إسرائيل تقرّ بعدم وصول الـ «سكود»

19-04-2010

إسرائيل تقرّ بعدم وصول الـ «سكود»

أقر نائب وزير الدفاع الإسرائيلي متان فلنائي، أمس، بشكل ضمني بعدم امتلاك «حزب الله» لصواريخ «سكود» حينما أشار إلى أن مدى صواريخ الحزب تبلغ بئر السبع.
في هذا الوقت، نقلت صحيفة «صنداي تايمز» البريطانية عن وزير إسرائيلي تهديده سوريا بإعادتها «إلى العصر الحجري» إذا استخدم «حزب الله» صواريخ «سكود». وأشار نائب رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال بني غينتس إلى أنه لا يتوقع حرباً لأن الآخرين يعرفون كلفتها. وكان الملك الأردني عبد الله الثاني قد حذر من صدام عسكري إذا لم تستأنف العملية السلمية قبل تموز المقبل.
وفي طهران، نقل وزير الخارجية السوري وليد المعلم رسالة من الرئيس بشار الأسد إلى نظيره الإيراني محمود احمدي نجاد تتعلق بالعلاقات بين البلدين، وذلك لدى استقبال نجاد للمعلم أمس الأول في إطار لقاءات عقدها الرئيس الإيراني مع عدد من رؤساء وفود الدول المشاركة في المؤتمر الدولي لنزع السلاح النووي ومنع انتشاره. وذكرت المعلومات الرسمية أن «وجهات نظر الجانبين كانت متطابقة إزاء مختلف القضايا التي جرى بحثها خلال اللقاء».
واعتبر المعلم، في تصريحات إلى الصحافيين المشاركين في تغطية المؤتمر، أن الضجة التي افتعلتها إسرائيل حول مزاعم بتهريب صواريخ من سوريا إلى «حزب الله» هي تهيئة لعدوان إسرائيلي ، نافياً هذه المزاعم، ومؤكدا أن «القصة برمتها مفتعلة من قبل إسرائيل».
وفي ندوة عقدت في النقب، قال فلنائي إن «حزب الله» يمتلك صواريخ بوسعها أن تصل إلى بئر السبع، فيما أن الصواريخ السورية تصل إلى كل مكان. وتعتبر إشارة فلنائي هذه أول نفي إسرائيلي ضمني لقضية تسلم «حزب الله» صواريخ «سكود». وشدد على أنه «في كل عملية أو حرب مستقبلية ستتضرر الجبهة الداخلية الإسرائيلية، مثلما سيتضرر الجنود على الجبهة. والجيش يعرف كيف يؤدي مهمته والضرب بالأسلحة، ولكن بموازاة ذلك ينبغي أيضاً إعداد المواطنين وهذا ما نقوم به».
من جانب آخر، أعرب فلنائي عن قلق من نوع آخر يتعدى صواريخ «سكود». وقال إن «مدى صواريخ سوريا يغطي كل أراضي الدولة»، مشدداً على أن «الدول العربية فهمت أنه لا قدرة لها على هزيمة إسرائيل في ميدان القتال، ولذلك فإنها تسلحت بصواريخ معدة لضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية. وللجــيش الإسرائيلي رد على كل تهديد، ولكن بموازاة ذلك نحن نعد الجبهة الخلفية لمواجهة كل طارئ».
من جانبه، رفض الجنرال غينتس التقديرات بأن فرص الحرب أكبر من فرص السلام في المنطقة. وقال إن «البيئة التي نعيش فيها ليست بسيطة، كما أن عملية تعاظم القوة بلغت الذروة في سوريا، ولبنان وإيران، لكني أعتقد أنه في نهاية المطاف ورغم كل التحديات، يملك الجيش الإسرائيلي قوة هائلة آمل أن تبقى في مخازنها». وأشار إلى أمله ببقاء قدرة الردع الإسرائيلية، ومع ذلك شدد على «أن الردع الذي حققناه في السابق لا يسري على المستقبل». وقال إن «أعداءنا يعرفون ثمن الحرب وقدرة الجيش الإسرائيلي على العمل. والطريقة التي يتصرفون بها تظهر أن ثمة أساساً لهذا الردع».
غير أن «صنداي تايمز» نقلت عن وزير إسرائيلي تهديده سوريا بـ«إعادتها إلى العصر الحجري» إذا استمرت في تزويد «حزب الله» بالصواريخ المتقدمة. وأشارت الصحيفة إلى أن الوزير الإسرائيلي هدد في الأسبوع الماضي «بقصف محطات الطاقة في سوريا والموانئ ومنشآت تخزين الوقود وكل منشأة استراتيجية، إذا تجرأ «حزب الله» على إطلاق صواريخ بالستية علينا».
وأوضحت الصحيفة أن القرار الإسرائيلي باعتبار سوريا المسؤول المباشر عن عمليات الحزب ينبع من التقدير الاستخباراتي بأن بيروت فقدت السيطرة على «حزب الله». وكانت إسرائيل قد دأبت على القول إنها ترى «لبنان مسؤولا» عن أفعال الحزب. وشدد الوزير الإسرائيلي على «أننا لن نتردد في مهاجمة سوريا إذا تعرض أمننا القومي للخطر. و(الرئيس السوري بشار) الأسد يعرف ذلك. وهو يلعب بالنار».
وتضاربت الأنباء الواردة من واشنطن حول مسألة صواريخ «سكود». فبعد «قلق شديد» أبداه المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية إزاء قضية الصواريخ، عاد مسؤولون أميركيون ليبدون شكوكا حول نقل هذه الصواريخ. وأعلنوا أنه ليس مؤكدا أن سوريا سلمت «حزب الله» مثل هذه الصواريخ. وقالت مصادر أخرى إن دمشق تزود الحزب بالأسلحة ولكن ليس من الواضح إذا كانت قد زودته بصواريخ «سكود». وتحدثت هذه المصادر عن نية سورية سابقة لتسليم الحزب صواريخ كهذه ورفع مستوى العلاقة الاستراتيجية بينهما، ولكن ليس مؤكدا أن الأمر تم. وشددت على أن حدوث ذلك من شأنه أن يضر بالعلاقات الدبلوماسية بين أميركا وسوريا.
ورد وزراء إسرائيليون على كلام الملك الأردني، الذي حذر فيه من صدام عسكري إذا لم يحدث تقدم في العملية السلمية حتى تموز. وفهم الإسرائيليون كلام الملك عبد الله بأنه تقدير بنشوب حرب في الصيف. وقال الوزير العمالي بنيامين بن أليعزر «لا أعتقد أن حرباً ستنشب، ولكن إذا لم تنطلق العملية السياسية فإن الجميع خاسرون».
كذلك أشار وزير المالية الليكودي يوفال شتاينتس إلى ضرورة أن يكف الملك الأردني عن التنبؤ. وقال «إننا منذ خراب الهيكل لا نتنبأ وأنا أنصح الملك بتبني هذه القاعدة. ينبغي الاستعداد على الدوام، ولكني لا أرى سبباً لهذا القول وآمل أن يظهر أنه قول غير صحيح».

حلمي موسى

المصدر: السفير

إقرأ أيضاً:

قضية الصواريخ السورية وسيناريو التصعيد الإسرائيلي: إلى أين
تابلر: لا يوجد لدى واشنطن وتل أبيب ما يؤكد نقل الصواريخ السورية إلى حزب الله والحملة تعتمد على تقارير صحيفة الشرق الأوسط السعودية

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...