دول أوروبا «تتكاتف» قبل قمة العشرين
وضعت أوروبا كلامها قيد التنفيذ، لتوجه إلى شعوبها رسالة ثقة وتضامن. العبارة لرئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو، خلال إعلانه، في ختام القمة الأوروبية في بروكسل أمس، عن مضاعفة المساعدات الطارئة إلى أوروبا الشرقية، وضخ 75 مليار يورو أخرى في صندوق النقد الدولي، لمواجهة أسوأ أزمة عالمية منذ العام 1945.
كلمة التضامن، التي أوردها باروسو في إعلانه، موجهة، على ما يبدو، إلى الدول غير الأوروبية، المتوجهة في 2 نيسان المقبل إلى لندن للمشاركة في قمة مجموعة العشرين، حيث من المتوقع أن تواجه الكتلة الأوروبية الضغوط الأميركية باتجاه مزيد من الإنفاق على خطط تحفيز الاقتصاد.
وقرر الاتحاد الأوروبي، للمرة الثانية منذ كانون الأول، مضاعفة قيمة مساعداته إلى أوروبا الشرقية لتبلغ 50 مليار يورو، تصرف قروضاً. وإذا «دعت الحاجة إلى مساعدة بلد متعثر بحد ذاته، فستتوفر فرصة المساعدة»، كما قال ميريك توبولانيك، رئيس وزراء تشيكيا التي تتولى رئاسة الاتحاد.
كما أقر القادة الأوروبيون زيادة من 75 مليار يورو لموارد صندوق النقد الدولي، تخوّله تقديم المزيد من القروض إلى الدول المتعثرة، بما في ذلك في أوروبا الشرقية، ويُفترض أن تسهم في مضاعفة إجمالي موارد الصندوق لتبلغ 500 مليار دولار.
في لندن، لن تقتصر المواجهة الأوروبية مع واشنطن، على ما يبدو، حول مسألة الإنفاق لإنعاش الاقتصاد، وإنما أيضاً حول مسألة «تنظيم القطاع المالي العالمي»، حيث «يعتزم الأوروبيون إحراز نتائج طموحة»، كما قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، والتي يتوقع المراقبون أن «تقاومه» الولايات المتحدة مكتفية بـ«الحد الأدنى من الإصلاحات».
كما أعرب الأوروبيون، خلال القمة التي استغرقت يومين، عن رضاهم عن التنازلات التي قدمتها الدول الأوروبية التي تطبق السرية المصرفية، كلوكسمبورغ وبلجيكا والنمسا وسويسرا، بعد موافقتها على الانضمام إلى القواعد الدولية لتبادل المعلومات بشأن الغش الضريبي، مجنّبين بذلك إدراجها على لائحة سوداء تعزلها عن المجتمع الدولي.
في واشنطن، أعلن مكتب الموازنة في الكونغرس أن العجز في الموازنة للعام المالي الحالي سيسجل رقما قياسيا من 1845 مليار دولار، أي أسوأ بكثير من المتوقع، حيث كان المكتب قد قدّر العجز بـ1200 مليار دولار.
وتوقع المكتب أيضاً أن تزيد النفقات بنسبة 34 في المئة، لتصل إلى 4004 مليارات دولار، فيما ستهبط العائدات بنسبة 15 في المئة، لتصل إلى 2159 مليار دولار. وسيبقى العجز مرتفعا جدا في 2010 حيث سيسجل 1379 مليار دولار، وسيعود إلى 970 مليار دولار في 2011.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد