هيئة الصادرات: ارتفاع مستوردات سورية من دول البريكس وضعف الصادرات
أوضحت دراسة أعدتها "هيئة تنمية وترويج الصادرات السورية"، عن واقع التبادل التجاري بين سورية وتجمع دول "البريكس"، وجود ضعف عام في حجم الصادرات السوريّة إلى دول البريكس مع ارتفاع ملحوظ في حجم المستوردات منها، "وهذا يفسر الارتفاع المستمر بعجز الميزان التجاري بين الجانبين".
ولفتت وفقا لصحيفة "الثورة" الحكومية، إلى أن هناك فرصاً ضائعة يجب استغلالها ضمن هذا التكتل الاقتصادي العملاق خصوصا في ظل التوافق في الهيكل السلعي بين الصادرات والواردات، والعجز في الميزان التجاري سيد الموقف .
وبحسب مؤشر التوافق التجاري، "هناك توافق جيد في الهيكل السلعي للصادرات السوريّة مع الهيكل السلعي لمستوردات كل من الهند جنوب افريقيا والبرازيل، ولكن واستناداً لمؤشر الكثافة التجاريّة فإن تجارة سورية مع جميع دول البريكس أقلّ من المتوقع".
أما فرص التبادل التجاري، فتزداد مع جنوب افريقيا والبرازيل والهند وروسيا، حيث يتقابل الهيكل السلعي للصادرات السوريّة مع الهيكل السلعي لمستوردات هذه البلدان.
ويشير مؤشر تنوّع الصادرات، إلى انحسار محفظة الصادرات السوريّة في عدد قليل جداً من السلع، وهذا بدوره يفسّر التركز الجغرافي للصادرات السوريّة، وبالمقابل نلاحظ اتساع المحفظة التصديرية لكل من الهند، الصين وجنوب افريقيا، وهذا يمكن الاستفادة منه في جانب المستوردات.
وبحسب الدراسة هناك تراجع في شروط التجارة بالنسبة لسورية مع دول البريكس، وتتحمل الصادرات النفطيّة وتدهور قيمة العملة المسؤوليّة في ذلك، ومن جانب آخر لا يوجد اهتمام عالي من دول التجمع بالاستيراد من بعضها، كما أن ترتيب سورية متراجع جداً في سلّم الدول التي يتعامل معها التجمع.
وأشارت الدراسة إلى أن الصادرات السورية تعتبر خلال الاعوام من 2006 حتى 2012 قليلة الى هذه الدول، على الرغم من العلاقات السياسية الجيدة بين الطرفين والاتفاقيات المبرمة معها، الا ان تغيرا مفاجئا حصل العام الماضي في حصة الهند التي استحوذت على 12% من اجمالي الصادرات السورية، والتي سجلت بالنسبة لروسيا ارتفاعا لاعلى حصة تجاوزت 2 %، بينما باقي الدول فتعتبر الصادرات السورية اليها هامشية.
أما المستوردات من هذه الدول، فقد احتلت الصين المرتبة الأولى وبلغت نسبة ما تستورده منها سورية من إجمالي مستورداتها 17.75% في عام 2012 وبزيادة ملحوظة عن الأعوام السابقة ولروسيا أيضاً حصة مهمة من المستوردات السوريّة، بلغت ذروتها عام 2008 مُسجلة حوالي 13%، ولكنها تراجعت إلى النصف تقريباً في عامي 2009- 2010، لتتجاوز في عام 2011 ما نسبته 11%، وهي أقلّ مما كانت عليه في عام 2008 ولتنخفض بشكل كبير عام 2012 حيث بلغت 2.34% فقط.
أما المستوردات السوريّة من البرازيل، فواصلت الارتفاع خلال الأعوام الستة لتصل افضل نسبها إلى 3.5% في عام 2010 لكنها تراجعت إلى 1.38% في عام 2012.
وكانت حصة الهند من المستوردات السوريّة في أسوأ حالاتها عام 2008 "حوالي 2%"، ووصلت إلى أفضل حدٍ لها في 2012 "حوالي 5.19%"، وليس لجنوب افريقيا أي أهميّة نسبية في المستوردات السوريّة.
وأشارت الدراسة إلى أن الميزان التجاري يعتبر في حالة عجز كبير، نتيجة الخلل في الاهمية النسبية للصادرات السورية الى دول البريكس، مقارنة بالمستوردات السورية منها والعجز مع روسيا وهو اكبر من فئة المليار دولار في الاعوام الستة، وتجاوز 2 مليار دولار خلال الفترة 2008 - 2011.
