02-10-2022
حديقة الحيوانات
أثناء الثورة كان لابد لرجالها من أن يؤمموا شيئاً ما لكي يكتمل الإعلان عن ثورتهم الاشتراكية بعد البلاغ رقم واحد، ولما كانت البلاد زراعية لم يجدوا في طريقهم سوى بضعة معامل وورشات صغيرة فأمموها، ومن بينها هذه المنشأة التي غدت خاسرة إلى يومنا هذا، ردد (س) مستغرباً: خاسرة! تابع السائق: نعم، وبعد ربع قرن من الخسارة قررت الحكومة أن تعرف لماذا؟ فأرسلت خبيراً لدراسة الأمر. جاؤوا له بالسجلات والأضابير حتى امتلأت الغرفة ثم أرسلوا له قهوته مع الحاجب. نظر إليه المفتش ثم قال: من كم سنة أنت تعمل هنا يا عم؟ قال الحاجب: من زمان يا سيدي، من قبل التأميم!
قال المفتش: وهل كانت الشركة خاسرة حينذاك؟ الحاجب: لا، كانت رابحة، المفتش: ولماذا برأيك كانت رابحة ثم غدت خاسرة؟ الحاجب: العفو يا سيدي أنا مجرد حاجب أمي. المفتش: وأنا يهمني أن أسمع رأيك. الحاجب: السبب بسيط يا سيدي: قبل التأميم كانت عين المدير على الشركة ومؤخرته على الكرسي، بعد التأميم صارت عيون المديرين المتعاقبين على الكرسي ومؤخراتهم على الشركة.