احتجاجات في القاهرة وسوهاج ترفض زيارة مرسي وتنعي نظام الإخوان
شهدت محافظة سوهاج المصرية تظاهرات كبيرة أمس ترفض زيارة الرئيس المصري محمد مرسي للمحافظة تخللتها اشتباكات بين عناصر جماعة الإخوان والمتظاهرين الذين حملوا نعشا تعبيرا عن وفاة نظام الإخوان.
وقطع المتظاهرون جسر أخميم على النيل المؤدي إلى الاستاد الرياضي والذي يقام به المؤتمر بعد منع أجهزة الأمن لهم من اختراق الحواجز المقامة في تلك المنطقة وسادت المحافظة حالة من الاستنفار الامني وإغلاق الشوارع والجسور حيث تم إغلاق كل الشوارع الرئيسية المؤدية من وإلى استاد سوهاج الرياضي مقر هبوط طائرة الرئاسة وديوان عام محافظة سوهاج مقر اجتماع الرئيس ومجموعة الوزراء.
وحمل المتظاهرون الذين مثلوا قوى وأحزاب معارضة منها جبهة الإنقاذ والتيار الشعبي وحركات 6 أبريل و كفاية وكاذبون باسم الدين نعشا رمزيا تعبيرا عن وفاة النظام كما حملوا صورة للصحفي الشهيد الحسيني أبو ضيف ابن سوهاج.
وشهدت المحافظة حالة من الغضب والسخط بين الجماهير بعد أن تجمع الآلاف من المصريين أمام بوابة الاستاد الرياضي بسوهاج مطالبين بحل مشكلاتهم من توفير مساكن وتوصيل كهرباء ومياه لمساكن الإسكان الشعبي كما تجمعت العشرات من السيدات مصطحبات أبنائهن للمطالبة بحل مشكلات السكن وخاصة أن معظمهن أرامل أو مطلقات أو عائلات لزوج مريض.
وردد المتظاهرون هتافات ضد الرئيس مرسي وجماعة الإخوان منها "سامع أم شهيد بتنادي".. "مرسي ضيع حق ولادي" و "ثورة ثورة في كل مكان ضد القهر والطغيان ضد مرسي والإخوان" و "باطل محمد مرسي باطل مكتب إرشاد باطل" و"يسقط يسقط حكم المرشد".
وخلال التظاهرات أكد التيار الشعبي اعتداء أفراد قوة تأمين الرئيس مرسي خلال زيارته إلى سوهاج على أحد أعضاء التيار.
وقالت صفحة التيار الشعبي: "أصيب الناشط محمد فتحي عضو حزب الكرامة وعضو مكتب الشباب بالتيار في سوهاج نتيجة اعتداء وضرب من قوات تأمين مرسي خلال زيارته للمحافظة".
إلى ذلك أصيب سبعة أشخاص بجروح أمس جراء اشتباكات وقعت بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المصري محمد مرسي بالتزامن مع الاجتماع الوزاري المصغر الذي عقده مرسي باستاد محافظة سوهاج وتبادل الطرفان التراشق بالحجارة الأمر الذي دفع قوات الأمن المركزي إلى التدخل والفصل بين الطرفين باستخدام القنابل الصوتية.
وقالت هبة ياسين المتحدثة الإعلامية باسم التيار الشعبي المصري أصيب سبعة أشخاص منهم ثلاثة من التيار الشعبي المصري في صدامات بسوهاج بين الأهالي وقوات تأمين الرئيس مرسي وأفراد تابعين لجماعة الإخوان.
وأضافت ياسين في تصريحات صحفية تم نقل المصابين إلى مستشفى سوهاج وبالرغم من كونه مستشفى عاما حكوميا إلا أن بعض الأطباء يمارسون تعنتا غير مبرر مع المصابين ويطالبونهم بدفع تكاليف للعلاج مشيرة إلى أن هؤلاء الأطباء يؤيدون جماعة الإخوان.
وفي القاهرة أضرم متظاهرون النار في سيارة تابعة للشرطة اثر تجدد الاشتباكات بينهم وبين انصار جماعة الاخوان المسلمين أمام مقر الجماعة بالمقطم في الوقت الذي اطلقت فيه قوات الامن الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين.
ونشرت مواقع ووسائل اعلام مصرية مقاطع فيديو تظهر اعتداء عناصر من جماعة الإخوان أمام مكتب ارشاد الجماعة على إحدى الفتيات المشاركات في مظاهرات أمس ما تسبب في إسقاطها على الأرض وإصابتها إصابات بليغة.
وحرر عدد من الصحفيين محضرا بقسم شرطة المقطم ضد كل من الرئيس المصري ومحمد بديع المرشد العام للجماعة وخيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد حيث اتهموهم بتحريض شباب الإخوان بالاعتداء عليهم بالضرب والسب والقذف والسحل وأكدوا أن شباب الإخوان اعتدوا عليهم بالسحل واستخدموا العصي والأسلحة البيضاء.
وفي السياق نفسه حرر مختار محمد راغب مراسل قناة روسيا اليوم محضرا أكد فيه أنه تعرض للضرب والاعتداء على يد عناصر الإخوان أيضا.
كما تقدم المحامي الدكتور سمير صبرى ببلاغ للنائب العام ضد المرشد العام للإخوان وخيرت الشاطر عن واقعة الاعتداء على القوى الثورية بالضرب والسب أمام مكتب الإرشاد وطالب بالتحقيق في الواقعة وإحالة المتسبب في الأحداث إلى المحاكمة الجنائية.
وقال صبري في بلاغه.. إنه فوجئ كما فوجئ المجتمع كله بقيام عناصر الاخوان بالاعتداء بالضرب على القوى الثورية والصحفيين أثناء تغطية اجتماع مكتب الإرشاد وفاعلية "رسم الغرافيتي" أمام المكتب حيث فوجئ حين ذلك الصحفيون والقوى الثورية بعدد من الأفراد المنتمين للجماعة يقومون بإبعادهم بالقوة ثم انهالوا عليهم بالضرب والسب على مرأى ومسمع من الجميع.
وأضاف أن المصادر ذكرت أن قيادات مكتب الإرشاد أعطت أوامرها لشباب الجماعة بالاعتداء على الصحفيين الذين ينقلون الأحداث المباشرة في محاولة لإرهابهم وكان هذا الضرب مبرحاً وأدى إلى إصابة عدد من الصحفيين والناشطين.
وأكد صبري أن هذا المسلك هو استمرار لسياسة استهداف الصحفيين التي بدأت منذ أحداث الاتحادية بقتل الحسينى أبو ضيف ثم الاعتداء على مراسلى الصحف بمحافظات مصر ومن بعدها حرق جريدتي الوفد والوطن والاعتداء على عدد من الصحفيين أمام النيابة العامة بتهمة "إهانة" الرئيس.
واعتبر صبري في بلاغه أن ذلك يعد مسلك إرهاب بحق الصحفيين لإعاقتهم عن تأدية عملهم اذ يتعرضون لهجوم منظم تمارسه جماعات تريد إرهاب أصحاب الرأي وناقلي الصورة الحية للأحداث التي تشهدها مناطق متفرقة من البلاد وذلك بهدف طمس الحقائق وتزييف الصورة لدى الرأي العام وساعدهم في ذلك عمليات التحريض التي تمارسها أجهزة الدولة ضد الصحافة والإعلام وفى مقدمتها مؤسسة الرئاسة التي تطارد الصحفيين وتحيلهم إلى المحاكمات تحت مزاعم واهية.
واعتبر صبري أن تلك الممارسات تكرس تشريع الغاب وتفتح المجال واسعاً لإرهاب المواطنين بشكل عام وأن ما حدث فى محيط مكتب إرشاد جماعة الإخوان المسلمين يعد نموذجاً لما يحدث في البلاد من حالة فوضى وغياب القانون والأمن وأنه يعبر عن تعمد واضح لخلق حالة من الصدام المباشر بين فئات المجتمع وجعله في مواجهة نفسه.
