روسـيا تسـتبعد الحـل اليمنـي وتشارك الصين معارضة التدخل الأجنبي في سورية

06-06-2012

روسـيا تسـتبعد الحـل اليمنـي وتشارك الصين معارضة التدخل الأجنبي في سورية

جددت روسيا تمسكها بخطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان للسلام في سوريا أمس، موجّهة اللوم إلى المعارضة المسلحة على خرق التزاماتها، واستبعدت في الوقت نفسه فرص نجاح نموذج «الحلّ اليمني»، كما شددت روسيا مع الصين على رفضهما للتدخل الخارجي في الأزمة السورية التي رأى رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إنها «تجاوزت الحدود» السورية، في حين دعا وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل موسكو إلى حفظ مصالحها السورية والعربية، معتبراً أن خطة أنان لن تطبّق إلا بلجوء مجلس الامن الدولي إلى الفصل السابع.
وارسلت موسكو امس موفداً رسمياً رفيعاً الى جنيف للقاء انان قبيل تقديم تقريره غداً الى مجلس الأمن، فيما أقدمت دمشق على طرد دبلوماسيي 10 دول غربية إضافة إلى تركيا، مؤكدة أن الخطوة ردّ على قيام هذه الدول بطرد رؤساء البعثات السورية، واتهمت هذه الدول بالعمل على تعطيل خطة المبعوث الدولي والعربي.

وأعلن المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش تعليقاً على تصريح متحدث باسم «المجلس العسكري للثورة» حول فك الالتزام بخطة أنان، ان «مثل هذه التصريحات تثير قلقاً شديداً، لأن الحديث يدور في جوهر الأمر حول تخلي الفصائل المسلحة للمعارضة السورية عن التزاماتها بموجب الخطة التي أيدها مجلس الامن الدولي للتسوية السلمية في سوريا». وتابع لوكاشيفيتش قائلاً إن هناك تطورات ميدانية، حيث «يقتل في سوريا يومياً ما بين 20 و30 من جنود وضباط الجيش النظامي السوري، وذلك نتيجة هجمات المسلحين الذين يخرقون نظام وقف إطلاق النار».
واضاف لوكاشيفيتش إن «مثل هذا السيناريو ليس ممكناً، إلا عندما تحظى التشكيلات المسلحة غير الشرعية بدعم معنوي من الخارج، ويجري تزويدها بالسلاح والذخيرة وتمويلها». وخلص لوكاشيفيتش الى القول « نأمل بان العواصم العالمية تدرك تماماً خطورة ولاأخلاقية الأعمال الرامية الى اراقة الدماء على نطاق أوسع في سوريا، والدفع بهذا البلد الى النزاع الاهلي الذي يمكن أن يتخطى حدود سوريا ويؤدي الى سفك الدماء في منطقة الشرق الاوسط بأسرها».
وأكد الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والصين هو جينتاو بعد لقائهما في بكين امس أن «على المجتمع الدولي أن يستمر في دعم جهود الوساطة... لأنان ولبعثة الامم المتحدة للمراقبة ودعم الحل السياسي للمشكلة في سوريا». وقالت وزارة الخارجية الصينية ايضاً إن بكين وموسكو تعارضان التدخل الأجنبي في سوريا أو تغيير النظام بالقوة.
واعلن نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف «لم نقل أبداً، او فرضنا شرطاً بان الاسد يجب ان يبقى بالضرورة في السلطة عند انتهاء العملية السياسية» في سوريا. واضاف كما نقلت عنه الوكالة الروسية من جنيف «هذه القضية يجب ان يعالجها السوريون بأنفسهم». وأضاف «عندما نبحث في المثال اليمني بالنسبة الى سوريا علينا أن نتذكر مع الاسف ان لا رغبة عند الطرف المعارض بالدخول في مفاوضات سياسية مع الحكومة».
وأعلنت موسكو أنها ستستقبل «خلال ثلاثة أيام» ممثلين عن وزارة الخارجية الاميركية. وقالت وكالة «ريا نوفوستي» إن الوفد سيرئسه المنسق الاميركي الخاص للشؤون الاقليمية فريديرك هوف، فيما دعت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي تجتمع بعدد من المسؤولين في اسطنبول اليوم لبحث الملف السوري، روسيا والصين إلى «المساهمة في الحل» والعمل على «تسريع العملية السياسية».
وفي ختام اجتماع المجلس الوزاري لدول الخليج، قال الفيصل «نأمل في ان تعيد (روسيا) تقييمها لسياستها في المنطقة، خصوصاً تجاه سوريا فهي تخطئ مع التيار الشعبي السوري ... وإلا فإنها ستفقد الشيء الكثير على الساحة العربية». وأضاف «لقد بدأنا نفقد الامل في الوصول الى حل عن طريق مبادرة انان... واذا لم يتخذ مجلس الامن الدولي قراراً بموجب الفصل السابع فلن يتم تطبيقها».
ومن أبو ظبي، قال وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله إن على القوى الغربية النظر في إمكانية تصعيد إجراءات الامم المتحدة ضد النظام السوري، معتبراً أن أحد الحلول يتمثل في اللجوء إلى الفصل السابع «الذي قد يأتي بعقوبات أقسى وضغوط أخرى على حكومة الأسد».
أما رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، فقال في اسطنبول إن «النيران المشتعلة في سوريا دفعت بما يقرب من 24 ألف سوري إلى اللجوء إلى تركيا، وهذا يعني أن الأوضاع الجارية في سوريا لا تهم سوريا فحسب، وإنما تجتاز الحدود وبالتالي على تركيا أن تعمل مع القوى الإقليمية وأطراف المجتمع الدولي على إيجاد حل للأزمة السورية». 

وقامت سوريا بطرد مجموعة من الدبلوماسيين الأجانب كردّ على خطوة طرد دبلوماسيين سوريين في وقت سابق، وسمّت وزارة الخارجية السورية مبعوثي 11 دولة أجنبية في سوريا باعتبارهم غير مرغوب فيهم، وإن كانت غالبيتهم قد غادرت البلاد فعلاً منذ زمن بناء على تقييم أمني للأوضاع في سوريا، أو لأسباب سياسية بحتة. وجاء التحرك السوري «بعد انتظار» وفقاً لما صرّح به نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد على «أمل أن تغير تلك الدول من تصرفها»، معتبراً أن هدف الخطوة الغربية السباقة هو إفشال عمل بعثة المراقبين وتهديد استقرار سوريا.
وقال مسؤول الإغاثة في الأمم المتحدة جون جينغ إن سوريا وافقت على السماح للوكالات الدولية بتوسيع نطاق العمليات الانسانية في البلاد، حيث يحتاج مليون شخص على الأقل إلى المساعدة بعد 15 شهراً من الصراع. واضاف ان الامم المتحدة ستفتح اربعة مكاتب ميدانية في درعا ودير الزور وحمص وادلب، كما تعهّد مسؤولون سوريون بتسريع منح التأشيرات لعمال الإغاثة والتصاريح الجمركية للمواد الإغاثية. وقال جينغ الذي رأس اجتماعاً مغلقاً لمنتدى العمليات الإنسانية في سوريا للصحافيين في جنيف «تم إبرام هذا الاتفاق كتابة في دمشق مع الحكومة هناك. حرية الحركة والدخول من دون عوائق لعمليات الإغاثة الانسانية في سوريا هو لبّ الموضوع الآن. صدق نيات الحكومة (السورية) سيكون موضع اختبار في هذه القضية اليوم وغداً وكل يوم».

 المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...