أنقرة ودمشق توقعان اتفاقاً لمكافحة «الإرهاب»
وقعت سوريا وتركيا، أمس، اتفاقاً للتعاون بينهما في «محاربة الإرهاب والمنظمات الإرهابية»، فيما كرر رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان تحميله إسرائيل مسؤولية توقف عملية السلام.
ووقع اتفاق التعاون في «محاربة الإرهاب والمنظمات الإرهابية» وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونظيره التركي احمد داود اوغلو. وذكرت وكالة «الأناضول» إن الاتفاق ينص على أن يكافح البلدان معاً «المنظمات الإرهابية والإرهاب» من دون ذكر منظمة محددة بذاتها. كما تم التوقيع في ختام أعمال الاجتماع الثاني لمجلس التعاون الاستراتيجي العالي المستوى بين البلدين، في أنقرة، على 11 اتفاقية ومذكرة تفاهم، خصوصاً في مجال الطاقة والبيئة والسكن والمصارف والثقافة.
واعتبر عطري، في مؤتمر صحافي مع اردوغان، أن سوريا وتركيا قد تمثلان نموذجاً في العلاقات الدولية. وأشار إلى أن دمشق مصممة على محاربة المنظمات الإرهابية بالتعاون والتنسيق مع أنقرة. وقال عطري، الذي التقى الرئيس التركي عبد الله غول، «عندما نلاحظ نشاطاً إرهابياً فإننا نتخذ إجراءات قانونية ونحاول حل هذه المشكلة بالتعاون مع تركيا».
وأشار عطري وأردوغان إلى أهم مشاريع التعاون التي ستنجز خلال الفترة القريبة المقبلة، وهي افتتاح منافذ حدودية نصيبين ـ القامشلي، ووضع حجر الأساس لسد الصداقة على نهر العاصي وزيادة حجم التبادل التجاري ليصل إلى 5 مليارات دولار وتأسيس بنك مشترك، وإنشاء خط قطار سريع بين حلب ـ وغازي عينتاب يقطع المسافة بـ33 دقيقة، وربط شبكة الغاز الطبيعي بين البلدين وتقديم تمويل من مصرف «أكزيم» بقيمة 180 مليون يورو لتنفيذ مشاريع تنموية في سوريا.
وقال اردوغان، من جهته، إن «سوريا وتركيا ستقومان بجهود موحدة لمحاربة الإرهاب»، مشيراً إلى أن «التضامن بين سوريا وتركيا في محاربة الإرهاب أمر استثنائي»، شاكراً السلطات السورية على دعمها لأنقرة في محاربة «الإرهاب».
وقال اردوغان «عبر الاتفاق الذي وقعناه، فقد عززنا من تعاوننا في محاربة الإرهاب، واعتقد أننا سنواصل معركتنا المشتركة بالتصميم ذاته، لأن الإرهاب هو عدونا المشترك».
وأعلن اردوغان أن أنقرة تريد تقوية المجلس الاستراتيجي الرباعي، الذي يضم لبنان وسوريا وتركيا والأردن، مشيراً إلى أنه يمكن لدول أخرى الانضمام إليه. وأوضح أن سوريا وتركيا قامتا بخطوات عديدة في ما يخصّ النزاع الفلسطيني، وان أنقرة مستعدّة للقيام بأي مهمة حول هذا الموضوع إذا طلب منها ذلك.
وقال «نشعر بالقلق من أن الجهود الأميركية لإطلاق عملية التفاوض المباشر بين الإسرائيليين والفلسطينيين توقفت بسبب التعنت الإسرائيلي». وأضاف «بسبب هذه الظروف فإن على المجتمع الدولي ودول المنطقة الانخراط في جهود مكثفة من أجل إعادة إطلاق عملية السلام».
وكان داود اوغلو قال، خلال اجتماع «المجلس الاستراتيجي» بحضور 26 وزيراً من الجانبين، إن «التعاون بين تركيا وسوريا أصبح يمثل نموذجاً يُحتذى به في العلاقات بين دول المنطقة»، مضيفاً أن «هذا النموذج الناجح للتعاون لم يثبت فقط أن هناك إمكانية للنجاح على المستوى الثنائي، وإنما أيضاً على مستوى تغيير مصير المنطقة كلها إلى وضع أفضل».
من جهته، أعرب نائب الرئيس السوري العماد حسن توركماني عن ارتياح بلاده للتنامي السريع لعلاقاتها مع تركيا، مشيراً إلى أن «البلدين يتلمّسان السبل من أجل تعزيز هذه العلاقات وتطويرها ونقلها إلى آفاق أرحب».
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد