مرآة وجمل: بيكاسو من المريخ وقارصلي من الأرض
لا اخفيكم حزني الشديد على مراة سورية , لقد اعتبرتها ابنتي في يوم من الايام , حيث كنت اكاتبها اولا و انا الذي لا يكتب الا و هو ينظم الشعر حتى و لو لم تكن الكتابة شعرا .... لقد احببتها هذه المراة و ربما قد يكون من الجيد ان يقرأ البعض ألفها دون مد , فتصبح المرآة امرأة ... فيكون كل ما كتبت عشقا لامرأة سماها ثلة من عاشقي الحرية .... مرآة سورية .
هل كنت عاشقا جيدا ؟ لا اعلم و ربما لن نعلم ابدا ان كنا كلنا عاشقين بمستوى طموحها اذا بقيت هذه المرأة المرآة ..... في حالة الموت السريري الذي اتى عليها فجأة حتى دون ان تكتب وصيتها , و لا حتى تتمكن من ان تقول لنا : (و لك يا شباب ديرو بالكن ع كذا ) و قد يكون هذا الكذا موقعا الكترونيا آخر يستحق مثلها الاحترام .
لا ألوم القائمين على المرآة مطلقا اذا كانت مسألة التوقف تتعلق بالجدوى المالية و ربحية الموقع من عدمها فهذه مسألة تعود اليهم و الى حساباتهم و لكني مع ذلك استغرب كثيرا ان لا يوضع قراء الموقع في صورة الحال تماشيا مع فلسفة ( المرآة) نفسها و كذا لو كانت القضية قضية ... ادارة !!
سأترك للزملاء الذين حملوا هذا المشروع على اكتافهم و الذين احترم مساحة الحديث عن التجربة من داخلها و مساحة الحديث هذه هي احد وجوه قضية حرية الكلمة في سورية و بالتالي فهي تجربة تستحق الوقوف عندها و تحليلها ....
اليوم عندما افتح حاسوبي و تطالعني من على صفحة المرآة تلك الكلمات المقتضبة و اللوحة الرائعة للفنان الراحل المبدع الذي رحل هو ايضا و كأن القدر اختار وقتنا هذا لكي تخسر سورية عددا من اهم رموزها الفنية و الفكرية , طبعا اتحدث عن وليد قارصلي , فعندما تطالعني لوحته العبقرية هذه , لا يمر بخاطري الا ان اسأل :
أليس الفرق بين دافنتشي و قارصلي هي ...... الحرية فقط ؟!
اليست مئات الملايين التي تبتاع بها لوحات كوخ و بيكاسو هي نتاج .... الحرية الفنية و فن الحرية ؟
و الا بالله عليكم هل تقل لوحة وليد قارصلي التي لا اعرف لها اسما و التي كانت علامة فنية مميزة على موقع مرآة سورية , هل تقل روعة و رسالة و ابداعا عن اعظم الفن العالمي ... بالقطع انها اقرب لي من الموناليزا
و لكن الفرق يكمن في الحرية ... حرية الفن و فن الحرية ... اقول هذا لان كل
مشكلة مرآة سورية قد تكون ايضا مشكلة حرية !!!
و قد يكون من المطلوب ان نبقى طول العمر .... مجانين ... فاذا كتبنا ... فهي الحيطان !
الجمل بما حمل , هو نفس القضية نفس المأكل و المشرب و الملبس يا شباب و اذا كان احد يظن غير ذلك فهل كانت المرآة تعكس غير ما سيحمل الجمل ... ؟ الفرق هو العودة لنقطة البداية أي العودة الى مرحلة نقبل فيها كلنا ان بيكاسو مخلوق في المريخ و قارصلي على الارض و هذا يفسر الفرق في ثمن لوحاتهما و فرق الاحترام و التقدير الذي يقدمه العالم للأول على حساب الثاني !!
اصدقكم انني لا احتاج الان الا لعروة بن الورد .. فقد اذا تعلمت الصعلكة اتماهى على هذا العالم المقزز الذي لا ننجب فيه نحن الا ما يعل القلوب ...
حتى اذا ما تصعلكنا نستحق بعض الاحترام .
د . محمد عبد الله الاحمد
إضافة تعليق جديد