وعد مهنا يتماهى مع احتفالية دمشق ويواصل الصراخ لأجلها
الجمل- وعد مهنا: يوم 11 من الشهر الجاري بنا وبدوننا ستطلق حنان قصاب حسن، مع حفظ الألقاب كما قدمت مجلس إدارة الاحتفالية بدمشق عاصمة للثقافة العربية أو عاصمة عربية للثقافة وأيضاً كما طاب لحنان أن تقول، ومن ساحة الأمويين حفل افتتاحها.
رجت السيدة أن لا يكون يوماً ماطراً وأن نغلظ ثيابنا تحسباً للبرد الشديد ولنبتهج بإطلاق الألعاب النارية وسماع الموسيقا والأغاني التي تم اختيارها للشركة الطليانية التي وحسب زعمها المرة الأولى التي تنفذ فيه الشركة احتفالاً لكن عليهم أي إدارة الاحتفالية اختيار ماذكرناه سابقاً وعليهم أيضاً كل ما تردده حكومتنا بأن دمشق أقدم عاصمة حية مع إضافة معدلة من السيدة " يسكن الناس في المدن، لكن ما من مدينة سكنها الناس كما دمشق " وأرغب أن أؤكد (الناس) في كلام السيدة حنان!
وبالتأكيد أشعر في هذا اليوم البهيج بسعادة غامرة قلّ نظيرها مع ذكرى واحدة يطيب لي أنا أيضاً وعلى رأي الديبلوماسي اللامع د. فيصل المقداد أن أكون سفيراً لبلدي لا سيما وأني غادرته العام المنصرم ولأول مرة في زيارة رسمية لي لفرنسا بذات التاريخ لكي أعود بلا حقيبة وحمداً لله على عودتي وعلى عودة حقائبي الصغيرة التي طاب ويطيب لكتفيّ حملها منها حقيبة محشوة بعناية فائقة بأرشيفي الخاص عن تراث أقدم… وقد نجحت "قلب دمشق"
الجمعية التي أسستها مع شريكتي أوريان مات (مع حفظ الألقاب والجنسية لأن من يؤمن بالتراث يسقط الجنسيات كما اتفقت معي بالرأي صوفي كلوزان عند عيادتي آثارنا في متحف اللوفر والتي تعتبر القيّم على آثار الشرق الأدنى برمته فيه والتي وعدتني بلقاءٍ لاحق معها في دمشق لكن ثقل اسمي في دمشق منعها من لقائي) أقول نجحت "قلب دمشق" العام المنصرم أيضاً بتسجيل تراث العالم في دمشق على لائحة المئة موقع المهددة بالخطر في العالم
وكما يطيب لي أن أذكر ها هنا ما قالته سعاد جروس في افتتاحية مقالها المعنون "دمشق مهددة بالطرد من «لائحة التراث العالمي» " والتي نشرتها صحيفة الشرق الأوسط في 30 مايو 2007 تقول سعاد: "إذا كان 2008 هو عام دمشق كعاصمة للثقافة العربية، فإن العام 2007 يستحق أن يوصف بعام معارك إبقاء دمشق على قائمة التراث الإنساني، لا سيما بعد تحذير «اليونسكو» بوضعها على لائحة التراث المهدد بالخطر نتيجة وضعها الراهن".
أما الحقيبة الصغيرة الثانية فقد عجت بكمبيوتري المحمول وكتب وقصاصات وسيديات وكلها تؤرشف تراث هذه الأرض والتي سبق لنا ودعونا إلى مؤتمر يناقش
اسمها أي "سوريا" بعيداً عن الأخوة سايكس وبيكو وقريباً جداً لحد الالتصاق بما تكتنزه معاهد الأخوة في التراث أهمها IFPO المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى ولعله يطيب لي ها هنا أيضاً أن أعلن عن استعمار ثقافي لا تزال ترزح تحت وطأته منطقتنا لا سيما فلذة القلب لبنان ونحن كتأكيد على نرجسيتي الشخصية كمركز للأرض! قل أقلها جغرافياًً وقل كما أجاب الآثاري اللامع أيضاً جاك كوفان حين سئل عن سبب بقائه في صحراء تدمر تلفح وجهه شمس زنوبيا وتكسو وجهه رمال من كانوا وقد كانوا كوناً أضجر العالم وأعياه ويذكر أحفاد سليمان الذين يهجعون اليوم في مآذنهم المعشوشبة علهم يصغون لما أجابهم كوفان وسط حيرتهم موفداً من الآلهة إلى تدمر "أنا هنا لأعرف كيف أصبحت باريس مدينة الأنوار"؟!
