آفاق التسليح الخليجي لدعم العصابات الإرهابية

11-06-2012

آفاق التسليح الخليجي لدعم العصابات الإرهابية

يوماً بعد آخر، يكتسب التوجه الخليجي لتسليح المعارضة السورية زخماَ على وقع التدفق المتزايد للأموال والأسلحة إلى القوات المقاتلة على الأراضي السورية. ويأتي تسليح المعارضة السورية المتزايد في الوقت الذي يسعى فيه المجتمع الدولي لإيجاد أرضية مشتركة تسهم في وضع حد لتصعيد عمليات القمع التي يقوم بها النظام السوري.
ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن ناشطين مقربين من «الجيش  الحر» المتمركز بين سوريا وتركيا قولهم إن كتائب من الجنود المنشقين عينت مؤخراً ممثلين لها يتولون مهمة متابعة الاحتياجات العسكرية لمقاتلي المعارضة كما يتابعون تسلم الأسلحة التي تحتاجها الكتائب. سورية تحمل رشاشا من طراز «أك - 47» خلال تظاهرة ضد النظام بعد صلاة الجمعة في إدلب. (أ ب)
ولم يغفل الناشطون، بحسب الصحيفة، الإشارة إلى «سيل الأموال الذي يصلهم من السعودية وقطر، بالإضافة إلى التدفق المعتاد للأسلحة من مغتربين سوريين وبعض الأثرياء داخل سوريا».
ولفتت الصحيفة إلى أن السعودية وقطر كانتا قد أعلنتا أنهما تدعمان تسليح المعارضة السورية، لكنهما كانتا مترددتين بإلقاء ثقلهما في جهد منظم، في ظلّ التحذير الغربي من مغبة تأجيج الصراع في حرب طائفية، موضحة أنه «فيما كانت الإمدادات خفيفة، ازدادت في الفترة الأخيرة بشكل حاد وأصبحت من نوع آخر، في وقت ارتفع عدد الهجمات على الجنود حيث أسفرت عن قتل العديد وتدمير الدبابات».
وفيما يبرر الناشطون بأن الأسلحة تصب في مجال حماية المدنيين، يحذر المحللون من ان جهود الخليج في مجال التسليح تكتنفها المخاطر بسبب الغموض الذي يلف درجة تدريب الجماعات التي تتلقى تلك الأسلحة، فضلاً عن غياب الضمانات بألا يلجأ هؤلاء إلى إعادة بيع الأسلحة التي تصلهم إلى جماعات أخرى. وفي السياق نفسه، أكدت صحيفة «واشنطن بوست» أن قوة المقاتلين السوريين تزايدت على نحو فعال في الأسابيع الأخيرة، حيث صعدت هجماتها على القوات السورية كما وسعت رقعة سيطرتها على بعض المناطق، في ظلّ اهتمام المجتمع الدولي بالضغط على الأسد للامتثال إلى اتفاقية وقف إطلاق النار.
يعترف عناصر من عصابات «الجيش  الحر» للصحيفة بفقدان السيطرة وعدم القدرة على الالتزام بالهدنة.ويؤكد هؤلاء العناصر  أن ازدياد الدعم حالياً، عوضهم عن النقص في الفترة السابقة، وسمح لهم بإعادة تنظيم صفوفهم .
وفيما يبدو أن المساعدة الخليجية والغربية للمقاتلين قد أظهرت فاعليتها، تؤكد «واشنطن بوست» أن المقاتلين ما زالوا في مرحلة بعيدة من التفوق على الجيش النظامي، كما عن تشبههم بمقاتلي ليبيا الذين استطاعوا السيطرة على جزء كبير من الأراضي وترسانة عسكرية لا يستهان بها.
من جهته، يقول المسؤول السابق في وكالة الاستخبارات الدفاعية جيفري وايت، وهو باحث حالي في «معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى»، إنه لن يكون بمقدور المقاتلين الإطاحة بالنظام وتولي القيادة في دمشق، وإن بدا واضحاً أنهم بدأوا يشكلون عنصر ضغط على النظام».
ويضيف وايت معلقاً على أداء المقاتلين «يبدون بالنسبة لي أقوى وأفضل من ذي قبل.. الناس يصفونهم بالقوة المشرذمة وأنا أفضل القول إنهم قوة بدأت تصبح مؤهلة لخوض حرب العصابات بشكل متزايد».
في المقابل، تستدرك «واشنطن بوست» بالقول إن ما يحكى عن تزايد في قوة المقاتلين يصعب حسمه بدقة نظراً للقيود المفروضة على دخول الصحافيين، ولكن ما يرصده الخبراء العسكريون قد يؤكد ذلك، لا سيما وسط تنام ملحوظ في عدد التسجيلات المصورة لهجمات المقاتلين التي يبثونها عبر الانترنت، وما تتم ملاحظته من احتدام للقتال الدائر على الأرض.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...