دمشـق ستتعـاون مع الخطـة الصينيـة وآمـوس تدخـل بابـا عمـرو وليبيا تدرب إرهابيين سوريين

08-03-2012

دمشـق ستتعـاون مع الخطـة الصينيـة وآمـوس تدخـل بابـا عمـرو وليبيا تدرب إرهابيين سوريين

رحبت دمشق أمس بالخطة الصينية لحل الأزمة في سوريا، والتي تؤكد فيها بكين مواقفها، وأهمها رفضها تغيير النظام بالقوة، ومعارضة التدخل الخارجي، والدعوة إلى وقف فوري للعنف، وحض مختلف الأطراف في سوريا على الخوض في حوار شامل من دون شروط مسبقة، فيما زارت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فاليري آموس حي بابا عمرو في حمص، بعد حوالى أسبوع على إخراج القوات النظامية المسلحين منه، وذلك بعد ساعات من اجتماعها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي أكد التزام دمشق بالتعاون مع بعثة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في إطار احترام سيادة البلد واستقلاله والسماح لها بزيارة اي مكان تشاء في صور مركبة وزعتها «سانا» لزيارة آموس والوفد المرافق لها لحمص أمس (أ ف ب) سوريا في اطار مهمتها.
وفي استنساخ للتجربة الليبية، كشف وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا عن أن الولايات المتحدة تعتزم تقديم مساعدة غير عسكرية للمعارضة السورية ومنها على سبيل المثال تجهيزات اتصال، ولم يستبعد التدخل عسكريا في سوريا، على الرغم من تأكيده ان «الإدارة الأميركية تركز حاليا على مقاربات دبلوماسية وسياسية بدلا من التركيز على تدخل عسكري» وصفه الوزير الاميركي بأنه في ظل افتقاره الى الاجماع الدولي، سيشكل «خطأ كبيرا».
واتهم المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين الحكومة الليبية بإيواء معسكر تدريب لمتمردين سوريين، قبل انتقالهم إلى سوريا لشن هجمات. وقال، خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول ليبيا، «تلقينا معلومات مفادها أن هناك في ليبيا وبدعم كامل من السلطات، مركز تدريب خاصا لمتمردين سوريين. ويتم إرسال هؤلاء الأشخاص لاحقا إلى سوريا لمهاجمة الحكومة هناك». وأضاف «هذا الأمر عير مقبول إطلاقا. هذا النشاط يزعزع استقرار الشرق الأوسط».
وكان رئيس الحكومة الليبية عبد الرحيم الكيب اعتبر، في خطاب أمام «مركز السلام الدولي» في نيويورك قبل الجلسة، أن «على العالم مساعدة الشعب السوري في الوصول إلى الحرية». وقال «الوضع في سوريا مشابه تماما» للوضع في ليبيا خلال الثورة والتي تدخل فيها حلف شمال الأطلسي عسكريا بحجة حماية المدنيين. وأعلن ان ليبيا تدعم وتمول المعارضة السورية، داعيا المجتمع الدولي الى تقديم المساعدة لها.
ووصل موفد الأمم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان الى القاهرة للتحضير لزيارته الأولى إلى دمشق المرتقبة السبت المقبل. وقال نائب الامين العام لجامعة الدول العربية احمد بن حلي ان انان سيلتقي الامين العام نبيل العربي اليوم ثم بعض وزراء الخارجية العرب غدا قبل ان يتوجه السبت الى سوريا يرافقه مساعده وزير الخارجية الفلسطيني السابق ناصر القدوة.
وذكرت وكالة  (سانا) أن المعلم تسلم رسالة خطية من نظيره الصيني يانغ جيتشي، نقلها مبعوث الوزير السفير الصيني السابق لدى سوريا لي هوا شين الذي التقى شخصيات من المعارضة الداخلية، «تتعلق بعلاقات الصداقة القائمة بين البلدين، ورؤية الصين ذات النقاط الست بشأن إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا».
وعبر المعلم عن «تقدير سوريا لموقف الصين الثابت في المحافل الدولية، وترحيب سوريا بالرؤية الصينية ذات النقاط الست، واستعدادها للتعاون الإيجابي معها باعتبارها الطريق نحو إيجاد حل يقوم على وقف العنف من أي
مصدر كان، وتسهيل جهود الأمم المتحدة في المجال الإنساني، والتعاون مع مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة ودعوة كل الأطراف للحوار الوطني الشامل وتسريع عملية الإصلاح التي انطلقت في سوريا».
بدوره، أكد لي هوا شين «رفض بلاده لأي تدخل خارجي في الشؤون السورية»، موضحا أن «الشعب السوري هو وحده القادر على إيجاد حل للأزمة»، معبرا عن «رفض الصين محاولات استغلال بعض الأوساط للوضع الإنساني من أجل التدخل في الشؤون السورية تحت أي ذريعة كانت». وشدد على «تمسك الصين باحترام سيادة سوريا واستقلالها وسلامة أراضيها، وبأهداف ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة».
