دول البريكس تتفق على تأسيس مصرف إنمائي
اتفق قادة الدول الناشئة في مجموعة «البريكس» أمس على إنشاء مصرف إنمائي مشترك بهدف تمويل مشاريع في البنى التحتية، ومن شأنه أن يسمح بالاستغناء عن البنك الدولي.
ورداً على سؤال وجهته له وكالة «فرانس برس» عن احتمال توصل دول البريكس (البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا) إلى اتفاق بشأن تأسيس هذا المصرف أثناء محادثات وزارية سبقت القمة السنوية الخامسة المنعقدة في دوربان بجنوب أفريقيا أمس واليوم، أجاب وزير المالية الجنوب أفريقي برافن غوردان «لقد تم ذلك».
وأضاف غوردان إن قادة دول وحكومات مجموعة البريكس «سيعلنون تفاصيل» الاتفاق في قمة دوربان.
لكن دبلوماسياً هندياً لمّح الى أن الأمر قد يكون مجرد اتفاق مبدئي، على أن تتم تسوية المسائل التقنية في وقت لاحق.
ويفترض أن يجهز المصرف الجديد الذي ترغب جنوب أفريقيا في استضافته، في البداية برأسمال قدره 50 مليار دولار، أي 10 مليارات لكل بلد.
وفضلاً عن إنشاء مصرف إنمائي قد تضع مجموعة بريكس أيضاً في الاحتياط قسماً من احتياطياتها الهائلة من العملات 4400 مليار دولار، تملك الصين ثلاثة أرباعها لمساعدة بعضها البعض إذا دعت الحاجة.
وهذا الاحتياطي المشترك قد يجهز بنحو مئة مليار دولار بحسب حاكم المصرف المركزي البرازيلي ألكسندر تومبيني.
في الوقت ذاته، أعلنت كل من الصين والبرازيل الاتفاق على استخدام عملتيهما المحليتين في الصفقات التجارية بينهما، التي يقدر حجمها سنوياً بـ 30 مليار دولار، ويسري هذا الاتفاق لمدة 3 سنوات.
وبدأت أمس أعمال القمة السنوية الخامسة لدول البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، حول موضوع «البريكس وأفريقيا: شراكة من أجل التنمية والاندماج والتصنيع».
وبدأ نهار أمس باستقبال الرئيس الجنوب أفريقي جاكوب زوما نظيره الصيني شي جينبينغ في بريتوريا في إطار زيارة دولة.
وقال زوما «نرى في نجاح الصين مصدر أمل وإلهام. إن صعود الصين يحمل عبراً بالنسبة إلينا لأننا نحاول الاقتداء بها».
من جهته، عبر الرئيس الصيني عن أمله بأن تخرج قمة دوربان بـ«نتائج إيجابية وتساعد على تكثيف التعاون بين دول بريكس والبلدان الأفريقية».
وتريد دول البريكس، البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، إنشاء مؤسسات وآليات مشتركة تسمح لها بتجنب النظام العالمي الذي يهيمن عليه حالياً الغرب وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، مروراً بوكالات التصنيف الائتماني.
ومن مشاريع الدول الخمس أيضاً تأسيس وكالة تصنيف ائتماني تكون بمثابة آلية تأمين ومجلس لرجال الأعمال. كما يجري الحديث أيضاً عن كابل تحت البحر يسمح بنقل معطيات من البرازيل إلى روسيا عبر جنوب أفريقيا والهند والصين وهو مشروع تقدر كلفته بـ 1,2 مليار دولار.
وتجرى اليوم المحادثات الرئيسية بين القادة الخمسة، على أن ينتهي الاجتماع بعد ظهر اليوم بلقاء في أحد الفنادق الفخمة على بعد خمسين كيلومتراً إلى شمال دوربان مع قادة أفارقة جاؤوا خصوصاً من ساحل العاج ومصر وموزمبيق وأوغندا والسنغال وتشاد.
إلى ذلك، أظهر تقرير لمؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية ارتفاع حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة إلى دول الـ«بريكس» خلال العقد الماضي بأكثر من ثلاثة أضعاف، ليصل حجمها العام المنصرم إلى 263 مليار دولار.
وذكر التقرير الذي نشر أول من أمس أن حصة الصين بلغت من الاستثمارات 46% والبرازيل 25% وروسيا 17% والهند 10% وجمهورية جنوب أفريقيا 2%. كما أشار التقرير إلى أن دول الـ«بريكس» كانت قد رفعت استثماراتها في البلدان الأخرى من 7 مليارات دولار عام 2000 إلى 126 ملياراً عام 2012. وبحسب التقرير، فقد وصلت نسبة الأموال التي وظفتها دول البريكس في أفريقيا إلى 25% من إجمالي حجم الاستثمارات الأجنبية.
المصدر: الأخبار+ وكالات
إضافة تعليق جديد