وتراجع العجز التجاري بين سورية ودول البريكس عام 2012 عن عام 2011 الى اقل من النصف ليس بسبب تحسن الصادرات السورية، وانما بسبب التراجع في مدى التبادل التجاري والدولة الوحيدة التي زاد العجز التجاري معها عام 2012 عن عام 2011 هي جنوب افريقيا، بنسبة زيادة تجاوزت 50%.
وتوضح الدراسة أهم الصادرات والورادات بين سورية والبريكس لعام 2011، وتعتبر البضائع المصنعة أهم الصادرات السوريّة إلى روسيا 53%، ثم تأتي الصادرات من الأغذية والحيوانات الحيّة 24%، ثم المواد الكيماوية والمصنوعات المنوعة حوالي 9% لكل منها.
ويستحوذ الوقود المعدني على النسبة الأكبر من الصادرات السوريّة إلى البرازيل 88% المواد الكيماوية ومنتجاتها 8%، فالأغذية والحيوانات الحيّة 4% بينما يُعتبر الوقود المعدني أهم الصادرات السوريّة إلى الصين 75%، ثم البضائع المصنعة 9% فالمواد الخام عدا الوقود 9% يليها الزيوت والشحوم الحيوانيّة 4%، والأغذية والحيوانات الحيّة 2% والمواد الكيماوية أقل من 1.5%.
وتشكل البضائع المصنعة النسبة الأكبر من الصادرات السوريّة إلى الهند 41%، ثم المواد الخام عدا الوقود 33% فالأغذية والحيوانات الحيّة 24%، وكما تشكل البضائع المصنعة النسبة الأكبر من الصادرات السوريّة إلى جنوب افريقيا 92% ثم المصنوعات المنوعة حوالي 2.5%، فالآلات ومعدات النقل حوالي 2%.
أما تركيبة المستوردات السورية من روسيا فحوالي 83% من مجمل مستورداتها وقود معدني، ونحو 5% بضائع مصنعة ثم أغذية وحيوانات حيّة حوالي 4.5%، ومواد خام عدا الوقود 3% وآلات 2%.
وتشكل الحيوانات الحيّة حوالي 96% من المستوردات السوريّة من البرازيل، ثم تأتي المواد الكيماوية والآلات بحوالي 1.25% لكل منها.
بينما مستوردات سورية من الصين، فتشكل الآلات ومعدات النقل حوالي 47% تليها بنسبة 33% البضائع المصنعة، وحوالي 10% من المواد الكيماوية والمصنوعات المنوعة 4% والمواد الخام 3.4% وأما حصة الأغذية والحيوانات الحيّة فتبلغ 1.3%.
اما البضائع المصنعة فهي صاحبة الحصة الأكبر من مستوردات سورية من الهند 32%، لتأتي بعدها الأغذية والحيوانات الحيّة 25% وحوالي 16% لكل من المواد الكيماوية والآلات ومعدات النقل بينما 8% نسبة المواد الخام، و2% المصنوعات المنوعة وأقل من 1% للوقود المعدني وللزيوت والشحوم.
ويشكل الوقود المعدني أكبر حجم من المستوردات السوريّة من جنوب افريقيا 83%، ثم البضائع المصنعة 12%، أما المواد الكيماوية فتشكل حوالي 5%.
كانت آخر دراسة قدمتها "وزارة الاقتصاد" لتطوير العلاقات التجارية مع مجموعة البريكس، بينت أن 16% حجم مستوردات سورية من أسواق البريكس و3% صادراتها الغـذائية.
وتشكل مستوردات سورية من الآلات والأجهزة الآلية أهم منتج استيراد "حوالي 16% من قيمة المستوردات السورية 2011" وإن حصة دول البريكس من هذه المستوردات حوالي 16%، في حين أن الجزء الأعظم تم استيراده من دول الاتحاد الأوربي وتركيا.
وتعتبر الصين أهم مورد في العالم لهذه المنتجات 19% من العرض العالمي، في حين أن باقي دول المجموعة لا تشكل عرضا مهما على المستوى العالمي.
وتساهم دول المجموعة بتصدير 7% فقط من حاجة سورية من المعادن ومصنوعاتها، وتعتبر جنوب أفريقيا أكبر مورد إلى السوق السورية من بين دول المجموعة، مع العلم أن الصين تعتبر أكبر مورد في العالم للمعادن ومصنوعاتها 11% من العرض العالمي، كما تعتبر روسيا ثامن أكبر مورد في العالم 3.5% من العرض العالمي.
إضافة تعليق جديد