والنقاط الصينية الست هي:
أولا، يجب على الحكومة السورية والأطراف المعنية الوقف الفوري والشامل وغير المشروط لكافة أعمال العنف وخاصة أعمال العنف ضد المدنيين الأبرياء، ويجب على مختلف الأطراف السورية التعبير عن مطالبها السياسية بطرق لاعنفية.
ثانيا، يجب على الحكومة السورية ومختلف الأطراف السورية العمل على إطلاق فوري لحوار سياسي شامل من دون شروط مسبقة ولا حكم مسبق تحت الوساطة النزيهة للمبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بشأن الأزمة السورية، حرصا على المصالح البعيدة المدى والأساسية لسوريا وشعبها، وذلك للتوصل إلى توافق الآراء حول خريطة طريق شاملة ومفصلة للإصلاح مرتبطة بجدول زمني وتطبيقها في أسرع وقت ممكن لاستعادة الاستقرار والنظام الاجتماعي الطبيعي في سوريا.
ثالثا، تدعم الصين دورا قياديا للأمم المتحدة في تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية، بحيث تقوم الأمم المتحدة أو هيئة حيادية ومقبولة لدى جميع الأطراف بتقييم موضوعي وشامل للوضع الإنساني في سوريا وضمان النقل والتوزيع للمعونات الإنسانية وذلك على أساس احترام سيادة سوريا. إن الصين مستعدة لتقديم مساعدات إنسانية إلى الشعب السوري. ونعارض قيام أي شخص بالتدخل في الشؤون الداخلية لسوريا بحجة «المسألة الإنسانية».
رابعا، يجب على الأطراف المعنية في المجتمع الدولي الاحترام الكامل لاستقلال سوريا وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، واحترام حق الشعب السوري في اختيار النظام السياسي والطريق التنموي بإرادته المستقلة، وتهيئة ظروف مؤاتية وتقديم مساعدة ضرورية وبناءة لإطلاق الحوار بين الأطراف السياسية السورية واحترام نتائج الحوار. لا توافق الصين على التدخل العسكري ضد سوريا أو فرض ما يسمى بـ«تغيير النظام»، وترى أن فرض العقوبات أو التهديد بفرضها لا يساعد في حل المسألة حلا سليما.
خامسا، ترحب الصين بتعيين المبعوث الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية (كوفي انان) بشأن الأزمة السورية وتدعم دورا بناء له في إيجاد حل سياسي للأزمة. كما تدعم الجهود الإيجابية المبذولة من قبل الدول العربية وجامعة الدول العربية لحل الأزمة سياسيا.
سادسا، يجب أن يلتزم أعضاء مجلس الأمن الدولي بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقواعد الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية. إن الصين كعضو دائم في مجلس الأمن تستعد للتنفيذ الأمين لمسؤولياتها، وإجراء مشاورات مستفيضة وطويلة النفس على قدم المساواة مع الأطراف الأخرى لحل الأزمة السورية سياسيا، بما يحمي وحدة مجلس الأمن.
والتقى لي هوا شين قيادات من معارضة الداخل بينها رئيس «الحزب السوري القومي الاجتماعي» علي حيدر ورئيس هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي حسن عبد العظيم وعضو الهيئة حسين العودات ورئيس «تيار بناء الدولة السورية» لؤي حسين ورئيس «الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير» قدري جميل.
وقال عبد العظيم لـ«رويترز» ان المعارضة «تركز الآن على الضغط على النظام السوري من اجل السماح بدخول المساعدات الانسانية إلى المناطق المنكوبة في حمص والحاجة إلى دعم الصين لمبادرة الجامعة العربية والأمم المتحدة والتوافق الدولي لحل الأزمة في سوريا».
وأشارت مصادر الى ان قيادات المعارضة ابلغت المبعوث الصيني «ضرورة التأكد من ان العنف لن يحل المسالة، وأن الحل غير موجود الا في الداخل». وأضافت «يجب ان تتم التهيئة للحوار عبر إيقاف العنف وإطلاق السجناء».
وشدد المعلم، خلال لقائه آموس والبعثة المرافقة لها في دمشق، على أن «القيادة السورية تبذل قصارى جهدها لتوفير المواد الغذائية والخدمات والرعاية الصحية لجميع المواطنين برغم الأعباء التي تواجهها من جراء العقوبات الجائرة التي تفرضها بعض الدول العربية والغربية على سوريا والتي تمس مباشرة الشعب السوري في معيشته». وأكد «التزام سوريا بالتعاون مع البعثة في إطار احترام سيادة سوريا واستقلالها، وبالتنسيق مع وزارة الخارجية والمغتربين».
ونقلت «سانا» عن آموس «التزامها وفريقها في مهمتهم بالمعايير الدولية الخاصة بالمساعدة الإنسانية وفي مقدمتها الاستقلالية والحياد». وشددت على «احترام سيادة سوريا، ورفض استخدام البعد الإنساني لأغراض سياسية، ورفضها محاولات الترويج لفكرة الممرات الإنسانية والمناطق العازلة».
