تجاذبات عملية السلام بين إسرائيل وسوريا وأمريكا
الجمل: نشر مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، اليوم على موقعة الالكتروني، التحليل اليومي للمجلس، وقد حمل عنوان (ماكوفيسكي: الوقت أصبح ملائماً من أجل مفاوضات إسرائيلية- عربية).
برغم وجود العديد من الأصوات المطالبة بالمفاوضات العربية- الإسرائيلية، بواسطة شخصيات من نوع يوسي بيلين زعيم حركة السلام في إسرائيل، وغيره، إلا أن الجديد واللافت للنظر في التحليل اليومي لمجلس العلاقات الخارجية، يتمثل في أن الذي قال بأن الوقت أصبح ملائماً من أجل القيام بمفاوضات إسرائيلية- عربية، هو اليهودي- الأمريكي- الإسرائيلي ديفيد ماكوفيسكي، والذي عمل من قبل في منصب المحرر التنفيذي لصحيفة أورشليم بوست، وأصبح حالياً من أبرز خبراء اللوبي الإسرائيلي المختصين حصراً في الشؤون العربية- الإسرائيلية، إضافة إلى توليه حالياً منصب المدير التنفيذي لعملية سلام الشرق الأوسط، بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى.
أبرز المفاصل والنقاط التي تعرّض لها التحليل تتمثل في الآتي:
• مدى موافقة إسرائيل على قرار مجلس الأمن الدولي 242، والعودة إلى حدود 1967، وحل مشكلة اللاجئين:
يقول ماكوفيسكي بأنه توجد إرادة، ويوجد سبيل متاح، وعلى خلفية حوار رئيس الوزراء الإسرائيلي ايهود أولمرت الذي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية، فإن أولمرت أصبح مستعداً وأكثر رغبة في الجلوس مع السعوديين وأي دولة عربية أخرى –بما في ذلك سوريا- لديها رغبة في التفاوض.
كذلك أشار ماكوفيسكي إلى أن الإسرائيليين كانوا ينظرون في عام 2002م إلى المبادرة السعودية، كما لو أنها مجرد أداة للتلاعب من أجل تخفيف الضغط الذي كانت تواجهه السعودية أمريكياً ودولياً بعد أحداث الحادي عشر من أيلول.
• ليونة الموقف الإسرائيلي الحالي:
أشار ماكوفيسكي إلى أن الإسرائيليين يعتقدون الآن بوجود أساس مشترك، وما هو رئيسي الآن لا يتمثل في مدى استعداد وجاهزية إسرائيل للجلوس مع العرب، وإنما هل العرب راغبون فعلاً في الجلوس مع إسرائيل؟.. وإذا أصر العرب أمام الإسرائيليين على الجملة الشرطية التي مفادها (إما أن تأخذوا الموضوع كاملاً –أي المبادرة- أو تتركوه) فإنهم سوف يضيعون ويفقدون الفرصة.
ورأى ماكوفيسكي، بأن اللجنة الرباعية العربية (المكونة من: السعودية، الإمارات العربية، مصر، الأردن) يمكن أن تناقش وتفاوض على الأسس المتعلقة بهذا الموقف.
وأضاف ماكوفيسكي قائلاً: بالآتي:
- قال أولمرت بأنه يأمل في التوصل إلى سلام شامل مع الدول العربية خلال السنوات الخمس القادمة.
- أصبح الإسرائيليون يدركون ويفهمون إمكانية القيام بصفقات مقايضة حول الأرض.
- يمكن لإسرائيل الاحتفاظ بمعظم المستوطنين، وإعادة كل الأرض المحتلة إلى الدولة الفلسطينية.
- إن مسألة الأرض تمثل الجزء الأكثر سهولة في كامل الموضوع.
• الجزء الأكثر صعوبة في المفاوضات العربية- الإسرائيلية المتوقعة:
يقول ماكوفيسكي بأن العائق المهدد سوف يتمثل في النقطة المتعلقة بقضية اللاجئين، وهناك الكثير من المعلومات المغلوطة، مثل:
- ان قرار حق العودة (قرار الأمم المتحدة رقم 194) هو قرار أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وليس مجلس الأمن الدولي، لذلك بهو قرار غير ملزم.
- قرار الجمعية العامة (القرار 194)، لم يقل محدداً ضرورة أن يعود اللاجئون، أو يتوجب أن يعودوا، وإنما اقترح القرار أفضلية فكرة إمكانية السماح لهم بالعودة.
كذلك أضاف ماكوفيسكي قائلاً بأنه لا أحد يرغب في أن يظل اللاجئ يعيش في الأماكن غير اللائقة، بل لابد أن تتوافر له الكرامة والمستقبل الأفضل. واستناداً إلى ذلك، أشار ماكوفيسكي إلى النقاط الآتية:
- ان حل إقامة الدولتين الإسرائيلية والفلسطينية يقوم على فكرة تحريك ونقل اللاجئين الفلسطينيين إلى فلسطين الجديدة.
- إن اللاجئ الفلسطيني أمامه عدة خيارات، أبرزها:
* الانتقال إلى فلسطين الجديدة.
* البقاء في الدولة الموجود فيها حالياً، إذا وافقت هذه الدولة على ذلك، وفي هذه الحالة يتوجب منح اللاجئ تعويضاً مالياً.
* خيار الذهاب والانتقال إلى بلد ثالث.
• الصفقة بين إسرائيل وسوريا:
يقول ماكوفيسكي بأن هناك الكثير من أجهزة ومنشآت ومؤسسات الدفاع الإسرائيلي، ترغب بشدة في ضرورة التفاوض مع السوريين، ويعتقدون بأنه في الإمكان العثور على الرغبة السورية الهادفة إلى الدخول والانخراط في إعادة صياغة وتشكيل توجه استراتيجي بعيداً عن إيران، والحلفاء الإسلاميين مثل حزب الله اللبناني، وحماس، وحركة الجهاد الإسلامي.
كذلك أضاف ماكوفيسكي قائلاً بأنه لأول مرة في تاريخ العلاقات الأمريكية- الشرق أوسطية، تقوم الإدارة الأمريكية بالطلب من إسرائيل بأن لا تفاوض سوريا.. وأضاف ماكوفيسكي قائلاً بأن الولايات المتحدة تتخوف من أن يستخدم السوريون المراوغة والخداع على أساس اعتبارات أن يعملوا فقط من أجل التركيز على (عملية السلام) وليس على السلام، واستخدام هذه (العملية) من أجل الخروج والإفلات من المشاكل الماثلة أمامهم منذ لحظة اغتيال الحريري.
وعموماً يقول ماكوفيسكي حول الجدول الزمني بأن وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس سوف تظل تذهب في الوقت الحالي إلى منطقة الشرق الأوسط كل شهر تقريباً، وذلك من أجل التحدث حول ما تطلق عليه تسمية (أفق الحل السياسي)، ويعتقد ماكوفيسكي بأن ما تقوم به كوندوليزا رايس حالياً يختلف عن مفاوضات الوضع النهائي التي حاول الرئيس الأمريكي بيل كلنتون إجراءها في كامب ديفيد قبل أكثر من سبع سنوات، وذلك لأن (أفق الحل السياسي) هو نقاش وحوار، وليس مفاوضات.
ويرى ماكوفيسكي بأن الكرة الآن مع كوندوليزا رايس، وبإمكانها المضي قدماً في (أفق الحل السياسي) عن طريق الحوار والنقاش مع الزعماء والعرب.
الجمل: قسم الدراسات والترجمة
إضافة تعليق جديد