كما نظم المئات من أعضاء رابطة مشجعي النادي الأهلي ألتراس أهلاوي وقفة احتجاجية أمام مكتب النائب العام المستشار طلعت عبد الله في دار القضاء العالي للمطالبة بالإفراج عن زملائهم الذين تم القبض عليهم في أحداث المنوفية الأخيرة.
وانطلقت مسيرة الألتراس من أمام النادي الأهلي مرورا بجسر أكتوبر الذي توقفت الحركة المرورية فيه إلى أن وصلت المسيرة إلى دار القضاء العالي ورفع المتظاهرون لافتات تندد بالقبض على زملائهم.
وكان 38 شخصا من أعضاء الرابطة تم إلقاء القبض عليهم بتهم الانتماء لمجموعة غير قانونية أو دستورية ومحاولة إشعال محكمة المنوفية يوم الأربعاء الماضي أثناء نظر قاضي المعارضات في قضية محمد جمال هلال عضو الألتراس والذي تم تجديد حبسه لمدة 15 يوما.
كما قطع العشرات من أصحاب المخابز الطريق أمام مقر وزارة التموين بعدما اقتحموا مقر الوزارة وإعلانهم الاعتصام حتى رحيل وزير التموين باسم عودة.
وانتشر أصحاب المخابز المتظاهرين بعرض شارع قصر العيني ومنعوا حركة المرور بالشارع مطالبين برفع تكلفة إنتاج كيس الدقيق من 80 إلى 120 جنيهاً وصرف المستحقات المتأخرة لهم والمتمثلة في الحوافز وفرق السولار وإلغاء الغرامات التي تم فرضها عليهم بغير حق.
وعلى الصعيد الأمني وصلت 3 سيارات أمن مركزي أمس لمقر المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين بالمقطم لتأمينه بالتزامن مع دعوات عدد من نشطاء للتظاهر أمامه.
في سياق آخر أدانت جبهة الإنقاذ الوطني المصرية بقوة حوادث الاعتداء على المواطنين المصريين العاملين في ليبيا والتي تكررت في الأسابيع الأخيرة وانتقدت صمت النظام المصري تجاهها.
وقالت الجبهة في بيان لها أمس: إن حوادث الاعتداء على المواطنين المصريين شملت كذلك الاعتداء على كنائس مصرية واعتقال مواطنين مصريين كما يجرى إبعاد المصريين من ليبيا بطريقة مهينة بعيدة عن المعايير الإنسانية ومن دون اتخاذ أي إجراءات قانونية مناسبة أو ضمان حقوق العمال المصريين.
كما استنكرت الجبهة الموقف المتخاذل للسلطات المصرية في الدفاع عن مصالح المصريين في الخارج وتحديدا في ليبيا.
وفي وقت سابق قررت السفارة الليبية بالقاهرة تعليق العمل بكل أقسامها بما في ذلك الشؤون القنصلية وخدمات المواطنين حتى إشعار آخر.
وقال السفير عاشور بو راشد سفير ليبيا لدى القاهرة في تصريحات خاصة لصحيفة (اليوم السابع) المصرية: "إن هذا التعليق بسبب تواجد عدد من المعتصمين الأقباط أمام مقر السفارة وتعرضهم لكل من يتقدم للسفارة لإنهاء إجراءات خاصة به" مشيرا إلى أن قرار التعليق اتخذته السفارة وهى مجبرة حفاظاً على سلامة أعضاء السفارة وعلى المترددين عليها من الليبيين والمصريين وحتى لا يحدث إرباك أو تزيد الأمور تعقيداً.
من جهته أكد محمد العرابي نائب رئيس حزب المؤتمر ووزير الخارجية السابق أن الحكم الحالي ليس لديه الاستعداد للتحاور أو سماع الآخرين مشيرا إلى أن كل المبادرات المطروحة على الساحة حاليا تأتي في إطار تجميلي للمواقف ولن تدخل في إطار واقعي.
وقال العرابي إن المصريين ليسوا بحاجة إلى مبادرات بل بحاجة إلى قرارات لذا فإن رئاسة الجمهورية يجب أن تقوم بتشكيل حكومة تضم كل الأطراف ليشعر الجميع بالمسؤولية وأنه مشارك في الحكم.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد