العلاقات الأمنية الإسرائيلية-المصرية وزيارة رئيس الشين بيت للقاهرة

08-08-2010

العلاقات الأمنية الإسرائيلية-المصرية وزيارة رئيس الشين بيت للقاهرة

الجمل:  أكدت التقارير قيام الجنرال يوفال ديسكين رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) بزيارة إلى مصر خلال اليومين الماضيين، وذلك من أجل التفاهم مع كبار المسؤولين المصريين حول حقيقة ومصدر الصواريخ التي استهدفت مؤخراً ميناء إييوفال ديسكين: رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي «شين بيت»لات الإسرائيلي، وميناء العقبة الأردني. ما هي طبيعة هذه الزيارة؟ وما خلفيات ومصدر اهتمام جهاز الشين بيت الإسرائيلي بهذه الصواريخ؟ وهل يعكس هذا الاهتمام الإسرائيلي نقطة تحول جديدة في التوجهات الإسرائيلية إزاء أمن سيناء المصرية وأمن البحر الأحمر وأمن الأردن؟
* رئيس جهاز الشين بيت الإسرائيلي في القاهرة: ماذا تقول المعلومات؟
تحدث تقرير تم نشره في العاصمة البريطانية لندن عن تحركات مخابراتية إسرائيلية – مصرية جديدة على خلفية صواريخ غراد التي تم إطلاقها مؤخراً واستهدفت ميناء إيلات الإسرائيلي وميناء العقبة الأردني المطلان على البحر الأحمر، وفي هذا الخصوص أشار التقرير إلى النقاط الآتية:
- قام رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (شين بيت) الجنرال يوفال ديسكين يوم الخميس المنصرم بزيارة العاصمة المصرية القاهرة.اللواء عمر سليمان: وزير المخابرات المصرية
- غرض زيارة الجنرال ديشكين هو التفاهم مع المسؤولين الأمنيين والمخابراتيين المصريين حول حادثة الصورايخ التي استهدفت ميناء إيلات الإسرائيلي وميناء العقبة الأردني.
- عقد الجنرال ديشكين لقاء مطولاً مع المسئولين الأمنيين والمخابراتيين المصريين، وكان اللواء عمر سليمان وزير المخابرات المصري حاضراً في هذا اللقاء، وذلك برغم الفارق البروتوكولي بين وزير المخابرات المصري ورئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي.
أكدت المعلومات والتسريبات بأن المسئولين الأمنيين-المخابراتيين المصريين قد سعوا في اجتماع القاهرة التأكيد رئيس الشين بيت الإسرائيلي بأن صواريخ غراد لم يتم إطلاقها من الأراضي المصرية، وبالمقابل أصر رئيس جهاز الشين بيت الإسرائيلي في الاجتماع على أن صواريخ غراد قد تم إطلاقها من أماكن متعددة من بينها الأراضي المصرية وتحديداً منطقة جنوب سيناء المتاخمة لميناء العقبة الأردني وميناء إيلات الإسرائيلي.
* دبلوماسية الشين بيت-المخابرات المصرية: إلى أين؟
درجت السياسة الخارجية الإسرائيلية على معالجة تقاطعاتها الإسرائيلية الخارجية المصرية عن طريق دبلوماسية وزير الخارجية الإسرائيلي-وزير الخارجية المصري وذلك على المستوى التنفيذي، ولاحقاً ظهرت دبلوماسية وزير الخارجية الإسرائيلي-وزير الخارجية المصري. أما على المستوى الأعلى، فقد درجت القيادة الإسرائيلية ممثلة في الرئيس الإسرائيلي ورئيس الوزخارطة سيناء المصريةراء الإسرائيلي على التفاهم مع القيادة المصرية ممثلة في الرئيس المصري ورئيس الوزراء المصري.
الآن، برزت إلى السطح ليس دبلوماسية نوعية جديدة وحسب، وإنما العديد من مثل هذه الدبلوماسيات النوعية، بحيث أصبحت هناك:
- دبلوماسية دفاعية مصرية-إسرائيلية.
- دبلوماسية تجارية مصرية-إسرائيلية.
- دبلوماسية سياسية مصرية-إسرائيلية.
أما الدبلوماسية المخابراتية المصرية-الإسرائيلية، فقد ظلت تجري لفترة طويلة تحت السطح على مستوى جهاز الأمن الخارجي الإسرائيلي (الموساد) مع ما يناظره من أجهزة المخابرات المصرية، وما هو مثير للاهتمام هذه المرة، فإن جهاز الأمن الداخلي (الشين بيت) لم يعد يكتفي حصراً بدوره ضمن حدود دولة الكيان الإسرائيلي، وإنما أصبحت له دبلوماسية عابرة للحدود. وبكلمات أخرى، أصبح جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي هو المعني بالتطورات الأمنية في أراضي شبه جزيرة سيناء، وكأنما سيناء هي محافظة إسرائيلية.
لو قلنا بأن مصر ترتبط بالعديد من الاتفاقيات الخاصة المعلنة وغير المعلنة مع إسرائيل، فإن الجانب المخابراتي-الأمني من هذه الاتفاقيات يجب أن يتم حصراً بين جهازي المخابرات الخارجية الإسرائيلي والمخابرات المصري المعني بالشؤون الخارجية المناظر له، وهذا معناه أن قيام جهاز المخابرات الداخلي الإسرائيلي ممثلاً في رئيسه الجنرال يوفال ديسكين بالذهاب إلى العاصمة المصرية القاهرة وتقصّي الحقائق مع رموز المخابرات المصرية هو أمر يمكن أن ينطبق عليه الوصف القائل بأن رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي قد قام باستجواب قادة أجهزة المخابرات المصرية –وبحضور وزير المخابرات المصري اللواء عمر سليمان- عن حادثة إطلاق صورايخ غراد التي استهدفت ميناءي العقبة الأردني وإيلات الإسرائيلي.
أكدت حركة حماس الفلسطينية عن نفيها القاطع القيام بعملية إطلاق صواريخ غراد التي استهدفت مؤخراً إيلات والعقبة، واتهمت الحركة المخابرات الإسرائيلية والمخابرات المصرية بالمسئولية عن إطلاق هذه الصواريخ، وذلك على خلفية تنسيق مخابراتي-أمني مصري-إسرائيلي يهدف إلى توفير المزيد من الذرائع الجديدة لجهة استهداف قطاع غزة إضافةً إلى تعزيز الحملة الإعلامية الإسرائيلية التي تسعى إلى تسويق المزيد من المزاعم الجديدة والتي كان آخرها اتهام الإسرائيليين لقيادة حركة حماس بأنها –وانطلاقاً من سوريا- قد أصدرت الأوامر لعناصرها من أجل اختطاف المزيد من الإسرائيليين واحتجازهم كرهائن لدى الحركة!!!

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...