أما الحقيبة الأساس فهي أنا شخصياً وقد عدت لدمشق أسعد الله، رغم جراحك، أوقاتك يا دمشق وبات واضحاً الآن استحالة أن أغدو وزيراً بحقيبة أو بلا حقيبة!
أخفيكم قليلاً.. باريس استمالتني والسين احتضنني لكن عمر الخيام شدني من أذنيّ قائلاً فيها:
كل ذرات هذا الثرى كانت أوجها كالشموس ذات بهاء
أجلو عن وجهك الغبار برفق فهو خدٌ لكاعب حسناء
وعدت في اليوم المحدد إلى دمشق.
لأهمس في أحد وجوه الاحتفالية، الذين اعتذروا مبكرين، عن محمد الماغوط وقد سكن قلب دمشق في حي باب توما وقد استأجر قبواً ليكتفي في اختلاس النظر من شرنقة نافذته يوم الأحد لصبايا باب توما ورائحة السمك تلتصق بأنفاسه حتى مماته!
فماذا فعلوا بباب توما يا محمد؟!
وماذا يفعل نزار قباني الآن؟!
بعد أن فرغ من قراءة صحيفة الثورة يوم أمس 6/1/2008 "اغلق قرار المهندس محمد ناجي عطري رئيس مجلس الوزراء رقم 5580 ورقم 5581 ملفاً من اكبر ملفات الفساد في محافظة دمشق." وكان قد قبض على رئيس بلدية متلبساً الرشوة في مسقط رأسه قلب دمشق وتحديداً حي مئذنة الشحم!
أظنه مثلي قرأ الخبر "إغلاق محافظة دمشق"؟! ودعونا من "الثورة" الآن!
الحب فلنصغِ:
" أنا الدمشقي .. لو شرحتم جسدي
لسال منه .. عناقيد وتفاح
ولو فتحتم شراييني بمديتكم
سمعتم في دمي أصوات من راحوا".
حسناً يستمر الآن ذبح الشارع المستقيم (محور مدحت باشا) ومحاولة طرد شاغلي خان الرز وهي ملتصقة تماماً بحي مئذنة الشحم!
فماذا يسيل في أيديهم؟!!
منذ سنوات كتبت مطالباً إغلاق المديرية العامة للأثار والمتاحف بالشمع الأحمر ومنذ سنوات قلت فقدت محافظة دمشق عذريتها بالمال وطالبت مع معماري المدينة بحجب الثقة عنها في ملفي حول شارع الملك فيصل واليوم أجدد صياحي "وين راحوا"؟!
لكن المشكلة تقتضي السؤال "وين بدن يروحوا"؟!
السيدة حنان كررت اسمي مراراً اليوم في مؤتمرها الصحفي واسمي يا سيدتي ليس كوزاً يدق الجرة وكل ما أتمناه منك في حياتك أن تترفقي به لا سيما أنه مرتبطٌ بقلب دمشق أي دمشق القديمة أو على حسن الوصف من نبيل صالح "لبنة من دمشق القديمة" وأقول ممتناً هكذا يحس وتلك كفايتي! وبالمناسبة وطني: الإحساس.
لكن حنانك غمرني يا سيدتي إذ وعلى رغم الجراح وسأدوس الجراح لأحتفل معك بدمشق لكن على طريقتي وكما عهدتني وكما إئتمنتيني ذات يوم (أشرحه قريباً لارتباطه بصديقنا فيصل مع عدم التحفظ على أنه ملك التراث العالمي عام 2007 وبملف جديد يليق باحتفالنا "دمشق 2008").
أما كيف غمرني حنانك فهو تحديد يوم مولدي يوم إطلاق احتفالية دمشق في ساحة الأمويين.
هامش وحيد:
ولدت خلافاً لأخوتي الذين ولدوا في دمشق في قريتي بصير في تمام الخامسة من فجر 11/1/1972
الجمل
مقالات أخرى للكاتب:
قضية شارع الملك فيصل في ملف شامل وآراء مختصين سوريين وأجانب
إضافة تعليق جديد