وبعد اللقاء مع المعلم زارت آموس حي بابا عمرو في حمص. وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام حسن، في جنيف، إن «آموس دخلت مع فريق المتطوعين من الهلال الاحمر السوري الذي بقي 45 دقيقة في هذا الحي».
وقالت المتحدثة باسمها اماندا بيت، في نيويورك، ان آموس «لاحظت ان الأحياء التي زارتها في مدينة حمص مدمرة بالكامل»، مضيفة انها «حاولت تفقد أحياء في المدينة تسيطر عليها المعارضة لكنها لم تتمكن من ذلك لأسباب أمنية».
وأعلنت بيت أن المعلم أكد لآموس ان «بإمكانها التوجه الى حيث تشاء». وأوضحت أن آموس والأشخاص الذين كانوا يرافقونها «سمعوا إطلاق عيارات نارية» أثناء زيارتهم. وأضافت «قالت ان الاقسام (في المدينة) التي شاهدوها مدمرة بالكامل (وإن) حمص تشبه مدينة مقفلة تماما» أمام السكان. وأوضحت ان آموس تواصل اتصالاتها في سوريا في محاولة «لإيجاد ترتيب يتيح وصول المساعدة الانسانية لوقت طويل».
وقال بانيتا، ردا على اسئلة اعضاء لجنة الدفاع في مجلس الشيوخ، «تم تخصيص عشرة ملايين دولار من المساعدة الإنسانية، وخصوصا من الأغذية والأدوية، لمساعدة الشعب السوري».
وسأله السناتور الديموقراطي ريتشارد بلومانتال ماذا تم فعله في مجال تجهيزات الاتصال للمعارضة السورية؟ فرد بانيتا «أفضل ان اناقش ذلك في جلسة مغلقة، لكن يمكنني ان اقول لكم اننا نعتزم تقديم مجموعة كاملة من مساعدات لا تتضمن أسلحة قاتلة»، موضحا مع ذلك انه لم يتم تقديم أي مساعدة حتى الآن.
وفي ليبيا في العام 2011 قدمت واشنطن ما قيمته 25 مليون دولار من المساعدات لمسلحي المعارضة، ولا سيما من الحصص الغذائية والمعدات الطبية والخيم والبدلات العسكرية والسترات الواقية من الشظايا.
وقال بانيتا «من الواضح انه لا يوجد حل بسيط أو سريع لهذه الأزمة». وأضاف «نعتقد ان الحل الافضل لهذه الازمة يمر بعملية انتقالية سلمية وسياسية وديموقراطية يقودها الشعب السوري وفقا للخطوط التي حددتها جامعة الدول العربية». وتابع «حتى ولو أننا لا نستبعد اي عمل في المستقبل، فإن الادارة تركز حاليا على مقاربات دبلوماسية وسياسية بدلا من التركيز على تدخل عسكري». وأكد أن «التحرك العسكري الأحادي الجانب في سوريا سيكون خطأ كبيرا»، موضحا أنه « على الرغم من الإجماع في مجلس الأمن للتدخل العسكري في ليبيا إلا أننا لم نصل إلى هذا الإجماع في ما يخص سوريا». وأعلن أن «النظام السوري لا يزال متماسكا، على الرغم من وقوع عدد من الانشقاقات الكبيرة عنه». وقال «نعلم أن المعارضة السورية تقاتل وعمليات الانشقاق تزداد، لكن النظام السوري يستمر في الاحتفاظ بالقدرة العسكرية الكبيرة والمتماسكة».
بدوره، قال رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي إنه «إذا تقرر التدخل العسكري يمكن أن نتحدث عن مساعدات إنسانية في سوريا وفرض حظر جوي وربما يكون هناك ضربات جوية»، مؤكداً أنه «إذا طلب منا التدخل في سوريا فنحن مستعدون لذلك»، لكنه حذر من تحديات تواجه حملة جوية طويلة الامد، موضحا ان الدفاعات الجوية السورية أقوى وأكثر تطورا بخمس مرات من الليبية.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيزور القاهرة الجمعة والسبت، وسيعقد اجتماعا مع وزراء الخارجية العرب لبحث الأوضاع في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وأضافت أن «الجانب الروسي سيركز على ضرورة اتخاذ خطوات منسقة من أجل حل المشاكل الداخلية في دول المنطقة من خلال حوار وطني واسع ومن دون تدخل خارجي».
وأعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون انها ستلتقي نظيرها الروسي سيرغي لافروف في نيويورك الاثنين المقبل.
وذكرت وكالة الانباء القطرية (قنا) ان رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني بحث مع رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان ووزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو، في انقرة، «العلاقات الثنائية بين البلدين والتطورات الراهنة في المنطقة». وكانت الوكالة اشارت الى انه بحث مع داود اوغلو الوضع في سوريا قبل ان تصدر تصحيحا.
وكرر الرئيس التركي عبد الله غول، في تونس، هجومه على الرئيس  بشار الاسد، محذرا «اولئك الذين يديرون سوريا حاليا من ان عليهم اتخاذ خيار الآن. ان الطريق الذي تسيرون عليه قاتل ومظلم ومليء بالخيبات».
                                                                                                                      المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...