تشيني في تركيا يبحث خيار الحرب!

15-03-2008

تشيني في تركيا يبحث خيار الحرب!

عادت من جديد التساؤلات عما دار في المحادثات التي أجراها وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس مع المسؤولين الأتراك في 28 شباط الماضي، والتي اعقبها مباشرة انسحاب القوات التركية من شمالي العراق.
مناسبة التساؤلات، هي الزيارة المرتقبة التي سيبدأها غدا الاحد نائب الرئيس الأميركي ديك تشيني الى المنطقة، وتحديداً الى السعودية واسرائيل والاراضي الفلسطينية وسلطنة عمان و... تركيا.
وتلفت مصادر صحافية تركية الى ان الزيارة تأتي مباشرة بعد استقالة قائد القيادة الاميركية المركزية الجنرال وليام فالون، الذي ربطت استقالته كما صرّح هو شخصيا باختلاف وجهات النظر مع الادارة الأميركية حول ايران ومعارضته لأي عمل عسكري ضدها.
وهذا يطرح بقوة إمكان ان تكون زيارة تشيني، الداعي دوماً الى ضرب ايران عسكرياً، متصلة باحتمال وجود بحث اميركي جدي لضرب ايران في الفترة المتبقية من عهد جورج بوش، خصوصا ان مجلة «اسكواير» الأميركية وصفت استقالة فالون بأنها إزالة للعقبة الأكبر امام مهاجمة ايران.
واذا اضيفت هذه التساؤلات الى ما كان يقوله الصحافي الاستقصائي في مجلة «نيويوركر» سيمور هيرش ولا يزال، حول حتمية الضربة لإيران، فإن زيارة تشيني بعد زيارة غيتس الى تركيا والمنطقة، تدفع الى الواجهة مجددا ارتفاع احتمالات ضرب اميركا لإيران.
وفي استطلاع لهيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) ان تركيا هي الدولة التي شهدت اكبر ارتفاع في نسبة المؤيدين لوقف البرنامج النووي الايراني عبر ضربة عسكرية، من 21 الى 33 في المئة. وتذكّر اوساط صحافية تركية بأن انقرة لا تزال ترى في البرنامج النووي الايراني، تهديدا لتركيا.
في هذا المناخ، تأتي زيارة تشيني الى انقرة، حيث يعتقد ان دور تركيا في المساعدة في اي ضربة لإيران، سيكون محور مباحثاتها، والتي قد تؤسس اما لتفاهم بين انقرة وواشنطن او لخلاف جديد شبيه بالخلاف حول احتلال العراق.
من جهة ثانية، يربط الكاتب سميح ايديز في صحيفة «ميللييت» بين زيارة تشيني وخطط واشنطن لنشر الدرع الصاروخية في تركيا، لمواجهة ايران، خصوصا ان الرئيس الروسي المنتهية ولايته فلاديمير بوتين كان قد واجه حجج واشنطن بالقول انه اذا كان الهدف مواجهة ايران فلماذا تنشر الرادارات والصواريخ المضادة في تشيكيا وبولندا، ولا تنشر في تركيا الأقرب الى ايران؟
ويبدو ان تركيا لا تزال الخيار الأفضل في عقل الأميركيين، بالنسبة لنشر الدرع الصاروخية، وهو ما كان احدى نقاط البحث اثناء زيارة غيتس الى انقرة قبل اسبوعين.
وينقل ايديز عن تشيني قوله الثلاثاء الماضي ان الرئيس الاميركي الاسبق «رونالد ريغان مات قبل ان يتحقق حلمه في «حرب النجوم» ونحن على طريق تحقيق هذا الحلم».
وعلى ما يبدو، فإن تشيني يريد ان يرى تركيا ضمن نظام الدرع الصاروخية. ولكن هل توافق تركيا «حزب العدالة والتنمية» ذات العلاقة الجيدة جدا مع ايران ومع سوريا، على نشر هذا النظام؟

محمد نور الدين

 المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...