرك أنها قادرة على إلحاق الخسائر الفادحة بإيران ولكنها لا تريد أن يكون ثمن ذلك خسارتها للعراق وأفغانستان. أما سيناريو "الانفجار الكبير" أو القيامة، فهناك بعض المؤشرات التي تفيد باحتمال حدوثه، وفي هذا الصدد أشار تحليل موقع يو أس نيوز إلى وجود ستة دلائل تشير إلى سير الولايات المتحدة باتجاه إشعال المواجهة ضد إيران هي:
* استقالة الأدميرال ويليام فالون قائد قيادة المنطقة الوسطى الأمريكية المعارضة لإشعال الحرب ضد إيران.
* جولة ديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي المتوقعة في منطقة الشرق الأوسط.
* الغارة الجوية الإسرائيلية ضد سوريا التي ما تزال تفسيراتها غامضة.
* نشر السفن الحربية الأمريكية قبالة الشواطئ اللبنانية.
* تصريحات الإسرائيليين المتشددة وتحديداً تصريح الرئيس شيمون بيريز الذي أكد فيه بأن إسرائيل لن تذهب وحدها للحرب ضد إيران.
* صراع إسرائيل – حزب الله اللبناني الذي دخل مرحلة حرجة بعد اغتيال إسرائيل لعماد مغنية القائد العسكري لحزب الله والتفجير الانتحاري الذي استهدف المدرسة الدينية اليهودية في القدس.
• مسرح شرق المتوسط: وهو المسرح الذي لم ينتبه إليه المحللون كثيراً في التفسيرات التي حاولوا تقديمها لاستقالة أو بالأحرى إقالة الأدميرال ويليام فالون. وتشير التوقعات إلى أن هذا المسرح الذي أصبح مرشحاً للانفجار خلال هذا الصيف أما المسرح الإيراني فتشير بعض التحليلات إلى احتمال أن يتم عقد صفقة أمريكية – إيرانية يترتب عليها بقاء الأمريكيين في العراق والخليج العربي مقابل تخلي إيران عن حزب الله اللبناني وحركة حماس وهو أمر وارد وإن كان ضعيف الاحتمال.
وتأسيساً على ذلك، من المعروف أن شخصية الأدميرال فالون تجمع ما هو عسكري وما هو سياسي، وإذا كان الأدميرال فالون قد ظل طوال الفترة الماضية قادراً على معارضة توجهات الإدارة الأمريكية العدوانية وكبح جماح استهدافها العسكري لإيران، فهل وجد هذا الأدميرال نفسه غير قادر على ذلك عندما أدرك على خلفية التطورات العسكرية الجديدة أنه لن يستطيع معارضة وكبح جماح توجهات إدارة بوش للتورط في عمل عسكري أمريكي – إسرائيلي مشترك هذا الصيف في منطقة الشرق الأوسط؟ وهل حقاً كان الأدميرال فالون معارضاً لتحريك البوارج البحرية والسفن الحربية الأمريكية ووضعها قبالة السواحل اللبنانية؟ من المعلوم أن السفن الحربية الأمريكية الموجودة في البحر المتوسط تتبع للأسطول السادس الأمريكي وتحديداً للقواعد الأمريكية الموجودة في جزيرة مالطة، وهذا الأسطول مكلف بالقيام بعمليات الإسناد الحربي البحري لعمليات القيادة الأوروبية الأمريكية والقيادة الوسطى الأمريكية والقيادة الإفريقية، إضافة إلى أن هذا الأسطول على صلة وثيقة بأنشطة حلف الناتو الجارية في النطاق الذي يقع ضمن مجال اختصاص القيادة الأوروبية الجنوبية لحلف الناتو. فهل أن رفْض الأدميرال فالون قد أصبح من الخطورة بمكان بحيث يترتب عليه عرقلة جهود البحرية الأمريكية في منطقة شرق المتوسط؟
تقول التسريبات أيضاً، بأن الجنرال بتراوس، الذي هللت إسرائيل وجماعة المحافظين الجدد وعناصر اللوبي الإسرائيلي كثيراً لوجوده في العراق، قد أصبح مرشحاً لتولي منصب قائد قوات حلف الناتو وهو أمر سيضع الجنرال بتراوس في منصب قيادي أعلى من منصب قائد القيادة الوسطى الذي كان يتولاه الأدميرال فالون، ولما كان فالون هو القائد الحالي للجنرال بتراوس فهل المطلوب هو إزاحة الأدميرال فالون لإفساح المجال أمام صعود الجنرال ديفيد بتراوس؟ ومن المعروف أن اعتراضات الأدميرال ويليام فالون على الحرب ضد إيران كانت على أساس:
• عدم تأهيل القوات الأمريكية بالقدر الكافي للمواجهة في مسارح الحرب اللامتماثلة.
• عدم وجود الذرائع الكافية لتبرير الحرب ضد إيران.
• إن الحرب ضد إيران هي امتداد للحرب ضد العراق التي سبق واستمر الأدميرال معارضاً لها.
• يوجد نقص في المعلومات الاستخبارية الأمريكية حول إيران ولا يمكن الاعتماد على المعلومات الاستخبارية العسكرية الإسرائيلية التي سبق أن فشلت فشلاً ذريعاً في تجربة حرب جنوب لبنان.
• إن التورط في حرب مع إيران سيؤدي إلى خسارة أمريكا لحرب العراق وأفغانستان.
ونلاحظ أن كل المبررات التي استند عليها الأدميرال فالون قائد القيادة الوسطى الأمريكية السابق تنطبق على مسرح شرق المتوسط وبالتالي من المؤكد أن تكون تقديرات الموقف والتخمينات العسكرية التي تبناها وأكد عليها أمام البنتاغون وهيئة الأركان الأمريكية المشتركة متطابقة تماماً مع حالة المسرح الإيراني. إن معارضة الأدميرال فالون للتورط العسكري الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط، سيترتب عليها بالضرورة العديد من الاعتبارات التي ستؤثر سلباً على حماس الإدارة الأمريكية وتهورها في الوقوف عسكرياً وأمنياً واستخبارياً وعسكرياً إلى جانب إسرائيل، فالأدميرال يتولى منصب قائد القيادة الوسطى المسؤولة عن حماية إسرائيل والدفاع عنها وخوض أي حرب وكالة تقوم بها القوات الأمريكية لصالح إسرائيل، فهل آثر الأدميرال الانسحاب أم أرغم على التخلي عن منصبه طالما أنه لا يتبنى المواقف المنسجمة مع مشروع الحرب الإسرائيلية القادمة في مسرح شرق المتوسط.
تقع تحت نفوذ الجنرال فالون القدرات العسكرية الآتية:
• القواعد العسكرية الأمريكية في السعودية والخليج العربي والعراق وتركيا وآسيا الوسطى وأفغانستان وباكستان.
• الاستعانة بالأسطول السادس الأمريكي الموجود في البحر الأبيض المتوسط والأسطول الخامس الأمريكي الموجود في المحيط الهندي.
• الاستعانة بالقواعد الإستراتيجية الأمريكية الموجودة في جزيرة دييغو غارسيا بجنوب المحيط الهندي والموجودة في ألمانيا.
• توظيف قدرات العشرات من الأقمار الصناعية الأمريكية المخصصة للتجسس على مناطق الشرق الأوسط والأدنى وآسيا الوسطى وجنوب آسيا والخليج العربي.
• المسؤولية المباشرة عن القوات الآتية:
* القوات المتعددة الجنسيات الموجودة في العراق.
* القوات المشتركة الموجودة في أفغانستان.
* قوات الانتشار السريع الموجودة في المنطقة والموزعة على عشرات القواعد الأمريكية.
* القوات الأمريكية الأخرى الموجودة تحت غطاء حلف الناتو وغيره من السواتر التي تعمل وتنتشر تحت غطاء مظلتها القوات الأمريكية.
وتشير بعض التحليلات العسكرية إلى أن الشراكة العسكرية – الاستخبارية الأمريكية – الإسرائيلية تسعى إلى إحداث المزيد من التطور في المجالات الإستراتيجية والتعبوية والعملياتية بما يحقق المزيد من الانسجام والتناغم بين القدرات العسكرية – الاستخبارية الأمريكية والقدرات العسكرية – الاستخبارية الإسرائيلية. وسوف يركز الطرفان في مرحلة ما بعد الأدميرال فالون إلى إقامة ما يمكن أن تطلق عليه تسمية "النظام العسكري الاستخباري لمنطقة الشق الأوسط" وهو النظام المؤسس الذي يتيح لإسرائيل ووزير الدفاع الإسرائيلي الركوب على ظهر القدرات العسكرية الأمريكية بحيث يكون قرار الاستخدام العسكري والاستخباري للقدرات الأمريكية في المنطقة في يد إسرائيل وليس أمريكا. تشير المعطيات إلى أن القيادة الوسطى الأمريكية قد ظلت هدفاً رئيسياً لاختراقات وتمركز عناصر اليهود الأمريكيين الذين يؤدون الخدمة العسكرية في الجيش الأمريكي. بكلمات أخرى، يركز كل الضباط الأمريكيين اليهود على الالتحاق بالوحدات العسكرية التابعة للقيادة الوسطى الأمريكية. وتقول المعلومات والتحليلات أيضاً بأن الاتفاق الاستراتيجي الأمريكي – الإسرائيلي الذي يلزم الإدارة الأمريكية على عدم القيام باتخاذ أي إجراء أو قرار يتعلق بمنطقة الشرق الأوسط دون التفاهم المسبق مع إسرائيل لم يعد حصراً اتفاقاً يتعلق بأجندة السياسة الخارجية وإنما امتد ليشمل الأجندة الأمريكية العسكرية – الاستخبارية حالياً، أصبح الإسرائيليون يريدون قائداً جديداً للقيادة الوسطى الأمريكية يتم اختياره بواسطة وزارة الدفاع الأمريكية والبيت الأبيض من بين صفوف الجيش الأمريكي ولكن بالتفاهم المسبق مع إسرائيل لتحديد إن كان يصلح أم لا لتولي منصب قائد القيادة الوسطى المسؤولة عن الدفاع عن إسرائيل. وبالتأكيد فإن الأدميرال فالون لم يكن هو القائد المناسب لإسرائيل لتولي هذا المنصب وحتى الآن لم تحدد وزارة الدفاع الأمريكية القائد القادم، وقريباً وبعد التشاور بين البيت الأبيض وإسرائيل وبين البيت الأبيض والبنتاغون سوف يعلن وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتز اسم القائد الجديد وعندها سيتضح جانب كبير من الحقيقة والتي على ضوئها سوف تتضح الكثير من مشاهد السيناريو القادم، إشعال المواجهة ضد إيران أم إشعال المواجهة في شرق المتوسط أم الاثنين معاً؟
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد