إسرائيل غير مهيأة لهذا النوع من المواجهات
تأتي أخبار مفاجئة من جبهة القتال في لبنان حيث بدأت المعارك هناك منذ ما يقارب شهرا ولكن الجيش الإسرائيلي الذي يعد من الجيوش الأكثر كفاءة في العالم، لم يقترب من تحقيق أهدافه. وما زالت إسرائيل تتعرض للقصف. وفيما تتحدث تل أبيب حول ضرورة "توسيع العملية البرية" يواجه الجيش خسائر كبيرة. صحيح ان حزب الله يتكبد خسائر أكبر، ولكن أي نجاح لمقاتلي حزب الله في التصدي للمدرعات الإسرائيلية يعني نصرا سياسيا ودعائيا كبيرا بينما يؤدي استمرار الحرب إلى إضعاف الموقف الإسرائيلي الدبلوماسي.
وكان الإسرائيليون في كل حروبهم السابقة يواجهون الجيوش النظامية وكانت معارك تلك الحروب تشبه معارك الحرب العالمية الثانية. وكانت مهمة الجيش الإسرائيلي تجريد جيش العدو من القدرة القتالية في بداية الحرب.
وبعد انتهاء الحرب الباردة بدأ الإعداد لعمليات حربية من نوع جديد مثل قيام قوة الكوماندوز بمهاجمة معسكر الإرهابيين في أراضي بلد "محايد" أو قصف معامل نووية تحترضية بالصواريخ والقنابل. وفكرة العمليات من هذا النوع تحقيق الأهداف بأقل الخسائر وتفادي معارك تلاحمية طويلة.
وكانت إسرائيل أحد الرواد في إجراء العمليات من هذا النوع بما فيها عملية "الليطاني" (عام 1978) التي استمرت خلال سبعة أيام أو عملية "السلام للجليل" في عام 1982 عندما وصل الإسرائيليون إلى بيروت ولكنهم لم يقتحموها بل قضوا حوالي شهرين في إطلاق النار على المواقع الفلسطينية من مسافة آمنة.
وأظهرت أحداث الأعوام القليلة الماضية أن مخططي العمليات الحربية الإسرائيليين والأمريكيين لم يخمنوا كيف يحققون الانتصار في حروب المستقبل وهي حروب العصابات التي لا يمكن فيها إحراز الانتصار إلا من خلال السيطرة الحقيقية على الأراضي. وتبين أن تكتيك "العملية الخاصة زائدا الضرب عن بعد" لا يجدي نفعا كبيرا في هذه الحروب. ففي أفغانستان أسقطت الولايات المتحدة بمساعدة قوات العمليات الخاصة والقنابل والصواريخ الدقيقة التصويب نظام طالبان خلال أسابيع، ولكنها لم تصل إلى الأهداف المطلوبة حتى الآن.
"كوميرسانت"
وكالة نوفوستي
إضافة تعليق جديد