صفقة التبادل: أولمرت يستمهل وزراءه 24 ساعة

تفاوتت التوقعات في إسرائيل بشأن قرب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى مع حماس، بانتظار ما ستتمخض عنه نتائج المفاوضات «الحاسمة» التي يجريها الطاقم الإسرائيلي المفاوض في القاهرة. وقد عزز الحذر الذي يحيط بهذه القضية، إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت تأجيل الاجتماع الاستثنائي للحكومة الذي كان مخصصاً لمناقشة هذا الملف، والمواقف المتشددة التي أبداها عدد من أعضاء الحكومة والكنيست.
رغم ذلك، ذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية أنّ أولمرت يستعجل إنجاز هذه الصفقة، مشيرة إلى أنه أصدر توجيهاته إلى مبعوثَيْه إلى القاهرة، رئيس جهاز الأمن العام يوفال ديسكين ومسؤول ملف الأسرى عوفر ديكل، بتمديد محادثاتهما مع كبار المسؤولين المصريين، وأنه لهذا السبب تقرر تأجيل موعد جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية التي كانت متوقعة صباح أمس.
لكن المتحدث باسم أولمرت مارك ريغيف أكد إن الجلسة ستعقد اليوم، معتبراً أنّ «مهلة إضافية تعتبر ضرورية». غير أنّ صحيفة «معاريف» أشارت إلى أن زيارة رئيس الأركان في الجيش الإسرائيلي غابي أشكنازي الى واشنطن في الوقت الذي تجرى فيه المفاوضات تدل على أن جلسة الحكومة المرتقبة لن تكون مصيرية وحاسمة.
وأوضحت «معاريف» ان اشكنازي يؤيد بشكل شخصي إتمام صفقة شاليت، ولو كان هناك أمل في التصويت في جلسة الحكومة لعاد على الفور إلى إسرائيل.
وفي السياق، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية إن قائد الجناح العسكري لحماس أحمد الجعبري وصل إلى القاهرة لرئاسة وفد حماس في المفاوضات غير المباشرة الجارية مع إسرائيل، إلى جانب القياديين في الحركة محمود الزهار ونزار عوض الله.
من جهته، قال وزير الأمن الداخلي آفي ديختر إنه «ليس بإمكان حماس اختيار من ترغب بإطلاقه من مجموع المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية»، محذراً من أنه «إذا ما فشلت المفاوضات الجارية حول المعتقلين الفلسطينيين الموجودين حالياً لدى إسرائيل، فإن مفاوضات أخرى ستجرى حول فلسطينيين يتم إلقاء القبض عليهم مستقبلاً».
من جهته، قال النائب في الكنيست عن حزب الليكود يوفال ستاينيتز إنّ «الإسرائيليين يرغبون في أن يتمكن شاليت من العودة الى منزله، لكن كل مطالب حماس غير مقبولة»، فيما توعد النائب آريه ألداد باغتيال رئيس الحكومة المقالة في غزة إسماعيل هنية في حال عدم الإفراج عن الجندي الأسير.
من جهتها، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، تمسكها بشروطها لإتمام صفقة تبادل الأسرى ورفضها التراجع عنها أو القبول بإبعاد أسرى فلسطينيين ضمن الصفقة إلى خارج الأراضي الفلسطينية. وقال المتحدث باسم القسام أبو عبيدة إن «تصريحات الكيان الصهيوني بقرب التوصل إلى اتفاقٍ على صفقة تبادل الأسرى يدل على فشل الكيان في تحرير جنديه بالطرق العسكرية، وكذلك على نجاحٍ كبيرٍ للمقاومة الفلسطينية في فرض شروطها».
وفي هذا الإطار، اعتبر المراسل العسكري للقناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي روني دانئييل إن حكومة أولمرت تتصرف مع حماس في المفاوضات بشأن صفقة التبادل وكأنها تقود دولة مهزومة. وأضاف دانئييل، المعروف بصلاته الوطيدة مع المؤسسة الأمنية في إسرائيل، إن «إسرائيل لم تتمكن من ترجمة الانتصارات العسكرية إلى انجازات سياسية، الأمر الذي أدى إلى قيام حماس بتشديد مواقفها».

المصدر: وكالات